عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2012, 04:35 PM
المشاركة 2
صوفيا منغور
أديبة وصحفيّـة جزائريـة
  • غير موجود
افتراضي
قبل زواجي لم أكن أعلم أن حلم الأمومة سيغدو بعيدا وصعب المنال، قضيت سنوات زواجي الأولى بين مراكز التحاليل والأطباء أبحث عن سبب عدم حبلي كل شيئ كان يبدوا جيدا لكن هناك حلقة غير مفهومة وغير مبررة، ولم يبقى أمامي سوى الجراحة بالمنظار لمعرفة السبب، وبالفعل أجريتها في ديسمبر من العام الماضي، ولم يكن خروجي من غرفة العمليات كدخولي إليها فقد كان لدي كيس ورمي يتربع داخل رحمي ما استدعى جراحة ارتجالية لاستأصاله بما انني داخل غرفة العمليات.
استفقت على صوت الطبيب يحدث والدتي "هي لا تستطيع الإنجاب بشكل طبيعي، إلا إذا أجريت عملية تلقيح اصطناعي... ومع هذا قد لا تنجح"
خبر بلغني كالصاعقة ثم دخلت مجددا في غيبوبة
بعدما أفقت تحدثت مطولا مع الجراح واطلعني بالضبط على حالتي، ورضيت بقضاء الله إلا أن الأسوء كان في انتظاري فبعد اسبوع على إجرائي العملية أصبت بانسداد في شرايين ساقي اليمنى وتحتم علي دخول مصلحة أمراض القلب لمدة فاقت نصف الشهر وتأجل علاجي الخاص بالانجاب لمدة 8 اشهر أخرى وعانيت طيلة هذه المدة دون نشاط أو حركة كثيرة، وجاء اليوم الذي قمت فيه بالتحاليل والأشعة لينظر الطبيب مدى تحسن حالتي وذهبت رفقة والدي لطبيب، فابتسم واخبرني انني تقريبا تعافيت وعلى فقد الحرص على اتباع التعليمات كي انتكس وفي ذات اللحظة أرته والدتي تحاليلها فصعقت لما أخبرها أن أوراما سرطانية قد مست ثدييها وعليها إجراء عملية إزالة فورية قبل تفشي المرض.
كان الخبر صاعقة بالنسبة لي ، ما الحكمة في أن يعلن شفائي في ذات اليوم الذي يعلن فيه مرض والدتي ولكن الحمد لله وحده يعلم أين تكمن الحكمة في هذا الأمر.
أجريت لأمي عملية استأصال الثديين وعانت كثيرا في المستشفى والآن هي بصدد اجراء العلاج الكيميائي، فادعوا لها بالشفاء العاجل جزاكم الله كل خير... وادعوا لي أن يعزني الله بكلمة "أمي".