الموضوع
:
هل يمكن اكتساب العبقرية؟
عرض مشاركة واحدة
03-21-2012, 09:48 AM
المشاركة
132
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
الفصل السابع
:
-
كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟ وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
-
وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
-
وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
أما عن كيف تحدث العبقرية؟
يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزال
مجهولا، وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازن
المعرفة المطلقة، التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقل
الباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفة
ويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنه
إذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب
والتبرير.
ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثله
الكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته. وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثله
الكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته.
كما يبدو أن مخازن المعرفة هذه
تتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرة
مخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزن
الأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن،
كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة.
وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيد
ورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية من
المخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزن
رقم واحد.
وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرة
أو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة...وهكذا حيث تتشكل لحظة الوجد
والتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلى
الحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني.
وكلما تعمق
مصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمة
ووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاق
فالأرجح أن هذه المخرجات إلا بداعية ستكون كاملة المواصفات وعبقرية في حدها الاعلى، وتمثل انعكاس للمعرفة
المطلقة في أعلى صورها وتكاملها
.
أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازن
المعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقل
الباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالها
وأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل
.
وما ينتج عن ذلك من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي ولادة الطاقة البوزيترونية.
ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أن
اليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام، هو أهم العوامل
التي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه من خلال ما يحدث من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة نسبة الطاقة المتشكلة والتي تؤدي الى تفعيل قطاعات المعرفة الاعمق كلما كانت نسبة هذه الطاقة اعلى، أي ان العلاقة طردية بين وزن الفجيعة والطاقة المتشكلة وبالتالي عبقرية المخرجات الابداعية.
ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعية
اللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظم
الناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن.
يليهم في العبقرية من
تيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر. ثم السنة
الثانية... وهكذا.
وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنة
الخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة مع
طفل آخر تيتم في السنة الأولى، لكن لم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابن
الخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في سن الخامسة، وذلك كنتيجة
للمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه.
وهنا لا بد من التنويه بأن
زمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في التأثير على طبيعة المخرجات الدماغية. فبينما نجد أن من تيتم
في السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي ويبدو كأنه في مهمة للبحث عن الحقيقية، وفي نفس الوقت لديه القدرة على
الإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون في
مجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات، والهندسة، ومن ثم البيولوجيا، وبعد ذلك الفلك في
سن العاشرة.
بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة، أفذاذ، كرزميون، لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم وسفك الدماء، مثل هتلر وستالين ونابليون
وغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة.
بينما نجد أن الأيتام ما بين
السابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ وجميس
واط والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعات
مختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمو
والنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكون محدودا بعد سن الحادي والعشرين
والتي يكتمل فيها النضوج العقلي
.
حسب ما يقوله علم النفس.
وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعمل
بنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوة
الصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤدي
إلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانت
المصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلما
كانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجات
الإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغ
الإنسان
.
وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرة
جدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عاليا
جدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجارات
البوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدى
إلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوة
المعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة في
أدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشة
للغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة في
أحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكون
بفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطانا للشعر
والإبداع يسكن في ثنايا الدماغ، وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..
إذا ...
-
هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
-
وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،
رد مع الإقتباس