حقيقة الخلوة والاعتزال إن حقيقة الخلوة والاعتزال ليست ( بالهجرة ) من المكان أو ( الهجران ) للخلق بل الخلوة بالحق تتحقق بترك الأغيار طرًّا حتى النفس والتي هي من أكبر الأغيار ..فالمشغول برغبات نفسه حتى في جلب المنافع الباقية لها غافل عن الحق فضلا عن تحقيق الخلوة معه ولو تحققت منه هذه الخلوة الحقيقية في العمر مرة واحدة لأحدث قفزة كبرى في الطريق ، جابرا بذلك تخلفه عن ركب السائرين إليه ومن أفضل مواضع الخلوة هذه هو السجود الذي يمثّل الذروة في ترك الأغيار ( حساً ) إذ لايرى أحدا في حالة السجود ( ومعنىً ) لأنه أقرب ما يكون إلى ربه وهذه هي الحركة التي اختارها الحق المتعال عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) في بدء الخلق البشري ومنها انشقت مسيرة السعادة والشقاء . حميد عاشق العراق 12 - 9 - 2012