عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2012, 04:33 PM
المشاركة 136
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آية الكرسي سيدة آي القرآن وبيان الاسم الأعظم
آية الكرسي هي سيدة الآيات
أن معرفة الله تعالى ومعرفة ذاته وصفاته هي المقصد الأقصى من علوم القرآن
وأن سائر الأقسام مرادة له وهو مراد لنفسه لا لغيره فهو المتبوع وما عداه التابع
وهي سيدة الاسم المقدم الذي يتوجه اليه وجوه الأتباع وقلوبهم فيحذون حذوه وينحون نحوه ومقصده
وآية الكرسي تشتمل على ذكر الذات والصفات والأفعال فقط ليس فيها غيرها
فقوله تعالى : [ الله ] اشارة الى الذات وقوله : [ لا اله الا هو ] اشارة الى توحيد الذات
وقوله : [ الحي القيوم ] اشارة الى صفة الذات وجلاله
فان معنى القيوم هو الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره فلا يتعلق قوامه بشيء ويتعلق به قوام كل شيء
وذلك غاية الجلال والعظمة
وقوله : [ لا تأخذه سنة ولا نوم ]
تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس وعما يستحيل أحد أقسام المعرفة بل هو أوضح أقسامها
وقوله : [ له ما في السموات وما في الأرض ]
اشارة الى أن جميعها - منه مصدرها واليه مرجعها -
وقوله : [ من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه ]
اشارة الى انفراده بالملك والحكم والأمر وأن من يملك الشفاعة فانما يملك
بتشريفه اياه والاذن فيه وهذا نفي للشركة عنه في الملك والأمر
وقوله: [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ]
اشارة الى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره من ذاته
وإن كان لغيره علم فهو من عطائه وهبته وعلى قدر ارادته ومشيئته
وقوله : [ وسع كرسيه السموات والأرض ]
اشارة الى عظمة ملكه وكمال قدرته وفيه سر لا يحتمل الحال كشفه
فان معرفة الكرسي ومعرفة صفاته واتساع السموات والأرض
معرفة شريفة غامضة ويرتبط بها علوم كثيرة
وقوله : [ ولا يؤوده حفظهما ]
اشارة الى صفات القدرة وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقصان
وقوله : [ وهو العلي العظيم ]
اشارة الى أصلين عظيمين في الصفات
والآن اذا تأملنا جملة هذه المعاني ثم تلونا جميع آيات القرآن لم تجد جملة هذه المعاني من التوحيد والتقديس وشرح الصفات العلى
مجموعة في آية واحدة منها فلذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم ) إنها سيدة آي القرآن فان ( شهد الله )
ليس فيها الا التوحيد و( قل هو الله احد ) ليس فيها الا التوحيد والتقديس
و( قل اللهم مالك الملك ) ليس فيه الا الأفعال وكمال القدرة
و( الفاتحة )
فيها رموز الى هذه الصفات من غير شرح وهي مشروحة في آية الكرسي والذي يقرب منها في جميع المعاني
آخر الحشر وأول الحديد اذ اشتملتا على أسماء وصفات كثيرة ولكنها آيات لا آية واحدة
وهذه آية الكرسي آية واحدة اذا قابلتها باحدى تلك الآيات وجدتها أجمع المقاصد فلذلك تستحق السيادة على الآي
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم )هي سيدة الآيات كيف لا
وفيها ( الحي القيوم ) وهو الاسم الأعظم وتحته سر ويشهد له ورود الخبر بأن الاسم الأعظم في آية الكرسي وأول آل عمران وقوله وعنت الوجوه للحي القيوم .
حميد
4-1-2012
الأربعاء 10 صفر 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي