_…ـ- * خداع المادحين * ـ-…_ إن من أعظم سلبيات المدح هو ( التفات ) الممدوح إلى نفسه وانشغاله بها فيما لو كان واجداً لصفة المدح ، وإصابته ( بالعجب ) والغرور الكاذب فيما إذا كان فاقداً لها . ومن هنا ورد الذم بالنسبة للمدّاحين لأنهم يصورون ما لا واقع له ، أو يبالغون فيما له واقع . فقد روي عن النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) أنه قال : { احثوا التراب في وجوه المداحين } . وإن النفس بطبيعتها تركن إلى تقييم الآخرين ومديحهم ، فقد يصدّق الممدوح بعد طول تكرار ما لم يكن ليصدق به . ولهذا يرى السلطان نفسه واجداً لكثيرٍ من الكمالات الموهومة ، وذلك لكثرة من حوله من ( المتزلّفين ) الذين يصورون له السراب ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . حميد عاشق العراق 2 - 2 - 2013