الوحشة الشديدة لو استشعر الإنسان حقيقة الوحدة التي يعيشها لانتابه شعور بالوحشة شديد فقد كان ( وحيداً ) قبل نفث الروح في الأبدان وسيكون ( وحيداً ) في برزخه إلى يوم يبعثون . ويأتي ربه ( وحيداً ) كما خلقه أول مرة وهو ( وحيدٌ ) في الدنيا في ساعات نومه وكثير من ساعات يقظته فتبقى الساعات التي يعاشر فيها الخلق وهي ساعة لقاء الأبدان بالأبدان بحواسها المادية فلم تمتزج الأرواح بالأرواح لترتفع الوحدة حقيقة وعليه فإن الوحدة لا ترتفع إلا عند الارتياح إلى مرّوح الأرواح إذ : ( بِكَ إلى لذيذِ مناجاتِكَ وصَلوا ) . حميد عاشق العراق 13 - 11 - 2012