عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2012, 11:10 AM
المشاركة 3
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي
صباحُكِ مُباركٌ كأنتِ أسيل

وضعتِ يدكِ أسيلٌ على مكمنِ الوجع ..

إلا أن المُشكلةَ ليست في وجود القوانين وصرامتها فحسب بل وأيضاً في وجود من يُتابعُ تنفيذها على أرض الواقع وأن يكونَ الجَميعُ سواسيةً أمام هذه القوانين وهذا مايصعبُ تحقيقهُ عندنا وهذا هو سِرُ الخراب , فهناك أناسٌ فوق كُلِ القوانين وفوق كُل مُحاسبة ...

وكماقال صلى الله عليه وسلم : إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ..!!!


فالقوانينُ - أسيل - تستمدُ قوتها - وكما تعلمين - من قوة الشخص الذي يُتابعُ تنفيذها ..

وكلُ ماأتمناه أن تُعاد صياغة عُقول الناس ليُصبحَ في سوايداء كُل واحدٍ منهم رقيباً ذاتياً يُشرفُ إشرافاً كاملاً على تطبيق القوانين وعلى الالتزام بها أي أن يُصبِحَ كلُ شَخصٍ شرطي نفسه ..

ولكم كنتُ أتمنى أن المؤسسة الدينية وبدلاً من أن تخوضَ حروباً فلسفية ( بيزنطيةً ) مع تيارات معينة حول أمور كقيادة المرأة وغير ذلك أن يكثفوا جهودهم تكثيفاً صادقاً لصناعة الأخلاق والقضاء على أزمة الأخلاق التي نحياها ..

ودعيني أسيل أروي لكِ حادثةً وأترك لعقلكِ النير الحُكم والتعليق ...

في عام 1960 أصدر الكونجرس الأمريكي قراراً مُلزماً لكل الولايات بمنع بيع ونقل الخمور - أجلكِ الله - وخلال أربع سنوات من تنفيذ هذا القرار قُتِلَ أكثرُ من نصف مليون شخص وكانت الخسائر أكبر من أن تُحصر , وبعد ذلك تراجع الكونجرس عن هذا القانون وأبطله ..

في المجتمع المدني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت آية تحريم الخمر بعد صلاة الظهر , فيروي بعض الصحابة أن شوارع المدينة سالت من كثرة ماأُهريقَ فيها من خمر وأنهم كانوا يخرجوا للصلاة فيرفعوا ثيابهم مخافة أن يصيبها الخمر المسكوب في الطُرقات وأن الرجلَ كان يسمعُ بالحكم فيمجُ الخمر من فمه ولايبتلعه !!!!!!

مالذي أحدث الفرقَ ياأسيل ؟!!!

ممتنٌ أنا لمروركِ بحجمِ السماء أسيل

كوني بخيرٍ أرجوكِ

أحمد النجار