منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قلم الحبر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8232)

رشيد الميموني 03-03-2012 02:08 PM

قلم الحبر
 
[justify] قلم الحبر

اليوم كسابقه .. صافية سماؤه ، زاهية شمسه .. جلست وحيدا كعادتي في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح .. جل المصطافين نيام على ما أعتقد ، و القليل منهم يمارس الرياضة على الشاطئ بالعدو أو لعب الكرة أو السباحة .
أخذت القلم و الورقة اللذين اصحبهما معي دائما .. صعب أن تنوي الكتابة .. يجب أن تكون تلقائية .. نظرت إلى الأفق.. البحر كأنه مسبح .. مويجات صغيرة تتكسر عند الشاطئ .. انتبهت إلى طفلة تقف قبالتي محدقة تارة إلى وجهي و تارة أخرى إلى يدي .. نظرت إليها فأحنت رأسها وجلة ثم أعادت التحديق .. هي من أولئك الصبايا اللواتي يجلبن الحليب و النعناع وبعض الفاكهة لبيعها كل صباح للمصطافين .. سألتها :
- ما اسمك يا فتاة ؟
ند عنها صوت خافت كأنها تجهش بالبكاء :
- أم كلثوم ..
نظرها لا يفارق يدي الممسكة بالقلم و الورقة ..
- هل أنت أستاذ ؟
- نعم .. هل تدرسين ؟
صمتت برهة ولم تجب ..
- وهل تضرب التلاميذ ؟
- ولم أضربهم ؟
قلت ذلك وضحكت .. عندئذ ابتسمت الصبية وقالت :
- أنت أستاذ طيب .
- حقا ؟.. و كيف عرفت ؟
- لأنك تضحك .
ضحكت أكثر ، و أردت مجاملتها بشراء ما بيديها من تين .. لكنها أخذت أحسن ما لديها .. تينة معسلة حسب تعبير أهالي المنطقة ..و ناولتني إياها قائلة :
- خذ هذه .. الباقي أوصاني عليه بعض الناس ..
قالت ذلك و عيناها لا تفارقان يدي .. أدركت أن قلم الحبر شد انتباهها .. ربما أعجبتها زخرفته .. كان أثيرا لدي لأنه يذكرني بأول يوم ألتحق فيه بالعمل كمدرس بمدينتي بعد طول غياب .
- هل أعجبك ؟.. خذيه إن شئت .
لم تتردد وأخذته كأنها تخطفه .. .. كان في عينيها بريق غريب وهي تتمتم بكلمات الشكر.. ثم انصرفت ورجلاها الصغيرتان تغوصان في الرمل .. شيعتها بنظري إلى أن اختفت من وراء الصخور ..
[/justify]

ريما ريماوي 05-07-2013 08:35 PM

ما أجملها من قصة.. وما أعظم هذا الأستاذ الطيب
الذي استطاع أن يتخلى بسهولة عن قلمه المفضل
لبائعة التين الصغيرة.. التي لربما يشجعها القلم
على الدراسة والتفوق بها..

استمتعت معك هنا، مع اني اعرف النص سابقا..
عوفيت، ودام قلمك شامخا...

تحيتي وتقديري.

ياسر علي 05-07-2013 09:24 PM

نص ينقل نبل العلاقات الإنسانية بأسلوب بهي بلغة راقية ، لا تحس بين طياته بتكلف بل انسيابية تلاوته كما تلك السمكة التي تخترق حوضا مائيا هادئا ، كما تلك الطيور التي تحلق مادة أجنحتها في أعالي السماء .
شكرا لك هذا الإبداع .
تقديري .

رشيد الميموني 05-08-2013 01:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 146055)
ما أجملها من قصة.. وما أعظم هذا الأستاذ الطيب
الذي استطاع أن يتخلى بسهولة عن قلمه المفضل
لبائعة التين الصغيرة.. التي لربما يشجعها القلم
على الدراسة والتفوق بها..

استمتعت معك هنا، مع اني اعرف النص سابقا..
عوفيت، ودام قلمك شامخا...

تحيتي وتقديري.

أشكرك ريما على تجاوبك الدؤوب مع كتاباتي وأعتبر ذلك شهادة أعتز بها .
دامت لك المودة والتقدير .
ولك كل مودتي .

رشيد الميموني 05-08-2013 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 146059)
نص ينقل نبل العلاقات الإنسانية بأسلوب بهي بلغة راقية ، لا تحس بين طياته بتكلف بل انسيابية تلاوته كما تلك السمكة التي تخترق حوضا مائيا هادئا ، كما تلك الطيور التي تحلق مادة أجنحتها في أعالي السماء .
شكرا لك هذا الإبداع .
تقديري .

العزيز ياسر ..
ممتن لك أخي على مرورك وتعليقك الذي زاد القصة ألقا .
أتمنى أن أبقى دائما عندحسن ظنك ..
مع خالص محبتي .

صفاء الأحمد 05-09-2013 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 107551)
[justify] قلم الحبر

اليوم كسابقه .. صافية سماؤه ، زاهية شمسه .. جلست وحيدا كعادتي في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح .. جل المصطافين نيام على ما أعتقد ، و القليل منهم يمارس الرياضة على الشاطئ بالعدو أو لعب الكرة أو السباحة .
أخذت القلم و الورقة اللذين اصحبهما معي دائما .. صعب أن تنوي الكتابة .. يجب أن تكون تلقائية .. نظرت إلى الأفق.. البحر كأنه مسبح .. مويجات صغيرة تتكسر عند الشاطئ .. انتبهت إلى طفلة تقف قبالتي محدقة تارة إلى وجهي و تارة أخرى إلى يدي .. نظرت إليها فأحنت رأسها وجلة ثم أعادت التحديق .. هي من أولئك الصبايا اللواتي يجلبن الحليب و النعناع وبعض الفاكهة لبيعها كل صباح للمصطافين .. سألتها :
- ما اسمك يا فتاة ؟
ند عنها صوت خافت كأنها تجهش بالبكاء :
- أم كلثوم ..
نظرها لا يفارق يدي الممسكة بالقلم و الورقة ..
- هل أنت أستاذ ؟
- نعم .. هل تدرسين ؟
صمتت برهة ولم تجب ..
- وهل تضرب التلاميذ ؟
- ولم أضربهم ؟
قلت ذلك وضحكت .. عندئذ ابتسمت الصبية وقالت :
- أنت أستاذ طيب .
- حقا ؟.. و كيف عرفت ؟
- لأنك تضحك .
ضحكت أكثر ، و أردت مجاملتها بشراء ما بيديها من تين .. لكنها أخذت أحسن ما لديها .. تينة معسلة حسب تعبير أهالي المنطقة ..و ناولتني إياها قائلة :
- خذ هذه .. الباقي أوصاني عليه بعض الناس ..
قالت ذلك و عيناها لا تفارقان يدي .. أدركت أن قلم الحبر شد انتباهها .. ربما أعجبتها زخرفته .. كان أثيرا لدي لأنه يذكرني بأول يوم ألتحق فيه بالعمل كمدرس بمدينتي بعد طول غياب .
- هل أعجبك ؟.. خذيه إن شئت .
لم تتردد وأخذته كأنها تخطفه .. .. كان في عينيها بريق غريب وهي تتمتم بكلمات الشكر.. ثم انصرفت ورجلاها الصغيرتان تغوصان في الرمل .. شيعتها بنظري إلى أن اختفت من وراء الصخور ..
[/justify]


قصة جميلة ..

تصف حب فتاة لإكتشاف ما وراء القلم ، سلبها القدر حقها في التعلم ..
حالة إنسانسة غاية في الجمال ..

مودتي .

رشيد الميموني 06-17-2013 01:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 146178)

قصة جميلة ..

تصف حب فتاة لإكتشاف ما وراء القلم ، سلبها القدر حقها في التعلم ..
حالة إنسانسة غاية في الجمال ..

مودتي .

شكرا لمرورك صفاء وثنائك على القصة ..
أرجو أن نتال كل كتاباتي إعجابك .
مع خالص المودة والتقدير .


الساعة الآن 08:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team