_…ـ-* حسرة الفاقدين *ـ…_ إن الحسرة والألم اللّذين يعتصران قلب الفاقد لما يهوى ، لمن أجلى ( دلائل ) المحبة والارتباط . وكلما عظمت هذه العلقة كلما عظمت حسرة الفقدان ، ولهذا ابيضت عينا يعقوب من الحزن لفقد من كان يحبه أشد الحبّ . فإذا كانت الحسرة تنتاب الفاقدين لما هو مصيره إلى الفقد والزوال أولاً وآخراً ، فكيف بحسرة من يرى نفسه ( فاقدا ) لمن يعود إليه كل موجود ومفقود ؟!. ومن هنا كانت حسرة وأنين العارفين بالله تعالى ، من أعظم حالات الحسرة والأنين في حياة البشر ، لعظمة من فقدوه ذكرا في النفوس ، وتجلياً في القلوب . وهذه الحسرة تعكسها هذه الفقرة من دعاء أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) عندما يبدي لواعج صدره بقوله : { ولأبكين عليك بكاء الفاقدين } . والمهم في العبد أن ينتابه مثل هذا البكاء قبل ( انكشاف ) الغطاء في أهوال القيامة ، إذ لا ينفعه شيء من البكاء يوم القيامة . حميد عاشق العراق 10 - 1 - 2013