عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 11:11 PM
المشاركة 32
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
جاء في القرآن الكريم التحذير من الاختلاف والاقتتال بين جماعات الأمة، من ذلك :
قول الله تعالى : { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } [ سورة الأنفال : 46 ] .
وقوله سبحانه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } [ سورة آل عمران :103 ] .
وجاء فيه أن الأمم السابقة وقع بينها الاختلاف والاقتتال من ذلك :
قوله سبحانه في شأن اليهود والمنافقين : { لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } [ سورة الحشر : 14].
وقوله سبحانه في شأن النصارى : { ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسواحظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون } [ سورة المائدة : 14 ] .
وجاء فيه أن أمة الإسلام قد تبتلى بالاختلاف والاقتتال ، من ذلك :
قول الله سبحانه وتعالى : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } [ سورة الأنعام : 65 ] .
ومن هنا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يرفع من أمته هذا البلاء، سأل الله " أن لا يجعل بأسهم بينهم " أي لا يختلفوا ، و " أن لا يذيق بعضهم بأس بعض" أى لا يقتتلوا ، إلا أن الله تبارك وتعالى لم يستجب هذه الدعوة ، وإنما وكل الأمة في هذا إلى نصوص الإسلام ، فالقرآن الكريم والسنة النبوية فيهما ما يحصن الأمة ضد هذا ، فلقد بين ربنا أن الاختلاف بين الأمم السابقة إنما كان بإعراضهم عن دينهم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاختلاف إنما يحدث بيننا إذا تركنا العمل بأحكام ديننا ، ونحن مكلفون بالعمل بنصوص الكتاب والسنة ، وذلك يعصمنا من الاختلاف والاقتتال .
ولقد تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فبين الحين والحين يحدث الاختلاف والاقتتال بين جماعتين من جماعات المسلمين ، كما حدث بين العراق وإيران في الفترة من 1400 ـ 1410 وكما حدث بين العراق والكويت من 1410 إلى الآن ، والاقتتال دائر بين أهل الجزائر منذ سنوات ، وكان الاقتتال قد اقترب أن يحدث بين مصر والسودان من أجل الحدود، وبين الجزائر والمغرب ، وبين السعودية واليمن لولا أن الله سلم ، ولا زالت أسباب الاقتتال قائمة بين إيران والإمارات نسأل الله أن يسلم ، تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الله لم يعصم الأمة من الاختلاف والاقتتال ، فيحدث بين الحين والآخر ، وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الاقتتال بين جماعات الأمة أهون وأيسر .
وفي أحاديث هذا الباب معجزة أخرى من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله في نهاية حديث شداد " فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة" هذا هو الواقع ، فعلى طول عمر الأمة منذ مقتل عثمان بن عفان والاختلاف والاقتال يحدث بين الحين والحين ، وعلى الرغم من طول التاريخ ، وتكالب الأمم الأخرى ، والنصوص المحذرة ، على الرغم من ذلك لا زال هذا الحديث يتحقق.
نسأل الله أن يرزق الأمة رشدها ، فتحذر ما حذرها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، فلا اختلاف ولا اقتتال .
والله الهادي إلى الصراط المستقيم .