عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2012, 10:17 PM
المشاركة 5
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
قصة ماكس وماكس

إنها قصة خيالية لماكس كلب الصيد وماكس الموظف في قسم خدمة العملاء , وتدور أحداثها حول المدير هارولد الذي يعامل موظفيه - بمن فيهم الموظف الجديد ماكس- بالطريقة ذاتها التي يعامل فيها كلبه ماكس .
إن المكان الذي تدور فيه أحداث القصة هو مكان العمل , إن ماكس يشبه الكثير منا عندما يبدؤون عملاً جديداً , فهو شخص مفعم بالحماس والإندفاع والتوقد . عندما بادر ماكس لجلب العملاء والإحتفاظ بهم أعاقه السيد هارولد . لقد كان ماكس يخضع للتدخل في عمله وللتحكم به إلى درجة حطمَت روحه وحعلت منه رجلاً خجولاً وأفقدته القدرة على رؤية غايته وإمكانياته وحريته في الإختيار .
لقد دخل ماكس (الشخص) مع السيد هارولد في منظومة تفكير التبعية المتبادلة ثم تحول تدريجياً إلى شبيه لماكس (الكلب) الذي ينتظر الأمر التالي , لقد كان مديره يعامله تماماً كما يعامل ماكس .
إن إدارة الأمور الصغيرة تلك منتشرة كالوباء في كل شركة , وللأسف تجد ثقافة العمل الجماعي بدل كونها عمل (روح الفريق) فهي تعتمد على التبعية المتبادلة , لا أحد يمارس القيادة (المبادرة والتأثير) لأن الجميع يفترضون أن القيادة هي وظيفة منصب معين .
الحقيقة كثير من المؤسسات لا تختلف كثيراً عن ماكس والسيد هارولد , حتى أفضل المؤسسات مليئة بالمشاكل , إن الألم الذي تسببه هذه المشاكل والتحديات يصبح أكثر حدةً بسبب التغيرات التي تحدث في العالم ( المؤسساتيه - العلاقات بين الناس - الشخصية ) .
فعلى مستوى المؤسسات فإن فلسفة الإدارة القائمة على التحكم تقود الأداء والتواصل والتعويضات والمكافآت والتدريب والمعلومات وغيرها من الانظمة الأساسية التي تكبت موهبة الإنسان وصوته .
إن جذور فلسفة التحكم تلك موجودة في العصر الصناعي وقد أصبحت منظمة التفكير الإداري المسيطرة على أولئك الذين يحتلون مناصب السلطة في كل الصناعات والمهن , ونعيد ونذكر فهي منظومة (الشيء) الخاصة بالعصر الصناعي .
على مستوى العلاقات تسود ثقافة التبعية المتبادلة في معظم المؤسسات , هناك ضعف كبير بالثقة والكثيرون تنقصهم المهارة ومنظومة *التفكير التي تمكنهم من التعامل مع اختلافهم بطرق صادقة وابتكارية .
على الرغم من أن أنظمة المؤسسات القائمة على التحكم فهي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذه التبعية المتبادلة , وما تلبث المشكلة تزداد سوءاً كون معظم الناس قد تربوا بطريقة المقارنة مع الآخرين في المنزل والمنافسة ضد الآخرين في المدرسة والألعاب الرياضية ومكان العمل .
هذه التأثيرات القوية تنمي عقلية الندرة , بحيث يصبح صعباً على كثير من الناس أن يشعروا بالسعادة الحقيقية لنجاح الآخرين .
على مستوى الفرد تمتلئ المؤسسات بأشخاص أذكياء وموهوبين ومبدعين في كل المستويات لكنهم يشعرون أنهم مقيدون ولا أحد يقدر قيمتهم أو يشجعهم .