![]() |
عِـفَّـة
عِـفَّـة
تكوّمت فوقَ سريرها، كأنّها سربُ حمامٍ أبيضٍ سقط في شِبَاكٍ ضيّق، تنتفضُ غضباً وحزناً، ذاك الرجل الأهوج، اقترب منها وظلّ يحدّق فيها حتى ذابت خجلاً، فانزلقت قدمها وجُرِحَتْ. غداً لن أنظر إليهِ أبداً، سوف أتجاهل نظراته الشهوانية إلى عباءتي السوداء! في اليوم التالي خرجت من مصلّى النساء بعد صلاة العشاء، تبحث عن السيارة بين أكوام من السيارات الفارهة، صادفته في طريقها إلى السيارة، مصادفة كانت سيارته مركونة إلى جانب سيارتها، اقترب منها بهدوء ثمّ لمس جسدها بيده، فاستشاطت غضباً وسخطاً عليه، وركلته بساقها ثم صرخت فيه ووبّخته كثيراً، لم يعر المصلّون اهتماماً لهذا الموقف! ذهبت في اليوم التالي إلى شيخ الحارة تسأله: يا شيخ .. هل يجوز أن أصلّي في بيتي..؟ فأنا أخشى على نفسي من الزنا. فأجابها بالرفض، كيف تترك الصلاة وهي فريضة! خرجت ليلتها إلى صلاة العشاء كعادتها، أوقفت سيارتها، همّت بالخروج منها، لولا أن تداركها فما أن انتبهت حتى كان جالساً بجانبها في السيارة، خافت على نفسها، حاولت الخروج من السيارة أقفل الأبواب وأمسك بها بين ذراعيه. في صباح اليوم التالي، أصدر شيخ الحارة فتوى تسمح للنساء الحسناوات اللاتي يخفن على عفّتهن وشرفهنّ من الوحل أن يقرنَ في بيوتهنّ. من مجموعتي القصصية "نسـاء" القصة الحادية والثلاثون (31). |
رد: عِـفَّـة
الأصل في الدين أن تصلي المرأة في بيتها، وإن كان الذهاب إلى المسجد مباحا لها لقول رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا تَمنعوا نِساءَكم المساجدَ، وبيوتُهنَّ خيرٌ لهنَّ )
قصة تحيك بأسلوب سلس تفاصيل واقع بائس لمجتمع يتمسك بالقشور الخارجية والمظاهر. ولا يتحرك من أجل العفة والكرامة سررت بقراءة نصك الممتع أديبنا المبدع تحياتي وتقديري |
رد: عِـفَّـة
شكرا جزيلا للأستاذ القدير عبد الكريم الزين على قراءته الواثقة والعميقة، مستدلا بأصدق الكلام وبحديث خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ..
نعم نص هادف. في زمن قل فيه الحياء، واختل ميزان التعفف عن الشهوات و البعد عن المحرمات .. تقديري لحرفك ولنظرك أخي الأستاذ المبدع ابراهيم موسى.. محبتي :43: |
رد: عِـفَّـة
اقتباس:
النص يحتمل تأويلاتٍ كثيرة ومتعددة، منها ما تفضّلتَ به للتوّ. قراءة جميلة بريئة أسعدتني.. كل التقدير والإحترام |
رد: عِـفَّـة
مصيبة أمتنا في بعض شيوخ الدين الذين يتلاعبون بالدين
ويصدرون فتاوي حسب مصالحهم الشخصية دون أدنى حياء أو وجل من الله تعالى عافانا الله منهم وأبعدنا عنهم تحية لك ولقلمك:31: |
رد: عِـفَّـة
اقتباس:
ذكرت رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هو قدوتنا في الحياء، فقد كان كالعذراء في خدرها من شدة حيائه، وكالأسد الغضنفر في الحروب عند مواجهة الأعداء. لكننا في هذا الزمان القذر بتنا نسمع ونرى ما لا يطيقه العقل ولا تتقبله الفطرة السليمة، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا النص الذي قد يكون جريئاً بعض الشيء، ولكنه واقعيٌّ جداً. كل الإحترام والمحبة والتقدير لك |
رد: عِـفَّـة
اقتباس:
شيخ الحارة لم يهمه إلا أن يطلق الفتاوي، الإصلاح لا يكون بهذا الشكل، بل بمعاقبة كل من يتعدى على حرمات الله تعالى. حضورك رائع أعتز به دائماً تحياتي واحترامي |
الساعة الآن 06:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.