منتديات منابر ثقافية

أستحضر مضطجعا في فراشه الآيات والسور التي يحفظها...استعاذ بالله من ابليس اللعين ومن همزاته النازلة سهاما قاتلة على القلب...ولكن..دون جدوى...فكر....الشياطين مصفدة الآن هكذا يقولون...فاذن ..من ..من يلعب بعقلي ..بمشاعر قلبي ..آه..عرفت..انها نفسي الامارة بالسوء..حاورها..نهرها...ترجاها..لا فائدة...انها تشتعل لازالت في داخله ..تلك الرغبة...تتآكله كوحش نهم اعمل اظفاره العمياء في قلبه وجعل يمزقه بلا هوادة...وهو يراها تتجول كفراشة جميلة في غرفتهما..تنظف هنا ...تلمع هناك..ترتب هذا الفراش وتكنس الارضية..فرحة رغم التعب ...عروسا لازالت..فرحة العرس تلتمع بالتماعة عينيها ..وجسدها الحريري يتلوى تحت ملابسها..تزوجا قبل رمضان بأسبوع...يحتاجها ...يحتاج حبها وحنانها..راقبها تارة بلهفة..وتجاهلها تارة اخرى...تناوم احيانا..لكنها فرضت نفسها عليه..تلك الشهوة المجنونة...وهي.. ..نفسه...لم تكبل بالاصفاد..فأخذت تجره الى الاثم .أنا صائم..افلت من قبضتها..تلك النفس الملعونة...قام وصلى الظهر..عاد الى سريره..وكأنما رأى كارثة...الجسد الحريري الشهي يرقد على الفراش..انهت اعمالها فرغبت ان تريح نفسها..هي كذلك صائمة..خر على سريره ساهما...ترقد هي الى جانبه..يا الهي..كفى..هذا حد الصبر..ارتجف اسمها في فمه..التفتت اليه..سحبها الى جسده قبل ان تنطق بكلمة...قاومت بشدة ..ارادت ان تهرب ...سورها بيديه الحديديتين اللتين زادتهما الرغبة جبروتا..اقترب بشفتيه من فمها الشهي..توسلت..ذكرته بالعقاب...يحرم منها شهرين مع الصيام..بكت بين يديه كطفل خائف..لم يعد يسمع او يعي شيئا..لمس بفمه شفتيها...تاججت النار أكثر فاكثر..فجاة طرق الباب..جفل ..ارتعب..تصور ان الطارق هو احد الملائكة الموكلين بالعقاب..تسائل بارتجاف..من الطارق..ميز نبرة اخيه فاحس بالراحة..اخبره الاخ ان هناك مشكلة..لملم شتات نفسه..خرج الى اخيه مستفهما...أخبره ان نعاج الجارة العجوز قد عاثت فسادا في مزرعته الصغيرة ..اكلت ما اكلت وحطمت من الشجيرات ما حطمت..احمر وجهه غضبا ..اعتنى بجنته الصغيرة ...بشجيراتها...اعتناء الأم بوليدها..اخرج بلا تفكير بندقية الصيد القديمة..اخذ يرمي النعاج برصاصات الغضب المتقد بصدره...حاول اخوه ان يثنيه عن هجومه..لم يجد ذلك نفعا..اخذت النعاج تتراكض هنا وهناك اصيب بعضها وقضى البعض الآخر...خرجت الجارة من منزلها ..رأت ماحصل لنعاجها..اخذت تولول وتصيح ...هرولت بجزع ...قفلت راجعة بصحبة رجال الشرطة..أقتادوه الى السجن وقضى ما بقي من رمضان سجين شهوته لعروسه ...حبيسا في زنزانته..خرج ليلة العيد (بعد أن دفع اهله ثمن ما نفق من النعاج للجارة.)..منهك القوى تعب القلب...لم ينم في غرفته..ذهب صباحا الى صلاة العيد...عاد للبيت ...ذهب مسرعا الى غرفته ساحبا عروسه حريرية الجسد من المطبخ ..حيث كانت بصحبة امه تعدان أفطار العيد ...دخلا الغرفة ...همس لها وهي مرتخية بين احضانه..أنه علم ان ما حصل له هي عقوبة صغيرة وتنبيه عما كان يروم فعله...من الله..أستغفر الله وشكر فضله..احس بالمحبة والامتنان نحو ربه...همست له بدلال ..اليوم عيد وساجعله لك يوما لا ينسى ...أغلقا باب الغرفة...وتمتعا بالسعادة والعيش الحلال.