عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2012, 07:36 PM
المشاركة 22
د نبيل أكبر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


سابعا: عدم إدراك معنى "وأخر متشابهات" من الآية السابعة من آل عمران.



أخي الكريم. أكثرت من تكرارك القول بأن بالقرآن الكريم آيات محكمات وأخر متشابهات. ثم تقول أنك تتبع المفسرين الذين يفسرون القرآن بالقرآن.


فهل فسروا كلمة " ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ " من الآية السابعة من آل عمران:


هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابهاتٌ (آل عمران:7)


بالمعنى العام الشامل الذي يؤكد أن جميع آيات القرآن محكمة كما جاء في مطلع سورة هود:


الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (هود:1)


فهل تجد تفسير القرآن بالقرآن هنا؟


أما أنا أخي الكريم فقد فعلت وأرجو (للمرة الثانية) منك أن تحاورني في هذا الموضوع الهام المنشور في هذا المنتدى، والذي تجده كذلك في موقعي:


http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-24-18-28-43




وأخيرا: إنَّ الكثير من الناس سيقول ما الداعي لتفسير آيات عقدية كان تفسيرها مسرحاً للاختلاف والقتال والتفرق بين المسلمين فيما مضى من القرون؟ فهناك مذاهبٌ كاملة تفرقت عن الصف الإسلامي نتيجة تفسير وفهم مثلا آيات الاستواء على العرش بطرقٍ مختلفةٍ. فما الداعي لإثارة الفتنة من جديد؟ وما الذي سيضيفه فهمٌ جديدٌ – مهما كان مقبولاً – للاستواء على العرش؟ فلم لا نقول كما قال الأسلاف "الاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهول والسؤالُ عنه بدعة!"؟


الجواب على هذه الأسئلة كما يلي. إنَّ الفتنة والاختلافَ بين الفرق والمذاهب إنَّما كان نتيجة الجهل والتخلف في فترات من تاريخ الأمة، والجهل لا ينبغي أن يكون أبداً سبباً لمزيد من التخلف والجهل والظلام. في الحقيقة، لو فهم التأويل الصحيح للاستواء على العرش - كما شرحته في مقال هنا - فلم يكن هناك من اختلاف وتفرق. فالجهل هو الذي يُنبتُ التفرقَ، فكيف نسكت عنه؟

إن الحق واحد واضح بَينٌ يجمع الناس ويوحدهم، والباطل كثير مختلف يفرق الناس ويشرذمهم.


هناك حلان لا ثالث لهما لهذه الأمة:


الأول: أن ننسى جميع ما يفرقنا من أمور الدين ونعود لكوننا بشر نعيش على أرض واحدة ونجعل التقيد بالدين من عدمه مسألة شخصية. في هذه الحالة سيقل الاختلاف والحروب والجفاء والإقصاء والتقتيل والتفجير والحقد والبغضاء فيما بيننا ونبدأ من جديد بتكوين مجتمعات مبنية على نظم مادية بحتة.


هذا فا فعلته أوربا بعدما خنقها الكهنة المتدينون بسلطتهم "الإلهية" فتقدمت وتطورت الشعوب بأنفسها بغير وصاية من أحد.


الثاني: أن نترك جميع ما يفرقنا إبتداء من الأسماء التي سمينا بها أنفسنا وما أنزل الله تعالى بها من سلطان (سني، صوفي، شيعي، ...)، وأن نترك جميع ما اختلف السلف فيه من تفسير القرآن الكريم لأن ذلك من أصل ما يفرقنا، نترك ونترك .... ، نترك كل ذلك ونعود لقرآننا ونعتصم به من جديد ونفهمه فهما "توحيديا" يجمعنا لا يفرقنا.



فإن لم نأخذ بالحل الثاني، فسنأخذ بالحل الأول، حل أهل الكتاب. وهذا ليس بغريب أو مستبعد. لأننا وكما في الحديث سنتبع سنن وطرق من كان قبلنا حذو القذوة بالقذوة، ولو دخلوا جحر ضب لدخلناه.


الحلان أحلاهما مر. وأجزم أننا سنأخذ بالحل الثاني وهو العودة للقرآن بعيدا عن كل ما يفرقنا و يقسمنا.



ونسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن قال فيهم:


الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب (الزمر:18)





اللهم افتح علينا بالحق إنك أنت الفتاح العليم
وصلي وسلم على سيد الخلق والمرسلين
نبينا محمد المصطفى المبعوث الأمين