عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2012, 11:59 PM
المشاركة 2
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
سوف يفوق إنتاج عصر عمال المعرفة والمعلومات إنتاج العصر الصناعي خمسين ضعفاً , ليس ضعفين أو ثلاثة أو عشرة أضعاف بل خمسين ضعفاً , وقد عبر ناثان ما يهرفولد , وهو موظف ذو مرتبة عالية في مجال التقنية في شركة مايكروسوفت عن ذلك بقوله ( إن أفضل مطوري البرامج أكثر إنتاجاً من مطوري البرامج العاديين ليس بعشر مرات أو مئة أو ألف مرة , بل بأكثر إنتاجاً بعشرة آلاف مرة ) .
إن العمل الذي يعتمد على نوعية المعرفة قيم جداً , وإطلاق العنان للإمكانيات التي يحملها هذا العمل سيوفر للمؤسسات فرصةً استثنائية لابتكار القيمة . إذا كان هذا الأمر صحيحاً فكر فقط في قيمة إطلاق العنان للإمكانيات التي يحملها أطفالك , إن العمل المعتمد على المعرفة يرفع من مستوى كل الاستثمارات الأخرى التي قامت بها المؤسسة أو الأسرة , إنهم يدفعون باتجاه مزيد من التركيز والإبتكار ويرفعون مستوى الطرق التي تستخدم فيها الإستثمارات لتحقيق أهداف المؤسسة .
هل تعتقد أن عصر عمَال المعرفة سوف يؤدي في النهاية إلى انخفاض القوة العاملة في العصر الصناعي بنسبة 90% ؟؟؟
أنا أعتقد ذلك , إن الوفرة الحالية في المصادر و النزعات نحو البطالة ما هي إلا ذروة جبل الجليد , في الحقيقة لقد أصبحت هذه النزعات مواضيع سياسية حامية جداً , لكن الواقع أن معظم خساراتنا في وظائف العصر الصناعي أقل ارتباطاً بسياسة الحكومة واتفاقيات التجارة الحرة من ارتباطها بالتغير المفاجئ الذي طرأ على اقتصادنا في عصر عمال المعرفة .
هل تعتقد أن تعلم منظومة عقلية جديدة أو منظومة جديدة من مهارات وأدوات مناسبة لهذا العصر الجديد يمكن أن يهدد القوة العاملة الحالية ؟
تخيل ما الذي يحتاج إليه تحقيق هذا الأمر , تخيل ما الذي تحتاج إليه لكي تصبح لاعباً في هذا العصر وتخيل ما الذي تحتاج إليه مؤسستك ؟
لقد قارن دركر بين عصر العمال اليدويين الصناعيين وعصر عمَال المعرفة اليوم بهذه الطريقة :
(إن المساهمة الأهم والفريدة بالفعل , التي قامت بها الإدارة في القرن العشرين كانت ازدياد إنتاجية العامل اليدوي بمقدار خمسين ضعفاً , إن أهم مساهمة تحتاج الإدارة إلى القيام بها في القرن الواحد والعشرين هي إحداث زيادة مشابهة في إنتاجية عمل المعرفة وعامل المعرفة .
لقد كانت أكثر ممتلكات شركة القرن العشرين قيمة هي معدات الإنتاج الخاصة بها , أما أكثر الممتلكات مؤسسة القرن الواحد والعشرين قيمة سواء في مجال العمل أو في أي مجال آخر , فستكون عمال المعرفة الذين يعملون فيها وإنتاجيتهم ) .
قال المؤرخ العظيم آرنولد توينبي أن بإمكانك أن تلخص بشكل جيد تاريخ المجتمع ومؤسسته بأربع كلمات : ( لا شيء يفشل مثل النجاح , بعبارة أخرى عندما يكون أمامك تحد وتكون الإستجابة موازية لذلك التحدي فإن ذلك يدعى نجاحاً ولكن عندما يبرز أمامك تحدٍ جديد فإن الإستجابة القديمة التي كانت ناجحة سابقاً تصبح غير ذات جدوى )
نحن نعيش في عصر عمال المعرفة لكننا ندير مؤسساتنا بأسلوب العصر الصناعي المتحكم , مما يعيق تماماً انطلاق الإمكانيات الإنسانية .
إن الصوت غائب تماماً وهذه النتيجة مذهلة , فمنظومة التفكير التي كانت سائدة في العصر الصناعي والتي تسيطر على مكان العمل اليوم , ببساطة لن تعمل في عصر عمال المعرفة والاقتصاد الجديد , وفي الحقيقة لقد نقل الناس منظومة التفكير المتحكمة إلى بيوتهم , لذلك غالباً ما تسيطر هذه المنظومة على الطريقة التي نتواصل بها ونتعامل معها مع أزواجنا وعلى الطريقة التي نحاول بها أن ندير ونحفز ونربي أولادنا . *



يتبع ..