الإعراض بعدَ الإدبار لابد من المراقبة الشديدة للنفس بعد حالات الإقبال وخاصة الشديدة منها وذلك لأن ( الإعراض ) المفاجئ باختيار العبد بعد ذلك الإقبال يُـعد نوع ( سوء ) أدب مع المولى الذي منّ على عبده بالإقبال وهو الغني عن العالمين . ولطالما يتفق مثل هذا الإقبال في ملأ من الناس بعد ذكر لله تعالى وعند الفراغ من ذلك يسترسل العبد في الإقبال على الخلق فيما لا يرضي الحق : من لغو في قول أو ممقوت من مزاح أو وقوع في عرض مؤمن أو غير ذلك . ومثل هذا الإدبار الاختياري قد ( يحرم ) العبد نعمة إقبال الحق عليه مرة أخرى وهي عقوبة قاسية لو تعقّلها العبد . نعم قد يتفق الإدبار المفاجئ مع عدم اختيار العبد دفعا للعجب عنه وتذكيرا له بتصريف المولى جل ذكره لقلب عبده المؤمن كيفما شاء . حميد عاشق العراق 10 - 3 - 2012 السبت 17 ربيع الثاني 1433هج