عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2012, 02:11 AM
المشاركة 5
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ ايوب صابر - شكرا على ملاحظتك المهمة التي جاء فيها ان الغرب كان السباق في العلوم والفنون والاداب نتيجة تطوره الصناعي وازدهار الحياة الثقافية بعد عصر النهضة. وفي مقالتي اشرت الى اهمية نقل علوم الغرب وآدابه الى اللغة العربية عن طريق الترجمة التي ازدهرت في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهنا انا اتحدث بشكل خاص عن الرواية من حيث هي فن ادبي له اصوله وقواعده الحديثة التي لم يكن العرب يعرفون عنها شيئا بدليل ان من المتفق عليه عموما ان اول رواية عربية فنية هي رواية (زينب) 1913 لمحمد حسين هيكل. وفي سورية كانت رواية (نهم) 1937 اول رواية فنية. والرواية الفنية - حتى في الغرب نفسه - لم تظهر الا في القرن الثامن عشر على ايدي كتاب مثل ساميول ريتشاردسون وهنري فيلدينغ. وبعد ذلك تطور الفن الروائي في الغرب تطورا مذهلا ومتسارعا متأثرا بمدارس فكرية وفلسفية عديدة ووثيقة الصلة بالفنون التشكيلية وغيرها من الفنون. طبعا كان هناك اشكال من القص في الاداب الغربية قبل القرن الثامن عشر كما في (حكايات كانتربري) لجفري تشوسر في القرن الرابع عشر. ولكن هذه الاشكال من القص لم تكن اشكالا فنية بالمعنى الحديث للكلمة. واذا تأخرت الرواية العربية في الظهور حتى القرن العشرين فان احد اسباب ذلك هو عدم توفر نماذج للرواية الفنية امام كتابنا لينسجوا على منوالها ويتعلموا منها - الى ان ازدهرت حركة الترجمة فجعلت آداب الغرب في متناولهم.