![]() |
أيتها الشقية 2
أيتها الشقية ، كم بحث عنك ؟ كم طفت شوارع المدينة وأزقتها ألهث خلف طيفك ؟ علني أعيش جزيئا من الماضي الجميل ، دون جدوى ، لقد قتلت الأيام كل شيء وسحق القدر الذكريات سحقا ، فلا أنت إسمك "ف" ولا أنا إسمي "ح"، فقدت ذاكرتي ونسيت نفسي وسط الناس.
ربما تذكرت أنك حتى الأمس القريب كنت تطرقين باب بيتي كل صباح ، تمسكين يدي ، وتجرينني جرا من فراش نومي ، تغازلينني بصمت ، وتبتسم عيناك في وجهي . أيتها الشقية ، قلبي كان وما زال بيتا واسعا يتسع لك ولأحلامك وأمانيك ..أنا أعلم علم اليقين أن فجر الأمس الذي كان يطل علينا ونحن في أوج حبنا يشرق اليوم على طيفينا . أيتها الشقية لو كنت تعلمين معنى الحب ، لتذكرت مثلي فالذكرى تزرع الدفء في القلوب ، ربما كان الأمر بالنسبة لك مجرد نزوة طارئة مع عابر سبيل أعجبك ، ربما كان الأمر بالنسبة لك مجرد قبلة ظللت تلهثين وراءها فلما نلتيها ، نسيت لهفتك عليها. أنت امرأة ، والمرأة لا شيء يقف حيالها إن تبنت غاية أو هدفا. لقد آمنت بك أيتها الشقية إيمانا قويا ، وشفعت لنفسي تعلقها القوي بك ، وأقبلت عليك إقبال الجائع على الطعام ، وهضمت كل شكوكي ، وأصبحتِ يقينا وواقعا كتب علي أن أعيشه. كل شوارع المدينة ودروبها تقسم ، أنني كنت في كل خطواتي شاردا ، أعيش عالما صنعه خيالي وجعل سكانه أنا وأنت ن أيتها الشقية أنا غاضب منك بقدر مأنت بعيدة عني.. محمد محضار 28أكتوبر 1983 نشر هذا النص بجريدة صوت الآباء ، وأذيع سنة 1985 عبر الأثير ضمن مواضيع برنامج مع ناشئة الأدب الذي كان يعده الشاعر الفلسطيني وجيه فهمي صلاح ، لإذاعة الرباط |
الساعة الآن 01:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.