الموضوع: إلا أنت ..! ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2013, 07:32 AM
المشاركة 3
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلا أنت ..!




كيف لي أن أنفك عن عشقك المحلق في سمائي والسابح في خيالاتي ..
عبثاً أتنفس أوكسجين خالي منك .. فأنا أختنق .. !
عبثاً أردد أسماء خالية من اسمك .. خطأ الفظها .. !
عبثاً أجوب شوارع المدينة التي ساقتني إليك متناسية ذكرياتي معك ..
مخيلتي تصفع إرادتي بكف الشوق ويخونني التناسي ..
عبثاً أنظر في وجوههم محاولة تمييز من هم !
فملامحك أقحمت نفسها في كل الوجوه .. !


تباً .. غاضبة أنا .. لست حزينة بقدر ما أنا غاضبة .. !
لماذا لا أستطيع أن أعطيك الكرت الأحمر وأطردك من ساحة قلبي معلنة الانتصار ..
هل لك في كياني إرث ما .. تنتظر أن يموت قلبي لتحوزه أنت .. !

قلبك النابض بين أوردتي ..
أناني ومستبد ..
يستأصلني من ذاتي مع كل نبضة ..
ويسلخني عن وجودي ويلصقني بوجودك أنت ..


أحبكِ .. أنتِ ملاكي .. أعشقكِ يا صغيرتي المدللة ..



قف هنا لو سمحت .. !

عن أي دلال تتحدث أنت .. ؟

عندما كنت صغيرة كان أبي يحملني على كتفه ..
يجوب بي شوارع المدينة التي باتت مزدحمة بتفاصيلك أنت ..
كان يلاطفني بكلماته ..
ويشتري لي غزل البنات .. و يقبل جبيني ..
كان يخبرني بأن جبيني ناعم مثل فرو القطط ..
كان يقول لي يا قطتي .. ويقلد لي صوتها ..
ويخربشني حتى تخر قواي من فرط الضحك ..


وأنت .. كيف تدللني !
سأجيبك بصدق ..

يحدث أن تحملني بين أكفك إلى مدينة الحزن ..
يحدث أن تسرقني من ألواني إلى ليل قاتم بهيم أصم ..
يحدث أن تغريني بظاهر دفء كلامك ثم أصاب بنوبة حمى ..
فكلامك كان صقيع ينخر قلبي .. ثم أموت و أحيا في أروقة اللافهم ..
يحدث أن أتنفس فقاعات هواء فيها فراغ ،
فراغ يتسع في رئتي فأغيب عن الوعي ..
وأجوب بارتعاشاتي المتقطعة عالمك أنت ..


وهنا أعجز عن الإلمام بك أكثر !
وأنا أتدلى من أعناق العشق كإنسان محكوم عليه بالإعدام ..
لا هو مذنب ولا هو بين أكف قاضٍ عادل ..
ينتظر رحمة ما ..
سأكتفي بأن أكون بالقرب من قلبك الذي يحرص أن يجعلني شيء قريب منه ..
وتحرص لا إرادتي أن تجعله كل شيء .. !



وأكتفي بعد ما قلت من كلمات لن تقرأها بـ الصمت ثم الإمعان طويلا في تفاصيلك محاولة فهمها .
مثل هذه الكلمات نطرق خجلاً أمامها
ونتوارى في الأزقة حتى لا يرى ما بأيدينا في حضرة جمالها
كل الحروف تتهيب خوض منازلاتك الإبداعية
فكلماتك بما تحويه من إحساس تستنطق الحجر الأصم
وتتجاوز محبوبك -- الشقي بحبك -- لتصبح بنا أعم
لست صغيرة فرصفك للكلمات
يمنحك سنين عديدة فوق سنينك
لكنك ستهرمين قبل أونك
إن بقيت ممسكة بهذا القلم الذي يقطر إبداعاً
وستشقى بك ساحة الأدب
إذا ظل التأنق والتألق لك عنواناً

الأخت الكريمة صفاء في حضرة هذا البهاء
يحسن بنا أن نصمت ونجتر البكاء
تحية إجلال وتقدير

صفحتي على تويتر
H_motafael@