|
نبيل عودة يروي حكايات هواشية -2
نبيل عودة يروي حكايات هواشية – 3 فيلسوفان هواشان في سويسرا سافر الزوجان الهواشان بقيادة الرجل الفيلسوف محمد أبو هزاع هواش إلى سويسرا لقضاء عطلة في جبال الألب الساحرة. استلموا غرفتهم في الفندق، جلس محمد ابو هزاع هواش كئيباً بعض الشيء، مقارناً بين زوجته والصبايا المتزلجات على الثلج، ولماذا هناك اختلاف صارخ في المضامين والشكل؟ رغم الفجوة المعرفية الفلسفية الكبيرة بين زوجته والصبايا المتزلجات الا انه كان يفضل صبية لا تعرف من عالمها الا اللعب والضحك والعقل المنفعل، عن زوجة فيلسوفة بلا جمال، ولكن صاحبة عقل فعال، تحلّل أعقد قضايا الفكر العالمي للإنسان. قال لنفسه: “رغم التصنيف الواحد، وعلاقة ذلك بالفلسفة، تُرى من هو الغبي الذي قال أن جمال العقل يفضل عن جمال الشكل؟”. كان مستغرقاً في تفكيره حين لعلع فجأة صوت زوجته: – أنظر أنظر زوجي العزيز… أرى غزالاً من النافذة. نظر الزوج إلى حيث تشير زوجته وابتسم بحيرة ورد على زوجته: – يا زوجتي العزيزة، أرى في رؤيتك خطأين فلسفيين كبيرين. الخطأ الأول ما تنظرين إليه عبر هذه النافذة هو بقرة ضخمة، والخطأ الثاني أنت لا تنظرين عبر النافذة، بل تنظرين إلى المرآة في الغرفة. فردّت عليه غاضبة من الإهانة المبطّنة التي طالتها: – كم أشعر بالأسف لأني تزوجتك، كان أفضل لو تزوجت من الشيطان نفسه. فرد محمد ابو هزع هواش على زوجته: – يا عزيزتي، هذا خطأ فلسفي ثالث. يعبر عن ضعف الوعي الاجتماعي، وسيطرة العقل المنفعل، ويقلل من شأن عقلك الفعال. ألا تعرفين عزيزتي أن الزواج بين الأخوة ممنوع؟! nabiloudeh@gmail.com |
الرجل بطبيعته يميل للأنثى الرشيقة و الجميلة كـ حالة مؤقته يروح بها عن نفسه ، أما زوجته و لو كانت من صنف الجميلات الرشيقات ، عندما تنغمس في أعمال المنزل من طبخ و تنظيف و ترتيب فإنها تفقد نصف أنوثتها بعينه ، لكّنه يشعر بالغضب و الحنق الشديدين فيما لو كانت مثل ( جميلات سويسرا ) على اعتبارهن أجمل منها و تركت واجباتها الزوجية لتتفرغ لنفسها و لجمالها و لتمارس طقوس الأنثى الأرستقراطية ، متهما اياها بأنها تُنقص من حقوقه و من واجباتها تجاه بيتها . معادلة كبيرة و صعبة الفك شيفرتها ، مفتاح الحل ضائع بين أروقة تفكير الرجل الشرقي الذي يحمل في جعبته الكثير من التناقضات العجيبة . لا أظن محمد أبو فزاع هواش سيرضى عن نفسه و لا عن زوجه فيما لو كانت من الجميلات المتزلجات ، النقص يملئ جعبته و سريرته و عدم الرضا داء يأكل صاحبه . شكرا لك أستاذ نبيل عودة ، كل التقدير. |
مداخلة جميلة تنحو للفهم العقلاني لكن العلاقة بين الرجل والمرأة غير عقلانية بمفاهيم علم النفس.. كما حاولت ان تشرح مشكورا.
طبعا تصرفات ابو هواش هي كشف "الأنتي" (الضد) لا يستطيع التعبير عن رغبته بمتزلجة (فرفورة) فعبر عن نظرته السلبية بطريقة شرقية فظة.. الهواش هكذا يتصرف حتى لو كتب تعقيبا على مقال.. وهو ما لفت نظري لهذه الشخصية الكاريكاتورية.. فنسختها وحولته الى بطل لعشرات القصص الساخرة.. وكنت كمن يرفع من شانه ويدغدغه .. الجانب الثاني ان الأدب الساخر ليس ميسرا في ثقافتنا العربية الحديثة..منذ الجاحظ وبخلائه لم اقع على كتابة ساخرة تهز القارئ.. هذا ما احاول باصرار ان اخلقه بعد ان وجدت البطل المناسب.. ويبقى الساخر ضد القصة.. ضد السرد.. يحتاج الى تعامل حذر في الحوار وخاصة في اختيار النهاية التفجيرية للسرد.بعض القصص القادمة تكاد تكون اشبه بانتفاضة السكاكين... |
رائع ، فعلا هي علاقة غير عقلانية و فيها الكثير من التناقضات و الجنون احيانا ، لكن الأنثى الشرقية تحب العلاقة العقلانية التي يمسها القليل من الجنون خصوصا اذا كانت متخصصة في الرياضيات مثلي :-) فأنا أكرة التناقضاتت التي تُهين المنطق . اسلوب جميل و الأدب الساخر يستهويني أحيانا .. بإنتظار المزيد أستاذ نبيل . شكرا لك ، من ألق إلى ألق . |
| الساعة الآن 11:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.