![]() |
تراثنا العربي - حكمة ٌ و جمال (7) فصاحة الخنساء
فصاحة الخنساء :
كان النابغة الذبياني واحداً من أكبر شعراء العصر الجاهلي ، وحكماً يحتكم إليه الشعراء حين يلتقون كل عام في موسم (عكاظ) يتناشدون الأشعار و يتفاخرون ، و ذات يوم ، كان فيمن تقدم بين يديه الخنساء و حسان بن ثابت ، فلما أنشدته الخنساء قصيدتها في رثاء أخيها صخر ، التي تقول فيها : و إن صخراً لمولانا و سيدنا وإن صخراً إذا نشتو لنحار وإن صخراً لتأتم ُالهداة به كأنه علم في رأسه نار قال لها النابغة : لولا أن أبا بصير ( الأعشى ) أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر أهل الأرض . فأغضب ذلك حسان بن ثابت ، وقال للنابغة : أنا أشعر منك ومنها ومن أبيك. قال النابغة : بماذا؟ قال حسان : بقولي : لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما فقال النابغة للخنساء : خاطبيه يا خناس. فقالت له الخنساء : أضعفت افتخارك و أنزرته (أي أقللت من قيمته) في ثمانية مواضع . قال حسان : وكيف ؟ قالت : قلت : الجفنات ، والجفنات ما دون العشر ، ولو قلت : البيض (أي السيوف) لكان أكثر اتساعاً، واللمع شيء يأتي بعد شيء ، ولو قلت يشرقن لكان أكثر طرّاقا ، وقلت : أسيافنا والأسياف ما دون العشرة، ولو قلت سيوفنا : كان أكثر . وقلت : يقطرن ولو قلت : يسلن ، كان أكثر ، وقلت من نجدةٍ ، والنجدات أكثر من النجدة ، وقلت دماً ، والدماء أكثر من الدم. فلم يُحر حسان جواباً ، وانصرف خجلا ً أمام فصاحة الخنساء و دقة ملاحظتها ، وقوة حُجّتها وبيانها . |
لله درها
احسنت الإختيار لما هو جميل ورائع |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذنا القديرعزت فايز أبو الرب الاختيار الجميل من درر الترث البليغ، ومرورك الكريم، ونشاطك الرائع ، وجهدك الشامخ ، وتشجيعك المتواصل . بارك الله فيك وفي يراعك. |
الساعة الآن 12:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.