عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2012, 01:49 AM
المشاركة 27
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أما قولك أن هناك مواضيع في القرآن لا ينبغي أن تمس (كموضوع "العقيدة" مثلا) فلا أجد له دليلا من القرآن ولا من السنة وليس لبشر من طين أن يحدد ما هو مسموح مما هو ممنوع بلا دليل قرآني واضح لسبب بسيط وهو أن الناس لن تتفق أبدا على شيء واحد في أي أمر وشأن، وبالتالي ليس بإمكان أي إنسان أن يقرر أمرا عظيما كهذا إلا أن يفرضه "فرضا" على العقول كما هو الحال الآن. ولا ينبغي فرض أي أمر كان على عقول الناس، فكما تعلم فلا إكراه في الدين.

تقول أنك لم تعثر على دليل يمنع الخوض فى حديث العقائد ؟!
فماذا عن قول النبي عليه الصلاة والسلام ( تفكروا فى خلق الله ولا تفكروا فى ذات الله فتهلكوا )
وماذا عن حديث النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب عندما وجد في يده صحيفة من التوراة تتعرض لهذه الأمور فنهاه أشد النهى وقال ( أمتهوكون فيها ابن الخطاب )
وماذا عن إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على عدم الخوض فى تفسير آيات المتشابه وآيات صفات الله عز وجل ؟!
ثم تقول :
فأرجو بعملي أن أكون متبعا للسنة النبوية، ولا أجد نفسي مخالفا لحديث موثق واحد. وخلافي مع البعض ليس مع القرآن الكريم أو السنة النبوية العطرة وأعوذ به تعالى من ذلك، إنما هو في فهم القرآن والسنة النبوية واستخلاص الدروس والعبر منهما.

تقول أنك تتبع السنة ولا تخالف حديثا موثقا واحدا ..
فما رأيك بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )
وماذا عن إنكارك النسخ وهو ثابت بالسنة المتواترة ؟!
وماذا عن حديث النهى عن الخوض فى أمور العقيدة ؟!
وماذا عن الحديث الذى أورده ابن كثير فى تفسير آية المتشابه والمحكم , والتى تنكر أنت أن فى القرآن محكما ومتشابها ؟!
ثم جئت باستنكار لحديث ( لا تجتمع أمتى على ضلالة )
رغم أن الحديث ثابت عند علماء الحديث سندا ومتنا ..
فهل أنت من أصحاب إخضاع السنة الثابتة لتعارضات العقل وحده على منهج المعتزلة والقرآنيين ؟!
واعتراضاتك على الحديث لا تقدح فى صحته البتة , لأنك اعتمدت على أحاديث اختلاف الأمة وعلى آيات القرآن التى تجزم بوقوع الإختلاف ..
ونقول أنه لا يوجد أى تعارض ..
لأن الإجتماع المقصود إنما المقصود به الفرقة الناجية وهى أهل السنة التى وردت فى حديث النبي عليه الصلاة والسلام :
( فإن من يعش بعدى فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ... )
وبالتالى فإن الفرق البدعية واختلافها ليس داخلا هنا فى إجماع الأمة ,
إنما الداخل فيه هم العاملون بالكتاب والسنة الصحيحة معا ..
ولا توجد أمة من المسلمين أو فرقة تعمل بالسنة المنقولة بالإسناد الصحيح إلا أهل السنة فقط وخالفتهم سائر الفرق البدعية الأخرى ..

سابعا: عدم إدراك معنى "وأخر متشابهات" من الآية السابعة من آل عمران.
أخي الكريم. أكثرت من تكرارك القول بأن بالقرآن الكريم آيات محكمات وأخر متشابهات. ثم تقول أنك تتبع المفسرين الذين يفسرون القرآن بالقرآن.
فهل فسروا كلمة " ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ " من الآية السابعة من آل عمران:
هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابهاتٌ (آل عمران:7)
بالمعنى العام الشامل الذي يؤكد أن جميع آيات القرآن محكمة كما جاء في مطلع سورة هود:
الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (هود:1)
فهل تجد تفسير القرآن بالقرآن هنا؟

ورغم أننى رددت عليك فى هذه النقطة إلا أنى سأعيد الرد ..
فالمقصود من المحكم كما بين المفسرون معنيان , المحكم نظما وهى الواردة فى آية سورة فصلت , والمحكم من ناحية المعنى وهو الوارد فى سورة آية آل عمران ..
فالقرآن من حيث النظم والترتيب محكم كله ,
ومن ناحية المعنى فيه المحكم وفيه المتشابه ..
وهناك نقطة خطيرة لم تلتفت إليها أيها الأخ الفاضل ..
أن القرآن الكريم تحدث صراحة عن وجود آيت متشابهة لا يتبعها أو يرغب فى تفسيرها إلا أهل الضلال والزيغ ,,
فلو أننا أخذنا بقولك فى عدم وجود متشابه؟!
لان عليك أن توضح لنا هذا التضارب بين الآيتين ؟!

وفى النهاية ألخص محور القاش الرئيسي مرة أخرى من مشاركتى السابقة ,
وأكتفي بهذا الرد على كل التفريعات التى خرجت بها من الموضوع ,فإذا كانت لديك إضافة على النقاط الرئيسية التى سأوردها فتفضل بها أما إن كان ما لديك هو تفريعات أخرى فأفضل أن نترك الحكم هنا للقارئ فيما سبق منعا لتكرار نفس الردود فى كل مرة ..

أولا :هل تنادى بالفعل بأنه ليس هناك قواعد أو مبادئ ينبغي للمرء أن يكتسبها لكىي خوض فى تفسير القرآن وأهمها العلم بالسنة المفسرة والعلم باللغة العربية وآدابها وقواعدها , والعلم بالتفسير المأثور عن الصحابة , والعلم بإجماعات المفسرين فى الآيات المحكمة قطعية الدلالة ؟!
وأنت تصديت للقرآن بالرأى الشخصي بلا أى مستند حتى من اللغة العربية , فمثلا فى تفسيرك لآية شك إبراهيم عليه السلام , صرفت الفعل عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازى دون وجود قرينة صارفة كما تقول قواعد اللغة العربية فى معالجة المجاز والصريح ..
ولكى لا تعود فتتهمنى بأنى أمنع الإجتهاد فى تفسير القرآن فقد سبق أن أوضحت وها أنذا أكرر ..
أننى لا أقول بذلك ولا يمكن أن أقول به , لأن التدبر فى القرآن مفتوح إلى يوم القيامة بشروطه التى حددها أهل العلم والإختصاص , وباتباع الدليل فى التفسير لا مجرد الرأى الذى نهى عنه النبي عليه السلام ..
والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن القول فى القرآن بالرأى المجرد نهيا صريحا فى حديث :
( من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) وفى رواية ( فليتبوأ مقعده من النار )
هذا فضلا عن النهى الوارد عن الصحابة فى ذات الشأن ..
وأنت تدعو لنفس هذا الأمر حيث الإجتهاد بالعقل المفتوح بغض النظر عن الإلتزام بالقواعد العلمية الصحيحة أو اشتراط إقامة الدليل فيما نذهب إليه
ثانيا :ما هو موقفك من السنة النبوية تحديدا؟!
لأنك قلت أنك ملتزم بالسنة ومع ذلك خالفت الأحاديث الصحيحة بل والمتواترة كأحاديث النسخ فى القرآن , فضلا على الأحاديث الصحيحة فى النهى عن القول فى القرآن بالرأى وأحاديث الحكم والمتشابه
ثالثا :وهى النقطة الأهم ..
أنا ما ناديت أبدا باحتكار علوم تفسير القرآن أو قصر تفسيره على السلف !!
والدليل أننى لفت نظركم إلى آيات الإعجاز العلمى وقلت لك صراحة أن القرآن به مئات الآيات التى تنتظر الجهد فى تقصي آثارها , ولم أتحدث عن حصر التفسير إلا فقط فى الآيات المحكمة القطعية الدلالةالثابت تفسيرها فى السنة أو فى أقوال الصحابة أو فى إجماع المفسرين ..
هذه واحدة ,
والثانية ,
أننى لم أمنعك من التصدى للتفسير بل فقط طلبت منك التزود أولا بمبادئ العلوم المؤهلة لهذا الأمر , وهو ما أراك تنكره رغم أنه مبدأ علمى محض , فلا يوجد علم على وجه الأرض يتصدى له أصحابه دون الإحاطة بقواعد تلقيه أو مبادئ علومه , وإلا فما هو الفرق بين العامة وبين أهل العلم فى كل تخصص ..
وهل يستطيع الطبيب أن يتصدى للطب دون إلمام بمبادئ دراسة الطب ؟!
بالمثل فى علوم القرآن والتى هى أصعب وأقدر العلوم على الإطلاق ..
ولو كان التصدى للتفسير يجوز من كل أحد بلا ضوابط , فلماذا إذا نهانا النبي عليه الصلاة والسلام , عن القول فى القرآن بالرأى المجرد
فماذا سنفعل فى هذه الأحاديث وهذه القواعد ؟!

هذا هو محور النقش الأصلي وردودك عليه , نتركها للقارئ الكريم بعد البيان
أما إقتناعك أو إقتناعى بأينا على الحق فهذا نتركه للدليل , والله يوفقنا جميعا لما فيه الهدى ..