الصورة الذهنية الكاذبة إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة التي لا تطابق الواقع غالبا لتلك اللـذة . والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين : ( اللهم أرنا الأشياء كما هي ). ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه . ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون ! أما النفوس المطمئنة بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها بل وجود لذائد أخري ما وراء تجارب المعاناة والإحباط لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس ففي غنى عن حتى في عالم اللذات إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول . حميد عاشق العراق 17 - 3 - 2012 السبت 24 ربيع الثاني 1433هج