عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 11:16 PM
المشاركة 39
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بألا يمكن الله أحدا من قتل هذه الأمة .


ومن دعواته صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي نشرحه "وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم " سأل صلى الله عليه وسلم ربنا تبارك وتعالى أن لا يسلط علينا عدوا من غيرنا يقتل ويأسر الأمة كلها .
ولقد جاءت هذه الدعوة في معظم أحاديث هذا الموضوع ، حتى إنها حسب الروايات التي جمعتها تقع في خمسة عشر حديثا ، وألفاظها كما هنا أو نحوه .
ففي حديث خباب " وسألته أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها" (1).
وفي حديث خالد الخزاعي " وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدوا يستبيحها ، فأعطانيها" (2)
وفي حديث شداد بن أوس " . . . وأن لا يسلط عليهم عدوا بعامة فيهلكهم بعامة " (3).
وكل الأحاديث تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن لا يسلط على أمته عدوا يهلكها ، فاستجاب الله سبحانه دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى جاء في لفظ حديث الباب : " ولو اجتمع عليهم من بأقطارها " والمعنى : إن هذه الأمة لا يستطيع أعداؤها القضاء عليها ، ولو اجتمع عليها كل أمم الأرض .
وجه الإعجاز في الحديث
في هذا الحديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله لأمته أمرين :
1ـ ألا يهلكها بالقحظ
2ـ وألا يهلكها بتسلط الأعداء عليها
ويخبر صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب له الدعوتين ، فلن تهلك أمته بالقحط ، ولن يهلكها الأعداء مهما كانوا .
والمتأمل في ظروف الأمة في أيامه صلى الله عليه وسلم يجد أن هذين الأمرين كان وقوعهما هو الأغلب ، فالصحاري واسعة وكثيرة ، وإذا لم يغث الله أهلها بالأمطار أهلكهم القحط ، وأعداء أمة الإسلام حولها أقوياء ، فالفرس والروم يحيطون بها ، وهم امبراطوريتان قويتان .
ومن هنا يدعو صلى الله عليه وسلم لأمته بالنجاة من هذين الأمرين الخطيرين ، ويطمئننا بأن الله سبحانه قد استجاب دعوتيه .
وتمر السنون والسنون ، والأمة بحمد الله ينجيها الله من هذين الخطرين ، فلم تمت الأمة بالقحط ، وكم من سنوات يقل فيها المطر أو ينعدم ، إلا أن الله سبحانه وتعالى يسلم ، وتبقى الأمة قوية محفوظة بحفظ الله تعالى .
أما وعد الله سبحانه وتعالى بألا يهلك هذه الأمة عدو ، ولو اجتمع عليها كل من سواها ، فهذا وعد حق ، وخبر صدق ، فكم تآمر الأعداء عليها ، وكم تجبر المتكبرون الأعداء ، والأمة تخرج أقوى وأصلب .
وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم تماما ، فلا قحط يهلك الأمة ، ولا الأعداء مهما كادوا .
تحقق ما أخبر به فهو رسول الله لا ينطق عن الهوى ، وإنما ينطق حسبما يوحي الله تبارك وتعالى إليه .
إن كثيرا من الأمم السابقة قد أهلك ، منهم من أهلك بالرجم ، ومنهم من أهلك بالغرق ، إلى غير ذلك من الأسباب ، ومن هنا سأل صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى لأمته السلامة من الأخطار ، ومنها ما في هذا الحديث من القحط والأعداء ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى قد استجاب له ، فتحقق ما أخبر به على طول تاريخ الأمة ، وهو أظهر ما يكون في زماننا ، زماننا الذي كثر فيه الكلام عن المياه ، وتنافست فيه الدول على مصادر المياه ، وأقام اليهود في الأرض العربية ، فأفسدوا ، وحاربوا بسلاح المياه .
زماننا الذي تتكالب علينا فيه دول العالم ، وتود القضاء على أمة الإسلام ، والاستيلاء على مقدراتها ، ولكن الأمة يحفظها الله ويسلمها بدينها وأموالها .
إن المتأمل لهذا الحديث ، وواقع الأمة ، يسلم بإعجاز هذا الحديث ، وأنه مما من الله به على أمة الإسلام ، وأنه من المعجزات التي ظهرت وفق ما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فسبحان من علمه وصلى الله وسلم عليه .