عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 11:13 PM
المشاركة 35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة.


عن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي عز وجل أربعا، فأعطاني ثلاثا ، ومنعني واحدة :
سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها
وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعا ، ويذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها"(1).
وعن كعب بن عاصم أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أجاركم من ثلاث خلال : ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وألا تجتمعوا على ضلالة " (2)
وكون الأمة لا تجتمع على ضلالة ، أو عصمة الأمة ، هذا من الأمور القطعية التي جاءت في القرآن الكريم (3) ، ومتواتر السنة النبوية (4).
المعاني : ـ
"سألت ربي عز وجل أربعا " يخبر صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله عز وجل أربع خصال ، أو أربعة أشياء لأمته ، وهذه الخصال الأربع إنما يستعيذ بالله أن تقع في أمته ، ولقد حدد هذه الخصال في هذا الحديث .
" ألا يجمع أمتي على ضلالة " سأل صلى الله عليه وسلم ربه ألا تجتمع أمته على ضلالة ، و "الضلالة" و " الضلال" ضد الهدى ، وهو يشمل كل ما ليس من الإسلام ، من أكبر الكبائر ، وهو الشرك ، إلى أدنى مخالفة ، كمن يشتري فيزيد أي قدر في الميزان ، أو كمن يبيع فيبخس أي قدر في الميزان ، قال تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } [ آخر سورة الزلزلة ] .
وهو صلى الله عليه وسلم يسأل الله ألا يجمع أمته على أية ضلالة ، فلا تفعل الأمة كلها ضلالة تراها هدى ، ولا تفعل الأمة كلها ضلالة تتعمد مخالفة الإسلام ، أما أن يقع ذلك من فرد أو مجموعة فذلك جائز .
والمراد بـ "أمتي" أمة الإجابة ، والمقصود علماؤها ، فلن يجتمع علماء الإسلام على ضلالة ، وإنما إذا زل أحدهم أو قلة منهم ظل الأكثرون على الحق.
"ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم" "ألا يظهر" معناها : ألا ينصر، والمعنى : أنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه ألا ينصر على أمته عدوا من غيرها .
" ألا يهلكهم بالسنين " بالسنين أي " بالقحط" ، الذي هو عدم الماء .
" ألا يلبسهم شيعا " أي ألا يختلفوا ويتنازعوا .
" ويذيق بعضهم بأس بعض " أي وألا يقتل بعضهم بعضا .
" إن الله أجاركم من ثلاث خلال" أي إن الله حفظكم من ثلاث خصال، أو من ثلاثة أمور ، ثم بين هذه الأمور الثلاثة في هذا الحديث .
" وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق " أي وأجاركم الله من أن ينتصر أهل الباطل ، أهل الكفر ، على أهل الحق ، أهل الإسلام ، فلن ينتصر أهل الكفر على أهل الحق جميعا .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
يذكرنا ربنا بمصير الأمم التي كذبت رسل الله ، وتجرأت على وحي الله سبحانه وتعالى ، بالتبديل أو التضييع ، وأن مصيرها كان الهلاك والخسران ؛ يذكرنا سبحانه بذلك في كثير من آيات القرآن الكريم (5)
ومن هنا يتوجه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله الكريم الحليم بالدعاء :
• يدعو أن لا تزيغ أمته ، وألا لا تضل .
• يدعو أن لا تجتمع أمته على أي أمر يخالف الإسلام
• يدعو وهو ينتظر التطمين بالاستجابة
• ويستجيب الله الكريم دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطمئنه أن أمته لن تجتمع على باطل .
• فيسعد صلى الله عليه وسلم ويطمئننا على ذلك ، وأن الحق سيظل شائعا في الأمة وستظل متمسكة به .
وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في زماننا ، فعلى الرغم من كثرة الفتن ، وحملة أعداء الإسلام الشعواء عليه ، وكثرة المنافقين الذين يجاهرون بأساليب القضاء على الإسلام ، على الرغم من كل ذلك، فالأمة على الحق ثابتة ، يتمسك الكثيرون بالحق ، والبعض الذي وقع في الخطأ يسلم أنه مخطئ ، ويتمنى التوبة والعودة إلى الإسلام .
• إن أمة الإسلام لا زالت والحمد لله تبغض الكفر والنفاق والرياء.
• إن الأمة لا زالت تعرف معالم التوحيد ، وترفض أن تشوبه أية شائبة.
• إن الأمة لا زالت تبغض الربا والزنا والمخدرات ، وتبتعد عن ذلك كل البعد ، وإن قصر في إقامة حد من الحدود (6) ، فالكثيرون يتمنون إقامته ، والجميع على الإيمان بأنه من أحكام الإسلام ، أما العلماء فهم على الإيمان به ، يذكرون ويدعون إليه .
• إن الأمة لا زالت والحمد لله تحرص على القرآن والسنة ، تتعلم وتعمل وتعلم ، علماؤها مجتهدون ، وشبابها لهذه الغاية منتبهون ، يقدسون نصوص الوحي ، ويكنون لها كل تقديس واحترام ، القرآن عندهم أغلى من حياتهم ، والسنة النبوية يتمسكون تماما بها .
• إن الأمة لا زالت متناصرة متعاونة ، وما ذلك إلا لاعتزازها بدينها ، وتمسكها بإسلامها ، وبعدها عن كل زيغ وضلال.
• إن أمة الإسلام لا زالت إذا جد جديد في حياتها ردوه إلى علماء الإسلام المتخصصين فيه ، يجتهدون في استنباط حكمه من القرآن والسنة .
• إنها أمة تجتمع على القرآن والسنة ، لا على الزيغ والضلال.
يتحقق بذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الله سبحانه استجاب له أن لا تجتمع أمته على ضلالة .