منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حَرائِقُ الرّحِيل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5846)

تركي عبد الغني 08-18-2011 09:08 PM

حَرائِقُ الرّحِيل
 
.
.
حرائِقُ الرّحيل
.
.
إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده
.
*****
*****
.
.


كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
.

أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
.

فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
.

تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
.
.
.

أَتَحْتُ لَكَ العُبورَ إلى عُيوني
مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
.
.
.

بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ
.

وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
.
.
.

فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
.

ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
.

وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
.
وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي

.

وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
.

أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
.

فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
.

كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
.
.
.
.
.
.
.

**********
**********
**********

ريم بدر الدين 08-18-2011 09:22 PM

و كأن هذا العمر قبض ريح .. بعض دخان
و كأن ما يتبقى من حرائق الرحيل مطوية جامعة لتكاوين حروف عمرها سرمدي في تلافيف الذاكرة
من أجمل ما قرأت حقا
أ. تركي عبد الغني
حظيت بشرف المقعد الأول
و لي شرف تثبيتها
تحيتي لك

أحمد قرموشي المجرشي 08-18-2011 09:22 PM

كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي



إذا حضر الماء بطل التيمم ...
نعم هو ذاك ...
تركي هنا هذا يكفي ...
بوركت والوطن سيدي .

نبيل أحمد زيدان 08-18-2011 11:19 PM

الأخ الفاضل تركي عبد الغني الموقر
حاولت القبس لاتقبل القسمة
فهي جسد متكامل جرسا
مبنى ومعنى
لك الود والمحبة

عبدالكريم شكوكاني 08-19-2011 04:28 AM

قصيدة جميلة وتحمل جمالاً
وصورها بلاغية رائعة

دمت بود أستاذ تركي

حاتم الحمَد 08-19-2011 02:09 PM

تركي عبد الغني شاعر الجمال والألم


قاتلة هذه الحروف ، ومفجع ذلك المصير الذي ينتظر

ولكن الرحمة من الله هي الأمل من بعد اليأس

فما بعد الموت حتما سيكون أرحم إذا كنا

بين يدي الرحيم الكريم الحليم .



بوركت شاعرنا الفذ على ألقك المتواصل.

حسن شهاب الدين 08-19-2011 09:56 PM

دامت حرائق إبداعك أيها الشاعر الكبير
ودمت لهذا الشعر الراقي

أنور الأسمر 08-19-2011 10:14 PM

الشاعر الصديق
تركي عبد الغني
هنا ينشطر الحرف إلى مجرات تقود بضوئها كل تائه عن جمال المعنى ومعنى الجمال
هنا يستفيق الفراش على ياسمين الكلام

دمت متألقاً
ومحبتي

تركي عبد الغني 08-20-2011 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 82483)
و كأن هذا العمر قبض ريح .. بعض دخان
و كأن ما يتبقى من حرائق الرحيل مطوية جامعة لتكاوين حروف عمرها سرمدي في تلافيف الذاكرة
من أجمل ما قرأت حقا
أ. تركي عبد الغني
حظيت بشرف المقعد الأول
و لي شرف تثبيتها
تحيتي لك
















.
.
.
أستاذة ريم بدر
تشريفك تكريم لي
وكلماتك وسام من الدرجة الأولى
تحيتي
واحترامي

محمد نجيب بلحاج حسين 08-20-2011 03:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي عبد الغني (المشاركة 82481)
.
.
حرائِقُ الرّحيل
.
.
إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده
.
*****
*****
.
.


كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
.

أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
.

فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
.

تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
.

أَتَحْتُ لَهُ العُبورَ إلى عُيوني
مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
.
.
.


أَدارَ حَديثَنا فازْدَدْتُ خَوْفاً
وَخَيَّمَ صَمْتُهُ فازْدادَ خَوْفي
.

بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ
.

وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
.
.
.

فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
.

ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
.

وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
.

وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
.

وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
.

أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
.

فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
.

كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
.
.
.
.
.
.
.

*******
*******
*******



المبدع الفاضل تركي عبد الغني


سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أعانك الله على تحمل هذه المشاعر الثقيلة

قصيدة يملؤها الألم والمرارة

ولا تغيب عن كل حروفها روعة تركي المعتادة

لو وجدتها في المكتبة العالمية للشعر

لعرفت أنك مبدعها

تحياتي لروعتك وألقك


الساعة الآن 09:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team