الأجر الجزيل على القليل قد يستغرب البعض من ترتب بعض ما روي من ( عظيم ) الثواب على اليسير من العبادة . ولو كان هذا الاستغراب بمثابة عارض أوّلى لا قرار له في النفس لهان الأمرولكن الجاد في استغرابه فإنما هو قاصر : إمّا في إدراك ( قدرة ) المولى على استحداث ما لم يخطر على قلب بشر بمقتضى إرادته التكوينية المنبعثة من الكاف والنون ، أو في إدراك مدى ( كرمه ) وسعة تفضله الذي استقامت به السموات والأرض . فمن يجمع بين القدرة القاهرة و العطاء بلا حساب فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل . إذ الثواب المبذول إنما هو اقرب للعطايا منه إلى الأجور . وليعلم أخيرا أن نسبة قدرة الحق المتعال إلى الأمر - الحقير والجليل - على حد سواء . فلماذا العجب بعد ذلك ؟! . حميد عاشق العراق 13 - 3 - 2012 الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433هج