منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   عصا السنوار (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=31644)

مُهاجر 09-13-2025 03:42 AM

عصا السنوار
 
في هذا اليوم، وفي طريقي إلى المستشفى، دار حوارٌ بيني وبين نفسي.
كان الحوار حول الشهيد "السنوار"، سألتُ نفسي حينها:
ما الذي كان بينه وبين الله؟!
حتى ينال هذه الخاتمة، التي جعلت منه رمزًا للكفاح والتضحية، من أجل إنهاء الاحتلال!

فكم رأيتُ من المقاطع لأشخاص من الغرب، وهم يُثنون على شجاعته، حتى الرمق الأخير من حياته،
حتى اليابانيون سموه هناك بـ"الساموراي"!

أجابت نفسي عن ذاك السؤال، فقالت:
تلك الكرامة نالها الصادق في سعيه،
والخاضع لأمر ربه،
حين كانت سكناته وحركاته لله،

يعيش في الحياة بجسده، غير أن روحه في الجِنان،
يعيش لغاية وهدف، إما تحقيقها، أو الموت دونها:

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.



قلتُ لنفسي:
كم يُشبه البعض جهاده، واستشهاده، بحياة البطل عمر المختار واستشهاده،
غير أن الفارق أن يدَ الاعتقال لم تنل منه!

فقالت لي نفسي:
هل تُصدّق أن العصا التي ألقاها السنوار باتت أيقونة؟!
وأنها أصبحت مثَلًا يُردّده البعض حين يقولون:
"عصا السنوار!"

قُل لي بربك:
ماذا وجدتَ في تلك العصا التي ألقاها السنوار في معركته الأخيرة؟

قلتُ:
رأيتُ في عصاه تلك رمزيةً أجدها في عصا موسى عليه السلام،
وكذلك أراها في عصا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،
وفي عصا الفاروق عمر رضي الله عنه.


---

فالعصا:
كانت لموسى عليه السلام معجزةً، بها شقَّ البحر، والصخر،
وبها هُزم فرعون، ومَن جاء بالسحر.

والعصا:
كانت للمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، يهشُّ بها على الغنم،
يوم كان راعيًا لها، فكانت فترة تدريب،
ومنها تخرج، ليقود بعدها الأُمم.

والعصا:
في يد الفاروق عمر رضي الله عنه، كان يقصم بها ظهرَ الظلم،
وبها يحكم بالعدل.


---

ورأيتُ في عصا السنوار:
حين ألقاها، بأنها ستَلقفُ ما يأفكون من ظلم،
وأنها ستهوي على رؤوس المستكبرين،
وأنها ستكون في يد أبطال المقاومة إذا ما نفدت ذخيرتهم،
وأنها رمزٌ للاستمرار،
وأن لا رجعة بعد أن انطلقت شرارة التغيير.


---

قالت نفسي:
ما بالُ بعض الناس شَمِتوا عند موته؟
هل هم بدين الله يدينون؟!

قلتُ:
ما ضره نباحُ الكلاب، وهو في ميادين الوغى؟
أَيُضِرُّه اليوم؟! وهو قد مضى إلى ربّه؟!

والأعجب من ذلك:
حين يجعلون "ذنب" مجاهدي غزة أنهم يوالون إيران!
وينسون – بل يتناسون – أنهم أولياءُ الشيطان،
وأنهم والصهاينة في خندقٍ واحد، لا يتفرّقون!


---

والله يا نفسي:
ما أتمناه... أن يكون بيني وبين الحاقدين والشامتين حوار،
فوالله، إنني سأُشفي غليل المُحب لأولئك الصفوة من المجاهدين!

لأني لم أجد في خصومهم إلا:
الغَبي، والمنافق، والمُغيّب، واللاهث خلف المال اللعين!


الساعة الآن 10:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team