_…ـ- * الذكر بعد كل غفلة * ـ-…_ إن من المعلوم في محله لزوم تحقيق الجزاء عند تحقق الشرط . فمقتضى قوله تعالى : { واذكر ربك إذا نسيت } ، أن يذكر العبد ربه بعد كل لحظه غفلة ، فهو أمر مستقل يتعقب كل غفلة ، إذ لا تسوّغ الغفلة السابقة للتمادي في الغفلة اللاحقة ، وعليه فإن من ( الجهالة ) بمكان أن يترك العبد ذكر ربـه ، لوقوعه في عالم الغفلة برهةً من الزمان ، فهو ( تسويلٌ ) شيطاني يراد منه استقرار العبد في غفلته وعدم الخلاص منها أبداً . ومن الملف حقاً في هذه الآية وغيرها من آيات دعوة الحق المتعال العباد إلى نفسه ، عظمة الرب الكريم وسعة تفضلّـه على العباد . وإلا فما هو وجه ( انتفاع ) الحق بذكر العبد له ؟! ، بل إن إصرار العظيم في دعوة الحقير إليه ، مما لا يتعارف صدوره من العباد ، بل لا يُـعّد مقبولاً لديهم ، ولكنه الرب الودود استعمل ذلك في تعامله مع خلقه تحنناً وتكرّما . وقد ورد في الحديث القدسي : { يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم ، لم يُـزد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا على صعيد واحد ، فسألوني وأعطيت كل إنسان منكم ما سأل ، لم يُـنقص ذلك من ملكي شيئاً ، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة } حميد عاشق العراق 14 - 2 - 2013