الليل حوتٌ أسوّد .. حين يجوع
يفترس النهار
ويأكل الألوان في الديار
والقمر الحزين ..
يبحث طول الليل عن مياه .. ليبعث الضياء
ويعزف الخرير .. ويرقص الغثاء
وتسكن الطيور ..
ويخمد الرحيل في السماء
وتغفو الأغصان والأشجار
ويبدأ النسيم بالهبوب ...
ليطرق النوافذ الصغيرات
عند المساء
يحتاطني دفء الحميم ...
فأكتب .. بدفتري الصغير .. حلما كبيرا
كأنه الفضاء
دندنة الأفكار ..
ورعشة الأوتار ... والخمول
تقطرها هواجس ... الأفول
عند المساء
اراك كالجريح ... تصارع البقاء
وحفلة الشظايا والدماء ... لا تعرف الهدوء
وتارة أراك ... بمعطف الفصول
كأنك الخريف والربيع
كانك الهجير والشتاء
وتارة اراك ... تسابق الطيوف .. سنابك الخيول
بحديّها ... تغازل القفار
وعزلة الحنين ... وبسمة الجدار
وصورة العذراء والمسيح
ولمعة البرواز ... من شعلة الشموع في المساء
تنتهل الوفاء .. وتشرب الضياء
بغرفتي المكبودة .. بالظلام
حجرشة الهيام لاتنام
والأرق المعلول ... وقصة الغرام
أتأتي من بعد الرحيل ... يا نهار
لتوقظ الشمس من المنام .. وترفل الأزهار
وتبتسم أحذية الصغار ... للرصيف
ويضحك الغبار .. اتأتي يا نهار
من هجرة الليل ... وذاك الانتظار
ليغزو أبواب الصباح
صوتي المباح
تعال ياقطار العمر ... من جديد
محطة الأسفار ... آثرها الجليد
تعال يا قطار
قد فاتنا النهار
بقلمي
غادة الشيباني
,,,,