الموضوع
:
ll~ معجزات ٌ نبويّة
عرض مشاركة واحدة
04-11-2012, 11:13 PM
المشاركة
35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,196
الدعاء بأن لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة.
عن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي عز وجل أربعا، فأعطاني ثلاثا ، ومنعني واحدة :
سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها
وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعا ، ويذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها"(1).
وعن كعب بن عاصم أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أجاركم من ثلاث خلال : ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وألا تجتمعوا على ضلالة " (2)
وكون الأمة لا تجتمع على ضلالة ، أو عصمة الأمة ، هذا من الأمور القطعية التي جاءت في القرآن الكريم (3) ، ومتواتر السنة النبوية (4).
المعاني : ـ
"سألت ربي عز وجل أربعا " يخبر صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله عز وجل أربع خصال ، أو أربعة أشياء لأمته ، وهذه الخصال الأربع إنما يستعيذ بالله أن تقع في أمته ، ولقد حدد هذه الخصال في هذا الحديث .
" ألا يجمع أمتي على ضلالة " سأل صلى الله عليه وسلم ربه ألا تجتمع أمته على ضلالة ، و "الضلالة" و " الضلال" ضد الهدى ، وهو يشمل كل ما ليس من الإسلام ، من أكبر الكبائر ، وهو الشرك ، إلى أدنى مخالفة ، كمن يشتري فيزيد أي قدر في الميزان ، أو كمن يبيع فيبخس أي قدر في الميزان ، قال تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } [ آخر سورة الزلزلة ] .
وهو صلى الله عليه وسلم يسأل الله ألا يجمع أمته على أية ضلالة ، فلا تفعل الأمة كلها ضلالة تراها هدى ، ولا تفعل الأمة كلها ضلالة تتعمد مخالفة الإسلام ، أما أن يقع ذلك من فرد أو مجموعة فذلك جائز .
والمراد بـ "أمتي" أمة الإجابة ، والمقصود علماؤها ، فلن يجتمع علماء الإسلام على ضلالة ، وإنما إذا زل أحدهم أو قلة منهم ظل الأكثرون على الحق.
"ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم" "ألا يظهر" معناها : ألا ينصر، والمعنى : أنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه ألا ينصر على أمته عدوا من غيرها .
" ألا يهلكهم بالسنين " بالسنين أي " بالقحط" ، الذي هو عدم الماء .
" ألا يلبسهم شيعا " أي ألا يختلفوا ويتنازعوا .
" ويذيق بعضهم بأس بعض " أي وألا يقتل بعضهم بعضا .
" إن الله أجاركم من ثلاث خلال" أي إن الله حفظكم من ثلاث خصال، أو من ثلاثة أمور ، ثم بين هذه الأمور الثلاثة في هذا الحديث .
" وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق " أي وأجاركم الله من أن ينتصر أهل الباطل ، أهل الكفر ، على أهل الحق ، أهل الإسلام ، فلن ينتصر أهل الكفر على أهل الحق جميعا .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
يذكرنا ربنا بمصير الأمم التي كذبت رسل الله ، وتجرأت على وحي الله سبحانه وتعالى ، بالتبديل أو التضييع ، وأن مصيرها كان الهلاك والخسران ؛ يذكرنا سبحانه بذلك في كثير من آيات القرآن الكريم (5)
ومن هنا يتوجه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله الكريم الحليم بالدعاء :
• يدعو أن لا تزيغ أمته ، وألا لا تضل .
• يدعو أن لا تجتمع أمته على أي أمر يخالف الإسلام
• يدعو وهو ينتظر التطمين بالاستجابة
• ويستجيب الله الكريم دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطمئنه أن أمته لن تجتمع على باطل .
• فيسعد صلى الله عليه وسلم ويطمئننا على ذلك ، وأن الحق سيظل شائعا في الأمة وستظل متمسكة به .
وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في زماننا ، فعلى الرغم من كثرة الفتن ، وحملة أعداء الإسلام الشعواء عليه ، وكثرة المنافقين الذين يجاهرون بأساليب القضاء على الإسلام ، على الرغم من كل ذلك، فالأمة على الحق ثابتة ، يتمسك الكثيرون بالحق ، والبعض الذي وقع في الخطأ يسلم أنه مخطئ ، ويتمنى التوبة والعودة إلى الإسلام .
• إن أمة الإسلام لا زالت والحمد لله تبغض الكفر والنفاق والرياء.
• إن الأمة لا زالت تعرف معالم التوحيد ، وترفض أن تشوبه أية شائبة.
• إن الأمة لا زالت تبغض الربا والزنا والمخدرات ، وتبتعد عن ذلك كل البعد ، وإن قصر في إقامة حد من الحدود (6) ، فالكثيرون يتمنون إقامته ، والجميع على الإيمان بأنه من أحكام الإسلام ، أما العلماء فهم على الإيمان به ، يذكرون ويدعون إليه .
• إن الأمة لا زالت والحمد لله تحرص على القرآن والسنة ، تتعلم وتعمل وتعلم ، علماؤها مجتهدون ، وشبابها لهذه الغاية منتبهون ، يقدسون نصوص الوحي ، ويكنون لها كل تقديس واحترام ، القرآن عندهم أغلى من حياتهم ، والسنة النبوية يتمسكون تماما بها .
• إن الأمة لا زالت متناصرة متعاونة ، وما ذلك إلا لاعتزازها بدينها ، وتمسكها بإسلامها ، وبعدها عن كل زيغ وضلال.
• إن أمة الإسلام لا زالت إذا جد جديد في حياتها ردوه إلى علماء الإسلام المتخصصين فيه ، يجتهدون في استنباط حكمه من القرآن والسنة .
• إنها أمة تجتمع على القرآن والسنة ، لا على الزيغ والضلال.
يتحقق بذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الله سبحانه استجاب له أن لا تجتمع أمته على ضلالة .
رد مع الإقتباس