الموضوع: [ ومضة ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012, 06:37 PM
المشاركة 822
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* الهوة بين المادة والمعنى *-ـ…_
إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور . فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غاب الآخر عن قلبه ،
ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: ( مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى )
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول :
( إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، فأجابهم النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء )
والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر .
إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس . فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود .
فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله .
وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين عليٍّ ( عليهِ السلام ) :
{ ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه } .
حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي