![]() |
نارٌ مؤجَّلة
أنا من قررت الرحيل. ليس لأن قلبي تعب، بل لأنه أحب أكثر مما ينبغي، وفي توقيتٍ لا يرحم. كان عليّ أن أبدو قوية، أن أسمّي الهروب حكمة، وأن أُقنع نفسي أن بعض النهايات ضرورة وليست خيانة. انتهى كل شيء في العلن، بهدوءٍ متقن، كما لو أن القصة استُنفدت، وكما لو أن الحب أدّى دوره وغادر. لكن الداخل لم يوقّع على هذا الاتفاق. من الخارج، أنا امرأة مضت، أغلقت الباب، وتعلّمت كيف لا تلتفت. أما من الداخل، فأنا حريقٌ مستمر، نارٌ لا تصرخ، بل تحترق بصمتٍ عميق. لم أرحل لأنني استطعت، رحلت لأن البقاء كان سيحطّم كل ما تبقّى مني. بعض القلوب لا تُنقَذ بالتمسّك، بل بالابتعاد المؤلم. الحب جاء متأخرًا، أو مبكرًا جدًا، لا فرق… المهم أنه جاء حين لم يكن مسموحًا له أن يبقى. وحين يغيب التوقيت، تصبح المشاعر ذنبًا حتى وهي بريئة. أقنعت العالم أنني انتهيت، وأقنعتك ربما… لكنني لم أستطع أن أقنع نفسي. فالأشياء التي نغادرها بإرادتنا لا تغادرنا. أنا لا أحنّ علنًا، ولا أضعف أمام أحد، لكنني في وحدتي أعرف الحقيقة كاملة: ما انتهى كان الشكل فقط، أما الحب… فما زال مستعرًا، يعيش فيّ كنارٍ مؤجَّلة، لا تُرى… ولا تنطفئ. |
رد: نارٌ مؤجَّلة
الله الله أديبتي الرائعة كوكب
هذا هو الشعر المنثور حتى وإن كان المنشور في الركن الهادئ! لقد أبدعتِ بدءًا من العنوان الذي هو عتبة الجمال وأتحفتِنا بثراء معجمك وفصاحته ولآلئك المنتقاة لوصف مشاعرَ جياشةٍ قالت الكثير عن جمر المعاناة تحياتي ودعواتي بدوام الألق |
| الساعة الآن 08:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.