_…ـ-*الشوق إلى الموت*-ـ…_ فالذي يرى الموت جسراً بين العناء والسعادة المطلقة ، لا يمكن أن يستوحش منه وهو على مشارفه ، وهذا خلافاً لمن لا يعلم ما وراء ذلك الحد ، بل يعلم بما هو أسوأ من حاضره . ولهذا جعل الحق المتعال تمنيّ الموت من دلائل الصدق في دعوى الولاية للحق ، وذلك في قوله تعالى : { إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } . وقد أفصحَ أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) عن شدّة ( شوقه ) إلى الموت في مواقف عديدة منها قوله ( عليهِ السلام ) : { والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ، ومن الرجل بأخيه وعمه } والسر في ذلك واضح ، إذ الموت عنده ( عليهِ السلام ) سفر من ( الضيق ) إلى عالم لا يعرف الحدود ، ومن ( مصاحبة ) الخلق إلى التفرغ لمجالسة الحق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر . حميد عاشق العراق 6 - 1 - 2013