عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2012, 10:08 PM
المشاركة 5
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي أيها المسؤول : إن كنت تدري فتلك مُصيبةٌ ** وإن كُنت لاتدري فالمصيبةُ أعظمُ !!!
مساؤك مُضمخٌ بالياسمين أستاذتي القديرة


أمل مُحمد


هذا هو بالضبط مايملأ قَلبي حُزناً وألماً ورُعباً ياأمل ... , وهذا ماعنيته في السكن المريخي لبعض المسؤولين , فلا يُعقَلُ - بأية حالٍ من الأحوالٍ - وفي ظِل وسائل المعلومات والاتصال الحديثة والمتوافرة والتي لم تترك مستوراً إلا وكشفته ولا مُتدرعاً بعباءة الخِفية إلا وفضحته .. لايُعقلُ أن نَعذرهم بالجهل وعَدم وصولِ أخبار الفساد المؤلمة لأسماعهم ...!!


ولكنهم - وكما قلتِ أنتِ - أصابهم الصمم أستاذتي أمل


فالفسادُ قد ذاقوه ولم يستطيعوا من حلاوة طَعمه الزائف والمؤقت في أفواههم أن يصفوه وحالهم كحالِ الشاعر الذي قال :



يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوى*** لَعَلَّ الَّذي لا يَعرِفُ الحُبَّ يَعرِفُ



فَقُلتُ لَقَد ذُقتُ الهَوى ثُمَّ ذُقتُهُ *** فَوَ اللَهِ ما أَدري الهَوى كَيفَ يوصَفُ




وقد أحبوا الفساد فحَدث معهم بالضبط ماقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :



حُبُّكَ لِلشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ



فعندما يتقينُ الفاسدُ منهم أن لاأحد سيُحاسبه فضلاً عن أن يُعاقبه فسيمرحُ في الفسادِ ويسرح وسيكون الفسادُ - بالنسبة إليه - رحلةِ صيدٍ لن يعود منها إلا بالفرا وكلُ الصَيدِ - عند أهل الفسادِ - في جوف الفرا ... وكما قالت الرائعة أسيل في ردها الرائع ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ..



صدقيني ياأمل أن المسؤول قد عَلِمَ بُكلِ شيء حَدث ويحدث وقد بلغ سمعه ألف صوتٍ وصوتٍ ينادي بضرورة إيقاف هذا الهدر في الأموال والأرواح فوراً إلا أنه وكما قال عُمر أبو ريشة رحمه الله :



رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه البناتِ اليتم



لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم



وبات حالُ هذه الأصواتُ معهم كما وصفها الشاعر:



لقد اسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي



لقد اذكيت أذ أوقدت ناراً *** ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِ


....


وأستأذنُ مقامكِ الكريم ياأمل ومن حضر في أن


أروي لكِ قصةً كنتُ قد قرأتها قبل فترة طويلة وأتمنى أن تكون ذاكرتي ( التيفالية ) مازالت تحتفظُ بالتفاصيل الصحيحة والكاملة للقصة ..



في الولايات المُتحدة الأمريكية تَعرضُ طِفلُ لداء عُضلٍ في القلب ولا علاج له إلا في زرعِ قَلبٍ جديدٍ له , وأراد اللهُ أن يموت طِفلٌ آخر في ولاية أُخرى دماغياً ويُستشارُ أهله في التبرعِ بقلبه للطفلِ الأول فيوافق الأهل على التبرع , ثم تطفو على السطح مُعضلةٌ بعد أن تحقق الأطباء من صلاحية القلب المُتبرع به للطفل المُحتاج له , وهذه المُعضلة في وقت نَقلِ القلب ..



كان لابد من نقلِ القلب للطفل المُحتاج في فترةٍ لاتتجاوز الأربع ساعات - على ماأذكر - والرحلة بالطائرة بين الولايتين تستغرقُ سبع ساعات !!



أي أن التبرع لافائدة منه البتة ........



تحركت وزارة الدفاع الأمريكية ووجهت - بعد أن خاطبتها وزارة الصحة - بأن تقوم طائرة f16 بعد أن جُهزت لنقل القلب بالتحرك لنقل القلب للولاية الثانية وحَدث الأمر في قُرابة الساعتين والنصف ...



ونجحت العملية بفضل الله ومنه وكرمه ...



أي فَرقٍ واسعٍ وأي بونٍ شاسعٍ بين مسؤول ومسؤول ؟!!!!!!!!!



ممتنٌ لمروركِ أمل بحجم السماء



كوني بخيرٍ أرجوكِ



أحمد النجار