عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2013, 11:38 AM
المشاركة 158
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟.
إن هناك حيرة عند المسلمين ، حيث يقولون : لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى : { وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } . فالله عز وجل أوكل أمور المؤمن إلى نفسه ، إلا أن يذل نفسه .
ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن ، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .
ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير ، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم : { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ } .
عن الإمام علي ( عليه السلام ) قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ‏(‏ ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين‏ ؟.. قال ‏ :‏ قلت : يا رسول الله ، نعم .‏ قال ‏:‏ تعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ) . فكيف نجمع بين العزة الإيمانية ، وبين الصفح عن زلل الغير ؟. وهذه من المشاكل الأخلاقية .
إن القضية تختلف باختلاف الموارد ، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد ، وكذلك العفو له موارد .
والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ، ولكن إجمالا : إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم ، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما ؛ ولكن من باب دفع الظلم ، وعدم تمادي الغير في الباطل .
أما إذا كانت القضية بالعكس ؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل؛ فإنه يجب العفو .
فهذه قاعدة معروفة ، عندما تغضب المرأة على الرجل ، ويسكت ويحسن إليها بسكوته ؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة .
هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ، ولكنه احتواها بتصرفه هذا . وعليه ، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ، ويدرسه دراسة ودية .
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، وهناك قاعدة أخرى تقول : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
نحن عندما نتخاصم مع أحد ، فإن الحل عندنا هو المحاكم ، ولكن القرآن يقول : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } . وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول تعالى : { إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } .
فإذن ، إن القاعدة العامة هي : رحماء بينهم ، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة ؛ لا بد له من سبيل !.
حميد
عاشق العراق

18 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي