منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ((( وأعادت زينب خاتمي ))) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5838)

أحمد قرموشي المجرشي 08-18-2011 05:27 AM

((( وأعادت زينب خاتمي )))
 
كنت أخطو إلى التاسعة عشرة من عمري ...
عام جامعي حافل بالتبعات ...
عدت إلى قريتي لكي أطمئن على صحة أمي قبل السفر إلى تلك المدينة التي يسكنها خالي ...
منذ زمن لم يزورنا ...
كان وصولي عند الظهيرة ...
في العصر خرجت معه إلى بستان ٍ صغير يبعد قليلا ً عن الحي ...
عادة جرت أن يتبادل أهالي الحي الواحد أطراف الحديث بعد الانتهاء من صلاتي العصر والمغرب ...
يحدث مثل ذلك بعد كل فرض ولكن يبدو بأن هذين الفرضين لهما النصيب الأكبر من ذلك ...
سبقت خالي إلى البيت بعد صلاة المغرب مباشرة ...
بقائي غير مجدي ...أبدو غريبا ً....
ربما عشر دقائق قد تزيد وقد تنقص ...
هناك أغنية وترديد يصاحبها ...
ذهبت إلى الداخل ...
لم يكن هناك ما يمنع من أن يبصر ولد الخال أو العم كل أفراد العائلة في ذلك الحين ...
طاولة مستطيلة ..
غطاء أحمر ...
ثوب أبيض ومكواة ...
لم تبصر دخولي ...
كانت غارقة تماما ًفي الترديد مع ذلك اللحن الشجي ...
أيقنت بأنها عاشقة ...
بان لي من شروعها الغير معهود ...
فهي لا تدرك كل ما يدور حولها...
راعني جمالها ...
كنت أسمع عنها كثيرا ...
ما تبادر إلى ذهني في حينه ...
سبحانك ربي ...
تبارك الله أحسن الخالقين ...
هي تكبرني بثمانية أعوام تقريبا ً ...
طرقت على الطاولة ...
هلا نغم ...
مرحبا ً بك ...
خجل واستدارة ...
أنامل تسافر إلى ذلك المذياع لكي تخفض من صوته...
سمعت عن مجيئك بعد صلاة العصر ...
جرأة في اتخاذ قرار ...
ـــ عفوا ً زينب ...هل تسمحين لي بأن أهديك شيئا ؟
ـــ لا بأس .
ولكن إياك وتبعاته .
ـــ هو ذاك .
في الموعد تماما ً أهديتها ذلك الخاتم وبعد أسبوع غادرت إلى قريتي .
بالأمس بلغت أربعين سنة ...
قدمت محتشمة وبوقار ...
أعادت زينب خاتمي قائلة :
أحسست بما سكنك في حينه ...
كنت في ذلك الحين مستعمرة ومستوطنة ...
أبقيت الخاتم من أجل نظراتك ...
ما رأيك أن تضعه في إصبع ابنتي فهي زوجة ولدك ؟

**********
بكل تأكيد ...لاجديد ...
هذا أنا ...
ابن القرية ...
النغم المهاجر ...
جازان // محافظة الحُرّث // قرية البيضاء .

ساره الودعاني 08-18-2011 06:06 AM


لم تصدقه القول

ولم يطل عليها أمده

هي فقط لم تكن بحاجة الى طريق العودة

والمستعمرات تصبح دول بعد دهر

فاحرقت السفن من خلفها..

الاستاذ احمد المجرشي

جميل ما قرأته

عذرا على قرآتي

أعجبتني عفويتها..

أحمد قرموشي المجرشي 08-18-2011 09:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 82387)
لم تصدقه القول

ولم يطل عليها أمده

هي فقط لم تكن بحاجة الى طريق العودة

والمستعمرات تصبح دول بعد دهر

فاحرقت السفن من خلفها..

الاستاذ احمد المجرشي

جميل ما قرأته

عذرا على قرآتي

أعجبتني عفويتها..

وأعجبني أنا أيضا قراءتك هنا ...
جميل هو حرق السفن بعد الوصول إلى الشاطيء ...
فقط لابد أن تكون هناك سبل وزاد ...
ماتعة أنت ِ ولن أزد .

ماجد جابر 08-18-2011 01:30 PM

تحيّاتي
أشكر لك أستاذ أحمد قرموشي المجراشي دقة الوصف ، وحُسن السرد ، وصدق العاطفة.
بوركت ، وبورك المداد.

أحمد فؤاد صوفي 08-18-2011 06:07 PM

الأديب الكريم أحمد قرموشي المجرشي المحترم

جميل جداً . . شخصيات حقيقية من الواقع . . أكاد أن أتلمسها . .
والشعور والأحاسيس نكاد أن نحسه . .
كل شيء في مكانه . . هكذا شعرت . .

تقبل تحيتي واحترامي . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

ريم بدر الدين 08-19-2011 05:48 PM

و كان موعد عودة الخاتم يوما لم تخلفه زينب
تداخل القص هنا ما بين الشعر و النثر ليكون نسيجا متميز سريع الولوج إلى عاطفة المتلقي
النغم المهاجر قلم يخط التميز
تحيتي لك

طارق الأحمدي 08-20-2011 03:44 AM

صعب أن تتوقف مسيرة الحياة وكل لحظة يولد منا نفس.

من المحال أن تـُكـْسـَر أحلامنا وفي كل ليلة ينبت لها جناحان .

بل إني صرت أومن بأن التاريخ يعيد نفسه ..
كيف لا ؟
وقد فنّدت زينب مقولة أن إعادة التاريخ مهزلة ..
إنها تثبت لنا أن القلوب يمكن أن تنبت من نفس الضلوع ..
إنها تعيد دورة الحياة من جديد لقلب ما فتىء نبضه يصر على البقاء ..

إنه الوقوف من جديد من بعد وهن ..
إنه لهيب العشق الذي خزنه رماد الواقع ..

ما أجملها قصتك يا مجرشي وقد زينتها بوفاء زينب وعشق النغم ..
ما أحلى المسير معك في امتداد القلوب الخضراء التي لا تعرف الذبول أبدا ..

فهل يعود الضياء إلى قلب النغم كما عاد بريق الخاتم ؟
هل تنتهي هجرة النغم أم هي بداية لهجرة جديدة؟
كم هو واسع قلب هذا النغم , كالصحراء ممتد .. لكني ألمح فيه الكثير من الكثبان التي تخفي خلفها الكثير من الجمال و الحكايا .


الأخ الكريم : أحمد المجرشي

تدفعني كلماتك إلى واحة من الجمال أستريح عندها كلما هفت روحي إلى بعض من هدوء وقطرة من صدق المشاعر ..

سلمت يمينك ..

ودمت بود دائما .



أحمد قرموشي المجرشي 08-20-2011 05:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 82412)
تحيّاتي
أشكر لك أستاذ أحمد قرموشي المجراشي دقة الوصف ، وحُسن السرد ، وصدق العاطفة.
بوركت ، وبورك المداد.


وأنا بدوري أشكر مرورك من هنا وقراءة حرفي وثناؤك الجميل الماتع ....
قنطار ود .

أحمد قرموشي المجرشي 10-28-2011 06:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي (المشاركة 82462)
الأديب الكريم أحمد قرموشي المجرشي المحترم

جميل جداً . . شخصيات حقيقية من الواقع . . أكاد أن أتلمسها . .
والشعور والأحاسيس نكاد أن نحسه . .
كل شيء في مكانه . . هكذا شعرت . .

تقبل تحيتي واحترامي . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

بارك الله في مرورك سيدي ...
ممنون أنا لك بذلك ...
جميل كان تعليقك هنا ...
أدام الله سرورك .

ريما ريماوي 10-28-2011 12:24 PM

الأستاذ أحمد القرموشي المجرشي..

خلاص اعتبرني من قرائك الدائمين,

كم يعجبني قصك الهاديء الهادي الهادف,

المليء بالعاطفة والرومانسية والأحلام.

ونعم التاريخ يعيد نفسه,

استمتعت بمطالعتك هاهنا,

مودّتي وتقديري.

تحياااتي.


الساعة الآن 10:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team