إنجراف مُبحر
ما أجمل العلم , وعندما يكون من نفس تبتغيه , تركض خلفه كعطشان لا يرتوي مهما شرب , تبحر بقناعة إن العلم سيعطيها كل شيء , العلم أعلى من الأموال منزلة ... لأنه حافظ والمال محفوظ * ساعي العلم كاسب العقل , وطالب العلم مُيسر له الطريق إلى الجنة "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة" , وإلى جانب العقل لابد من الحكمة عند الإبحار الحُر , الإبحار الفكري العلمي .. فالبحار يتخذ دواعي السلامة عندما يبحر , ولذلك بحار العلم لابد إن يمتلكها , فتكون لديه قواعد ومسلمات أساس مُجانبة للغرق الذي سينجرف به ليفقد الإتزان ويتشدق بشيء لا يطابق المُجتمع الذي هو به وقبله لا يتلائم مع الدين . ويقول أبقراط / من اتخذ من الحكمة لجاماً , اتخذه الناس إماماً . وأعني من يبحر في الفلسفة والعلوم الإنسانية لا العلم الشرعي وطالبه , وهذان يشتركان به فكر غربي وفكر إسلامي , ولأن الفكر الغربي طغى بكثرة العلماء والفلاسفة وتوسعت به الكتب على غير الفكر الإسلامي ومفكريه في التخصصات الإنسانية الفلسفية - وهذا عائد لعدم تعزيز الإسلامي بالشكل الكافي من قبل مؤسساتنا العلمية - , فيكون له التأثير الأقوى خصوصاً عندما يبحر لاحقاً دون إن يوزن الكفتين ويأخذ المفيد ويستفيد مع المغاير بشكل آخر مُنقح , لا رفضاً للفكر الجديد بالطبع , طالما لا يعارض ديننا وثقافتنا وحضارتنا , فهذا يولد لنا مُفكرون نحتاجهم ليتحقق التنوير الحق , دون التشبع بالفكر الغربي فقط وجلد ذواتنا بكثافة . ما نختلف عليه هو نقد أسس لدينا بشكل غير مباشر لابد منها كأسس الدين لأجل فكر غربي أغترينا به . ما نطلبه هو إن لا نبحر دون إن تكون لدينا مُسلمات ثابتة ننطلق منها , لنضيع فيما بعد وننجرف مُلغين ما يلزم احترامنا . سلمى الغانمي |
تحيّاتي
أشكر لكِ أستاذة سلمى الغانمي مقالتك الرائعة ، والتي تدعو للتسلح بالعلم والدين. بوركتِ ، وبورك المداد. |
أختي الفاضلة سلمى حفظها الله
للحقيقة أستمتعت بقراءة هذا النص المهيب ، من يكتب بمثل هذه الطريقة يستحق الأحترام والتقدير تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن |
الساعة الآن 09:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.