منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   *الفأرة والحراثة* قصة قصيرة، و- ق ق ج (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=31746)

أحمد فؤاد صوفي 12-26-2025 09:15 AM

*الفأرة والحراثة* قصة قصيرة، و- ق ق ج
 

عنّ لي مرّة كأديب، صياغة فكرة ما كقصة قصيرة، ومن ثم تحويل نفس الفكرة إلى قصة قصيرة جداً، وهكذا كانت النتيجة:
--------------------------

*الفأرة والحراثة* قصة قصيرة.
قطة مشاكسة، لمحت فأرة مسكينة، تلعب قرب الزريبة، فاستغلت الفرصة، وجرت تريد الإمساك بها، تنبهت الفأرة وذعرت، وبدأت سريعاً في الهرب، ولكنها وجدت نفسها أمام حقل واسع لن تتمكن فيه من الهروب طويلاً، فما كان منها إلا أن تسلقت الشجرة القريبة بخفة، ولكن القطة تنبهت لهروبها فأسرعت وتسلقت الشجرة وراءها.
بسبب خوفها، فقد تخلخلت وقفة الفأرة الصغيرة، فسقطت من علٍ فوق الثور الذي كان يحرث الأرض، وخافت أن تقع بين شفرات الحراثة، فتمسكت دون تأخير بقرن الثور، الذي لم يعلم بوجودها أصلاً بسبب ضآلة وزنها.
ثبتت الفأرة في مكانها، لا تستطيع أن تغادر إلى أي مكان، إلا بعد أن ينتهي الثور من الحراثة ويعود للزريبة، ومرت ساعات طويلة، وعندما انتهت حصة اليوم من الحراثة، عاد الثور إلى الزريبة، لينعم بالدفء والراحة والطعام.
تمكنت الفأرة أخيراً من القفز عن ظهر الثور، وعادت سريعاً إلى بيتها، فوجدت أمها عند الباب، قلقة بشأنها، وتبحث عنها هنا وهناك، وما أن رأتها حتى صرخت في وجهها،
*أين كنت طيلة هذا الوقت، جعلتني أبحث عنك ساعات طوال.
*أمي، لا تعاقبيني، لقد كنا نحرث الأرض أنا والثور، ولا يمكنني ترك الحراثة إلا بعد أن ننتهي.

--------------------------
*الفأرة والحراثة* قصة قصيرة جداً.
قِطَّةٌ هَجَمَتْ، فَأْرَةٌ هَرَبَتْ، وَتَمَسَّكَتْ بِقُرْنِ ثَوْرٍ يَحْرُثُ الْأَرْضْ،
مَرَّتْ سَاعَاتٌ طَوِيلَةٌ، حَتَّى اسْتَطَاعَتِ الْفَأْرَةُ أَخِيرَاً أَنْ تَقْفِزَ إلى الْأَرْضْ، وَتَعُودُ مُسْرِعَةً إلى جِحْرِهَا، مُفْتَخِرَةً أَمَامَ صَدِيقَاتِهَا أَنَّهَا سَاعَدَتِ الثَّوْرَ فِي الحِرَاثَةِ.
------------------------

كوكب العلي 12-26-2025 12:53 PM

رد: *الفأرة والحراثة* قصة قصيرة، و- ق ق ج
 
الأديب المحترم أحمد فؤاد صوفي،
قصة لطيفة وبسيطة في ظاهرها،
لكنها تحمل عمقًا رمزيًا واضحًا.
شدّني فيها ذلك التناقض بين من يقوم بالفعل الحقيقي ومن يُنسب إليه الجهد.
الفأرة كانت جزءًا من الحراثة،
بل معلّقة فيها حرفيًا، ومع ذلك يبقى الثور هو “الحرّاث” في نظر الجميع.
ذكّرتني بواقع كثير من المؤسسات، حيث يُحمَل الجهد على أكتاف الصغار، بينما تُنسب النتائج للكبار، وتُصرف المكافآت في اتجاه واحد فقط.
قراءة ممتعة وتحتمل أكثر من تأويل،
مع خالص التقدير والاحترام.


الساعة الآن 03:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team