![]() |
|
نقاط التماس بين الفكر الشيعى والفكر الإخوانى
نقاط التماس بين الفكر الشيعى والفكر الإخوانى يخطئ الكثير من المحللين فى بعض الأحيان , عندما يهملون المنطلق الفكرى لأى جماعة أو حزب فى أثناء تعرضهم بالتحليل لتصرفات تلك الجماعة أو هذا الحزب .. فبدون أدنى شك , تعتبر معالجة الأساس الفكرى لأى فرد أو جماعة هى الكاشف الرئيسي لأبعاد أى حدث أو سياسة معينة نريد تحليلها , بالإضافة إلى أنها تكون كاشفة أيضا لتوقعات مستقبلية نستطيع استنباطها بسهولة إذا عرفنا على أساس صدر هذا التصرف وفى معالجة تجربة الإخوان المعاصرة , مر البعض مرور الكرام على العلاقة الوطيدة بين الإخوان والشيعة الإثناعشرية فى إيران , وساد الإعتقاد أنها مجرد علاقة سياسية بين تنظيم حركى إسلامى وبين دولة المفترض أنها دولة إسلامية قامت بتنظيم حركى مماثل .. أى أن العلاقة قائمة بين الإخوان كتنظيم .. وبين إيران .. كدولة .. وليست بين الإخوان كفرقة , والشيعة الإثناعشرية , كعقيدة لكن استقراء الواقع بشيئ من الدقة يكشف أبعادا جهنمية لهذه العلاقة سيكون لها خطورتها البالغة بعد استواء الإخوان فى مقعد السلطة , لأن العلاقة ببساطة هى علاقة عقائدية فكرية من الطراز الأول , وأوجه التشابه بين الفرقتين الشيعة والإخوان أقوى مما نتصور , وسنرى هذا الأمر عيانا بالمقارنة التى سنعقدها فى هذه الدراسة .. لنكشف أن حدود العلاقة بين الفرقتين ليست علاقات مصالح سياسية قد تعبث بها أجواء العلاقات الدولية سلبا وإيجابا , بل هى علاقة عقيدة ودين لا يمكن أن تنفصم بسهولة , والأدهى أن التطابق بين الفرقتين يجعلنا ننتظر من الإخوان تصرفات مشابهة لتلك التى انتهجها الخمينى فى إيران عقب تمكنه من السلطة بعد إقصاء كافة خصومه .. وقد لاحظت أن الكثير من الباحثين تحدثوا عن أوجه التشابه بين الإخوان والخوارج فيما يخص تكفير المجتمع وأكثروا من استخدام هذا التشبيه , بينما لا توجد علاقة أصلا بين فكر الخوارج والإخوان , والذى يطالع كتب العقيدة والفرق الأصلية فى التاريخ الإسلامى سيدرك ذلك بسهولة لأن سمات الخوارج لا تتفق وسمات الإخوان إلا فى غائلة التكفير العام , وهى صفة اشتركت فيها كل الفرق التى انشقت عن أهل السنة والجماعة ولم ينفرد بها الخوارج وحدهم , فالشيعة ــ بكافة فرقها عدا الزيدية ــ والمعتزلة والجهمية والمرجئة .. كل هذه الفرق تــُــكفر خصومها وتبنى لها أصولا عقائدية تختلف عن باقي الفرق , وانفرد أهل السنة والجماعة وحدهم بأنهم لا يكــفّرون ما عداهم بل يرمونهم بالبدعة , فحُكم تلك الفرق الشاذة عن السنة , هو حكم المبتدعة لا الكفار , ورغم بدعتهم إلا أنهم داخلون فى عموم المسلمين بنص حديث النبي عليه السلام ( تتفرق أمتى إلى نيف وسبعين فرقة كلها فى النار عدا واحدة .. وهى الجماعة , أو قال ما أنا عليه وأصحابي ) .. ومنذ ذلك الحين الذى انشق فيه الخوارج فى زمن على بن أبي طالب رضي الله عنه , تكوّن لأول مرة مفهوم أهل السنة والجماعة ليميز المسلمين العاديين إلى جوار الفرق البدعية التى أضافت إلى إسم الإسلام أسماء أخرى ابتدعتها كالخوارج والشيعة والجهمية ونحو ذلك , ثم تفرعت الفرق الرئيسية ذاتها إلى عشرات الفرق الفرعية أيضا فانفلقت الشيعة إلى زيدية واثنا عشرية وإسماعيلية وباطنية ونصيرية ونزارية .. وهلم جرا , وانفلقت المعتزلة والخوارج والجهمية والمرجئة لنحو ذلك أيضا وتسموا بأسماء قادتهم عبر التاريخ وانفرد كل فريق بمعتقد دون الآخر وبقي أهل السنة وحدهم بمسماهم الأصلي المسلمون السنة , وكانت إضافتهم للسنة لازمة وضرورية لتفرق بينهم وبين متبعى البدعة , ولهذا فالعلماء عرّفوا أهل السنة بأنهم العامة من المسلمين الذين لا يتسمون بغير مسمى الإسلام والسنة النبوية , ويؤمنون بما جاء فى كتاب الله والسنة من العقيدة كما جاءت نصا , ولا يكفرون ما عداهم من الفرق التى تكونت بعد ذلك وتعدت المئات , وافترقت كلها فى المعتقدات والمذهبيات فهذه الفرق فى معتقدنا فرق مبتدعة ليسوا مخلدين فى النار بل هم من أهل القبلة الذين وعد الله بعدم خلودهم فى النار وفق ما نقله إجماع أهل العلم وبالتالى .. فإن القول بتشابه الخوارج مع فكر الإخوان قول غير دقيق , فلو كان الإخوان كالخوارج ما عانينا منهم كما نعانى ! , لأن هناك صفة رئيسية فى الخوارج يفتقدها الإخوان على طول الخط ألا وهى صفة الصدق, فالخوارج معروفون بأنهم لا يكذبون قط , والكذب عندهم كبيرة مُخرجة من الملة على عادتهم فى تكفير مرتكب الذنوب , ولهذا قــَبل علماء الحديث عند أهل السنة معظم روايات الخوارج للحديث النبوى بسبب هذه الصفة وحدها .. كما أن الخوارج لا يستخدمون التقية مطلقا , بينما أكثر الفرق تمييعا لاستخدام التقية وتحليل الكذب والنفاق هم الشيعة , يليهم الإخوان مباشرة كما رأينا خلال الفترة بعد الثورة , ومن أوجه الإختلاف أيضا بين الخوارج والإخوان , أن الخوارج لا تنكر هويتها أبدا ولا ترى ترك السلاح حتى يتحقق لهم التمكين , بينما الإخوان يلجئون للجحور حتى موعد التمكين عن طريق الظروف المؤهلة لذلك , كما أن الخوارج لا ترى شرعية النظم القائمة ولا تمنح للنظام شرعية بعقد صفقات من أى نوع إلا اتفاقيات الهدنة , ولهذا دخلوا فى حروب طاحنة منذ نشأتهم وعلى امتداد عصرهم مع الإمام علىّ ثم الدولة الأموية فالعباسية .. باعتبار منهجهم منهج انقلابي مسلح أما الإخوان والشيعة فتضمر فى داخلها كفر الأنظمة لكنها لا تعلنها إلا فى حالة القوة كما أنها تدخل فى اللعبة السياسية مع النظام سواء فى العصر القديم أو الحديث وهكذا باختصار نرى أن الأساس الفكرى للخوارج يختلف جذريا عن معتقدات الإخوان التى تطابق معتقدات أشهر فرقتين فى الشيعة , وهما الشيعة الإثناعشرية , والشيعة الإسماعيلية .. ولنبدأ القصة من أولها .. |
أولا : الإخوان فرقة وليست جماعة .. لعل أخطر ما في فكر الإخوان , وغائب تماما عن شبابهم والمهووسين بهم , أنهم لا يدركون أن حكم الإخوان فى الشريعة الإسلامية أنها فرقة مبتدعة .. قولا واحدا , وليس فى هذا الحكم أدنى شك . وأحيل القارئ الكريم إلى علماء العقيدة والفرق ليتوجه إليهم بالسؤال عن حقيقة هذا القول , ويحمل إليه أدلته ثم يُحكّم رأيه وضميره .. فالإخوان منذ نشأتها على يد حسن البنا وهى فرقة تخالف معتقد أهل السنة والجماعة فى مبدأ تشكيلها أصلا , ولكى يتفهم القارئ الموضوع بشيئ من التبسيط .. نقول .. أن الإسلام يتكون من عنصرين عقيدة , وشريعة .. أما العقيدة : فهى أركان الإيمان والأصول , تلك المبادئ التى يجب أن يعتقدها كل مسلم ولا يشذ فيها بقول قط , بل تكون أدلتها حكرا وتوقيفا على القرآن والسنة , فلا يوجد فى أمور العقيدة شيئ اسمه الإجتهاد أو الفكر أو التعديل نظرا لأن طبيعة العقيدة ذاتها لا تسمح بذلك .. لأنها فى مجملها أمور غيبية لا يدركها العقل ولا يمكن له استيعابها لهذا كان الحل هو الإيمان بها كما وردت دون تأويل أو تكييف أو تعطيل كشهادة التوحيد والإيمان بالقدر والبعث والحساب والإيمان والملائكة والجنة والنار والإيمان بأسماء الله وصفاته كما وردت حصرا بالقرآن والسنة والإيمان بفرضية الأصول كأركان الإسلام الخمسة .. أما الشريعة : فهى محتوى العبادات التى تتفرع عن الأصول وهى ذلك المجال المتاح لعلم الفقه , حيث يكون الإجتهاد فيها مسموحا ولا غبار عليه .. وبالتالى .. عرف الإسلام نوعين من المسلمين .. النوع الأول : وهى السواد الأعظم من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة وهم أولئك الذين اتفقوا فى أمور العقيدة اتفاقا تاما , واختلفوا فقط فى أمور الإجتهاد , فنجم عن هذا التنوع المذاهب الإسلامية المعروفة وهى أربعة وسبعين مذهبا فقهيا وليست أربعة أو خمسة كما هو سائد , أشهرها المذاهب الأربعة المشهورة والمذهب الظاهرى , والنوع الثانى : وهم الفرق ولفظ الفرقة لا نطلقه إلا على جماعة من المسلمين اختلفت مع أهل السنة فى المعتقد وليس فى الفقه وأمور الإختلاف السائغ فأى إنسان أو جماعة تتخذ لنفسها فقها خاصا , يكون مسماها فى الإسلام المذهب .. أما إن اتخذت نفسها معتقدات خاصة واجتهادات خاصة بها وتأويلات لآيات العقيدة مخالفة للإجماع فهى هنا فرقة وليست مذهبا .. ولهذا فمن يطلق على الشيعة الإثناعشرية مثلا مسمى الجعفرية أو أصحاب المذهب الجعفري مخطئ تماما فى ذلك , لأن الشيعة الإثناعشرية فرقة وليست مذهبا , فرقة لها أصول معتقدات تخالف تماما معتقدات أهل السنة وأول هذه المعتقدات هى الإمامة , فالإمامة عند الشيعة تعنى إماما معصوما يمثل رجل الدين الوريث له بعد النبي عليه الصلاة والسلام ــ ولا وجود لرجال الدين عند أهل السنة بل علماء الدين فقط ـــ والإمام عند الشيعة يملك نسخ وتعديل الشريعة ولهم وحدهم الحق فى الحكم دينا ودنيا , وهم يؤمنون باثنى عشر إماما زعموا أنهم ورثة النبي عليه السلام فى العلم والرسالة وأنهم يوحى إليهم وأنهم معصومون يبدءون بعلى بن أبي طالب رضي الله عنه , وينتهون بالمهدى المنتظر .. ومنهم ـــ كما يعتقدون ــ جعفر الصادق وهو برئ من معتقدهم هذا الطبع لأن جعفر الصادق إمام من أئمة السنة ومذهبه الفقهى مذهب سنى بالأساس متفق مع معتقدات أهل والجماعة وكل ما رواه الشيعة فى كتبهم عن جعفر الصادق هو مكذوب مفترى عليه لأنهم لا يملكون أسانيد صحيحة ولا حتى ضعيفة توصلهم إلى جعفر الصادق إلا عن طريق الكذابين المشهورين فى الشيعة وأشهرهم جابر الجعفي وشيطان الطاق وبريد بن معاوية وزرارة بن أعين وغيرهم من رواة أهل الكوفة الذين كانوا يروون عن الصادق تلك الأكاذيب بينما الصادق فى المدينة لا يدرى عنها شيئا ( والحديث عن معتقداتهم يطول ويمكن للقارئ الرجوع إلى الكتب الأصلية مثل مقالات الإسلاميين للأشعري أو الفصل فى الملل لابن حزم أو الفـَــرق بين الفِرق للبغدادى , أو مراجعة كتب المعاصرين مثل كتاب أصول الفرقة الإثناعشرية للدكتور ناصر القفاري وكتاب أسطورة المذهب الجعفري للدكتور طه الدليمى أو كتاب شرح تلبيس إبليس لابن الجوزى وهو لكاتب هذه السطور ) وظلت الشيعة كذلك حتى جاء الخمينى فأضاف إلى العقيدة الشيعية ــ وليس الفقه الشيعى ! ــ أضاف إليها نوعا جديدا من الإمامة هو منصب ( نائب الإمام الغائب ) , فمنذ غاب الإمام الثانى عشر ــ فى زعمهم ــ ظلت الشيعة بلا قائد إلا السفراء الأربعة الذين زعموا أنهم ينقلون عن الإمام الغائب المختفي بمكان سري مجهول , وكان هؤلاء النصابون الأربعة يجمعون من الناس ضريبة تسمى خمس الإمام وظلت الشيعة قرابة سبعين عاما بهذا المعتقد فى القرن الثالث الهجرى حتى مات آخر السفراء الأربعة , فأعلنوا انتهاء فترة الغيبة الصغرى ( وهى الفترة التى كان الإمام الغائب يتصل بها بشيعته عن طريق السفراء ) , وتم إعلان الغيبة الكبري , وهى فى معتقدهم غيبة مصمته تامة مستمرة منذ وفاة آخر السفراء فى القرن الهجرى الثالث وحتى يومنا هذا !! , وظلت الضريبة المفروضة باسم خمس الإمام يؤديها عامة الشيعة لمراجعهم الكبار بواقع خمس أموالهم كل عام وستدوم الغيبة الكبري حتى آخر الزمان عندما يحين موعد ظهور المهدى والذى سيأتى لنصرة الشيعة الإثناعشرية وحدهم ويقودهم لقتال كافة المسلمين الخارجين عليهم ثم يهدم الحرمين الشريفين ويُخرج أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فيصلبهما على جذع شجرة جزاء لهما على سلبهما للخلافة من على بن أبي طالب ــ ونعوذ بالله من هذا المعتقد الخبيث ــ وهناك ملحوظة هامة للغاية فى هذا الشأن , وهى أن مفهوم التشيع بمعنى التشيع للإمام على بن أبي طالب فى مواجهة الخوارج , هذا مفهوم انتهى من التاريخ بمجرد تأسيس التشيع الفارسي الذى ابتكر عقيدة الإمامة والقول بتكفير الصحابة وارتدادهم وتكفير ولعن أمهات المؤمنين التى عليها مدار فرق التشيع ولا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد .. والفارق بين التشيع العربي الذى عرفناه فى التاريخ وبين التشيع الفارسي المتوارث حتى اليوم كالفارق بين السماء والأرض حيث أن التشيع العربي مفهوم سياسي لا عقائدى حيث ينتمى أصحابه إلى الإسلام والسنة بلا أى مشكلات ولا يقولون إطلاقا بتكفير الصحابة والمسلمين بل يقولون بإمامة الشيخين أبي بكر وعمر وغاية ما عندهم أنهم يرون الإمام علىّ رضي الله عنه أحق بالخلافة , وقد خصص المفكر الشيعى الشهير د. على شريعتى ــ تم اغتياله من الشيعة ــ لهذا الفارق كتابا شهيرا بعنوان ( التشيع العربي والتشيع الصفوى ) فى إشارة لتأثير الدولة الصفوية التى شيعت إيران وحولتها لمنبت للشيعة الإثناعشرية غاية القول .. ظل الشيعة على هذا المعتقد حتى جاء الخمينى بثورته فى عام 1977 , وصاغ العقيدة الجديدة التى مؤداها أن الفقيه الشيعى الذى يصل لدرجة المرجعية ــ وهى أعلى درجة علمية عندهم ــ يكون نائبا للإمام الغائب وليس مجرد سفير له أو محصل أموال لصالح المهدى , بل يكون وكيلا تاما للمهدى , ثم أعطى الخمينى منصب المرجعية مسمى جديدا وهو لفظ ( المرشد ) وكان الخمينى نفسه هو أول المرشدين وأصبحت له صلاحيات مطلقة فى الدولة حيث يكون بيده الأمر كله , أما رئيس الدولة والحكومة فهؤلاء مجرد سكرتارية تابعة له ( ولمن أراد التفصيل فى التعديلات التى قررها الخمينى يراجع كتابنا " الخمينى ــ كبيرهم الذى علمهم السحر " وهو متوافر بالإنترنت ) وهذه المعتقدات مخالفة تماما لمعتقد أهل السنة الذى يحصر العصمة فى الأنبياء وحدهم , ونعتقد أن الشريعة خـُـتمت بموت النبي عليه السلام حيث لا توجد عصمة ولا نبوة ولا إمامة مطلقة بعده , وأن من يأتى بعده هو ولى أمر المسلمين فى أمور الدنيا لا فى أمور الدين وهو قائم على تنفيذ أحكام الشريعة وفق القوانين التى تنظم ذلك من الشريعة ذاتها , كما أنه من أصول اعتقاد أهل السنة أن لفظ الجماعة ولفظ أهل السنة يشمل المسلمين جميعا , واختيار الحاكم يكون بالتوافق بين أهل الرأى أو حتى بالتغلب فى زمن الفتنة , ومن أصول أهل السنة والجماعة كذلك نبذ التفرق وتجريم الشذوذ عن الجماعة بحكم أو بجماعة مناوئة مسلحة تنازع الحاكم الشرعي فلا يعترف الإسلام بالخروج المسلح على الحاكم ولو كان ظالما بل تتم مناهضته بالأسلوب السلمى ــ الأمر بالمعروف وإنكار المنكر ومدافعة الظلم ــ أما رفع السلاح فلا يكون إلا فى حالة الكفر البواح أو منع الصلاة وعليه .. فى ضوء هذه التعريفات العلمية نريد أن نعالج موقف جماعة الإخوان لنفهم ماهيتها بالضبط فى ميزان الشرع والعقل .. فهل هى مذهب فقهى ؟! الجواب لا بالقطع , لأنها تنظيم حركى ليس له علاقة بالفقه ولا بالمذاهب , ومؤسسها حسن البنا نفسه ليس من أهل الفقه وليس موصوفا حتى بعلم الفقه بل كان مُدرسا إلزاميا , وخريجا لدار العلوم ولم يحصل فى حياته أو يقدم فيها ما يدل على أنه درس أو تمحص أو زاد من معارفه فى هذا الشأن .. كذلك القطب الإخوانى سيد قطب فهو مفكر وأديب وأفكاره وكتاباته فى مجال الشريعة يصنفها الباحثون والدارسون على أنها تحتوى طوام عقائدية مخالفة لأبسط مبادئ الشريعة الإسلامية .. فهل هى جماعة سياسية مثلا .. الواقع يقول أنها جماعة تنتهج السياسة , لكنها اتخذت لنفسها طابعا تشريعيا ينتمى للإسلام , وأدبيات الإخوان تقر أن منهج الإخوان هو منهج الإسلام بنص كلام البنا ! وبنظرة بسيطة إلى مبادئ جماعة الإخوان التى أسسها حسن البنا سنكتشف بسهولة أن الإخوان فرقة شاذة عن أهل السنة والجماعة , بل إنها ــ وللكارثة ــ تعتبر نفسها الجديرة بوصف أهل السنة والجماعة وجماعة المسلمين ــ وما عداها هم الكفار المارقون أو المبتدعة فى أقل توصيف .. ودعونا نتأمل أقوال البنا فى مذكراته وهو يشرح كيف تصرف مع الخارجين عليه من جماعة الإخوان , ولننظر إلى طبيعة الإستشهادات التى أوردها البنا لتوصيف موقف مخالفيه فى الجماعة حيث استخدم حسن البنا الأحاديث النبوية التى أوردها النبي عليه الصلاة والسلام وأوصت بقتل الخارج عن الجماعة وأخذه بالشدة والعنف , فقال نصا عن المنشق عليه : ( زين له الشيطان أن فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وإنما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم إيمانهم وكان الإسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من أتاكم وأمركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) وكما نلاحظ أنه أخذ هذه الأحاديث وأنزلها على مخالفيه من جماعة الإخوان نفسها باعتباره هو الإمام الشرعي ومخالفوه هم الخوارج , هذا فضلا على أن مرشدى الإخوان من بعده انتهجوا نفس النهج فكانوا يصمون المنشقين عنهم بألقاب الخوارج وفق شهادات الشيخ الغزالى رحمه الله وشهادات المنشقين من أمثال سامح عيد وثروت الخرباوى وغيرهم كثير .. ومن الأقوال التى استوقفتنى فى شهادة سامح عيد قوله عن الجماعة أنهم يكثرون من استخدام حديث ( من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .. ) !! هذا بخلاف الطامة الأكبر ألا وهى مبدأ البيعة فى المنشط والمكره , وهذه البيعة لا تكون جائزة فى الإسلام إلا لولى أمر البلاد سواء كانت خلافة أو قطرا مستقلا .. وهنا نضع ألف خط تحت هذا الكلام بالغ الخطورة , فمعنى هذا ببساطة أن حسن البنا انفرد بجماعته باعتبار أنها جماعة المسلمين ــ المعنية فى أحاديث النبي عليه السلام ــ وأنه يجوز فيها تطبيق أحكام هذه الأحاديث باعتبار الخارجين عليها خارجين على الجماعة وولى الأمر الشرعي , واحتفظ لنفسه بالولاية الشرعية كولى لأمر المسلمين يملك تطبيق أحكام هذه الأحاديث كما لو أنه يحكم جماعة المسلمين فى بلاد كافرة ليس لها ولى أمر ولا ولاية !! وعليه .. ننتظر من الإخوان أن يجيبوا عن هذه الأسئلة لأنفسهم وليس لنا .. من أين اعتبر حسن البنا نفسه وجماعته هم أهل السنة والجماعة دون سائر المسلمين , ومن أى دليل شرعى اجتلب هذا المعتقد ؟! من الذى منح حسن البنا حق ولاية الأمر الشرعية على مجموعة من المسلمين واستخدام حق ولى الأمر فى الرقاب والأموال ؟! من أين أتى البنا بمشروعية ازدواج الولاء حيث يقسم أفراد جماعته له على الطاعة التامة فى وجود ولاية شرعية وحاكم للقطر الذي يقيمون فيه ؟ من أين أتى البنا بمشروعية الإشتراكات التى تفرضها الجماعة فرضا على أعضائها بمقدار معين وتحت أى بند يمكن توصيف هذه الأموال بينما حدد الإسلام مصارف المال فى الزكاة والعاملين عليها والخراج لولى الأمر فقط وحارب المكوس بكل أنواعها من أين أتى البنا بمشروعية تشكيل ميلشيات مسلحة تأتمر بأمره استخدمها لإباحة دماء خصومه من المسلمين بل واعتبر أن قتل الخازندار كان قتلا خطأ أدت الحكومة عنه الدية فيه , والمشكلة أن الإخوان يفاخرون بذلك على اعتبار أن البنا ندم على قتل الخازندار دون أن يبرروا لنا من الأصل من منح البنا حق إباحة دم الخازندار وغيره وحق تطبيق العفو أو الدية وتشريع الإغتيال ذاته , بينما نفي النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان عن الفاتك أو مرتكب قتل الغيلة فى قوله ( الإسلام قـيّد الفتك , فلا يفتك مؤمن ) فحتى فى حالة ولى الأمر الشرعي للمسلمين لا يجوز له قتل الخارج عليه بالسلاح إلا فى غمار حرب ضد الدولة ونظام الحكم , أو بحكم القضاء الشرعي وحده وبالتالى .. فنحن أمام فرقة من الفرق وليس مجرد حزب أو جماعة سياسية , وحكمها فى الإسلام حكم الفرق المبتدعة خاصة إذا نظرنا للإختلاف العقائدى الذى يختص به الإخوان عن سائر المخالفين لهم من عامة المسلمين , يؤيد هذا الكلام فوق الأدلة السابقة الفتوى الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية فى 17 / 2 / 2009م , فى جواب على سؤال حكم الإنتماء للجماعات الإسلامية المختلفة الموجودة على الساحة ومنها جماعة الإخوان , فأوردت الفتوى المفاهيم السابقة التى نوهنا عنها ثم قالت بالنص : ( فهذه التجمعات طالما كانت ملتزمة بـما عليه أهل السنة والجماعة، ولم تخرج على ما هم عليه، ولم تدعُ إلى مبايعة قوادها والخروج على جماعة المسلمين، فالعمل معهم أمر لا بأس به؛ لأن الأعمال الجماعية لها أثر إيجابي في هذه المجالات من الأعمال الفردية. وأخيرًا نقول: قد تبين لنا مما سبق ذكره أن الشرع الشريف أمرنا بلزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عليها، حتى لو كانت النية صالحة؛ لأن هذا يؤدي إلى الفرقة والتشرذم بين المسلمين، أما التجمعات التي تحدث داخل جماعة المسلمين ويقصد بـها نفع المجتمع مثل جمع الزكاة والأضاحي وكفالة اليتامى وأمور الخير والبر، فلا بأس به؛ لأنه ليس فيه خروج عن جماعة المسلمين. أما غير ذلك من جماعات -لها برامجها السياسية والعسكرية المخالفة للأمة والتي تبايع إمامها حتى على قتال إخوانـهم المسلمين إن صدرت لهم الأوامر بذلك- فلا يجوز الانتماء إليها، سواء انتهجت نـهجًا سياسيًّا وعسكريًّا، أو سياسيًّا قابلا للتطوير العسكري ) وعليه .. فالإنتماء إلى تجمعات خيرية تهدف للخير فى الإطار العام لجماعة المسلمين أمر لا غبار عليه , أما الإنتماء إلى جماعة تختط لنفسها خطا معينا ويُبايَع قادتها على السمع والطاعة فى المسارات السياسية والعسكرية بالمناهضة لأى نظام حكم قائم , فهذا هو التفرق المذموم والبدعة المطلقة التى حذر منها النبي عليبه الصلاة والسلام مرارا فى أكثر من عشرين نصا وجدير بالذكر .. أن الإخوان المسلمين ومن شاكلهم فى أمثال هذه التنظيمات احتجوا فى مشروعية إقامة هذه الجماعات بنظام البيعة والطاعة بأمر سقوط الخلافة , وأنه بسقوط الخلافة الجامعة لأمر المسلمين تحت مظلة حكم واحد , سقط مفهوم الجماعة الوارد فى السنة النبوية , وعليه فهناك جواز لتكوين جماعات مستقلة تسعى لإحياء الجماعة الكبري للمسلمين .. ولا شك أن هذا الإحتجاج باطل شكلا وموضوعا .. فمفهوم الجماعة لا يسقط عن المسلمين إلى قيام الساعة فالسنة النبوية أبرزت فى وضوح معنى جماعة المسلمين فى حالة اتحادهم , كما أنها حددت طرق التصرف والبيعة فى حالة تشرذم جماعة المسلمين وانهيار وحدتهم وذلك فى نص صريح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( يد الله مع الجماعة , فعليكم بالسواد الأعظم فإن من شذ .. شذ فى النار ) وتكررت الإشارة من النبي عليه الصلاة والسلام مرارا إلى اتباع أمر السواد الأعظم من الناس , كما أن علماء المسلمين حددوا أن مفهوم الجماعة فى حال سقوط الوحدة بين المسلمين إنما يتحقق بالسواد الأعظم من المسلمين فى أرجاء العالم الذين يتفقون على القرآن والسنة الصحيحة كمصدرين للتشريع .. وفى هذا يحدد الإمام الشافعى مفهوم الجماعة فى كتاب ( الرسالة ) فيقول : ( قال : فما معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم جماعتهم ؟ قلت: لا معنى له إلا واحد قال: فكيف لا يحتمل إلا واحدًا ؟ قلت: إذا كانت جماعتهم متفرقة في البلدان فلا يقدر أحد أن يلزم جماعة وأبدان قوم متفرقين، وقد وجدت الأبدان تكون مجتمعة من المسلمين والكافرين والأتقياء والفجار، فلم يكن في لزوم الأبدان معنى؛ لأنه لا يمكن، ولأن اجتماع الأبدان لا يصنع شيئًا، فلم يكن للزوم جماعتهم معنًى إلا عليهم جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما، ومن قال بـما تقول به جماعة المسلمين -أهل السنة والجماعة- فقد لزم جماعتهم، ومن خالف ما تقول به جماعة المسلمين فقد خالف جماعتهم التي أمر بلزومها ) وهذا بلا شك حكم قطعى واضح بفساد أمر التجمعات الخاصة التى تدعى لنفسها مشروعية الجماعة دون أدنى مبرر شرعى , هذا فضلا على أن القياس الفاسد الذى اتبعته جماعة الإخوان فى قولها أنها تسعى لإحياء مفهوم الجماعة والخلافة , فلو أنها كانت كذلك بالفعل لما جاز لها أن تطبق النصوص الشرعية التى تحمى الجماعة وتمارس تطبيق هذه النصوص قبل أن تنجح فعليا فى إرساء الوحدة الإسلامية التى يتاجرون بها والتى تتيح لها عندئذ معاقبة الخارجين عليها .. بل إنها مضت مباشرة منذ بدايتها الأولى أيام حسن البنا وهم بضعة أفراد إلى تطبيق حد الخروج عن الحاكم والفتك بالمعارضين وأعداء الجماعة تحت زعم أنهم محاربون لجماعة المسلمين , ولا شك أنها هذه المعتقدات هى معتقدات مسمومة لا علاقة بصحيح السنة , وهذا الإختصاص العقدى هو ذاته الذى توفر فى النقاط التى جمعت بينهم وبين الفكر الشيعى على نحو ما سنرى تفصيلا .. فى عدة مجالات تجمع بين الفرقتين وتتطابق فيها أقوال الشيعة فى مراجعهم مع أقوال وأدبيات الإخوان , ومنها فلسفة التكفير والإغتيال , فلسفة التقية واتخاذها عقيدة , فلسفة الإمامة والطاعة المطلقة للإمام , الموقف من الغرب .. يتبع .. |
يروى الكشي فى كتابه سالف الذكر رواية عن أحد الروافض يفتخر أمام إمامه بما فعله فيقول : ( منهم من كنت أصعد سطح منزله بسلم فأقتله , ومنهم من دعوته بالليل على بابه حتى إذا خرج قتلته) وذكر أنه قتل بهذه الطريقة وأمثالها ثلاثة عشر مسلما , ويفتخر بذلك ! ليس هذا فقط , بل إن المهدى المنتظر الغائب عندهم سيُخرج أبو بكر وعمر فيصلبهما على شجرة , ويقيم عائشة رضي الله عنها من قبرها ويجلدها الحد وهم يعنون بذلك حد الزنا والعياذ بالله بالإضافة إلى أنه سيحكم بشريعة آل داوود أى اليهودية ويهدم المسجدين النبوى والحرم حتى الأنقاض ! واختصاصه بذبح العرب سينال حتى الرضع, يروى المجلسي فى بحار الأنوار عن المهدى المنتظر فيقول : ( القائم وهو الذى يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والكافرين فيخرج اللات والعزى ( أى أبو بكر وعمر ) طريين فيحرقهما ) وفى رواية أخرى فى نفس الكتاب : (هل تدرى أول ما يبدأ به القائم .. أول ما يبدأ به يخرج هذين ـــ يعنى أبا بكر وعمر ـــ فيخرجهما طريين غضين فيحرقهما ويذريهما فى الريح ويكسر المسجد ــ يعنى المسجد الحرام ــ ) وعن قتل أهل السنة جماعات وزرافات وردت الكثير من الروايات مثل : ( ما لمن خالفنا فى دولتنا نصيب إن الله أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا ) ويقول آية الله الصدر مرجعهم المعاصر عن تلك الروايات فى كتابه ) تاريخ ما بعد الظهور : ( وظاهر هذه الروايات أن القتل سيكون مختصا بالمسلمين ) وفى كتاب الغيبة للنعمانى ينقل رواية عن القائم أنه يقتل ولا يسمع من أحد توبة !! هكذا صراحة وبلا مواربة , يروون فى كتبهم المعاصرة والسالفة عن نيتهم تجاه المسلمين السنة ومخالفيهم , وهو ما مارسوه بالفعل أيضا بمنتهى الوضوح , ولكن لأنهم محترفون فى التقية والكذب فقد اغتر العديد من الكُتاب والمفكرين بهذا الأسلوب ونادوا بالتقارب معهم مستغلين كل فنون الخداع ومسوح الرهبان .. هذا بخلاف عمليات المحاكمات الهزلية التى طالت كل النشطاء والسياسيين ورجال الدين من السنة والذين كانوا شركاء الثورة مع الخمينى فى الأصل , وهو نفس المصير الذى ينتظر النشطاء فى مصر على يد الإخوان بعد التمكن الكامل , فهم هنا اعتمدوا المنهج الشيعى فى الصبر على مشاهير المفكرين والعلماء والسياسيين حتى يتمكنوا من السيطرة على القضاء والشرطة وهو ما فعله الخمينى وضمت قائمة الإعتقالات وأحكام الإعدام قائمة طويلة أشهرها : - الشيخ العلامة أحمد مفتي زادة ( من محافظة كردستان) وذلك لجريمة مطالبته حقوق أهل السنة وجمع شملهم، وتوفى رحمه الله تعالى بعد التنكيل والتعذيب وذلك بعد عشر سنوات قضاها دخل السجن . - الشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لكون المذكور أنهى دراسته من الابتدائي إلى مرحلة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة باسم أنه وهابي ينشر فكرة الوهابية،ولما لوحظ من قبله نشاط في الدعوة وبيان عقيدة الصحيحة السنية،وكان في أشد السجن والتعذيب حكموا عليه حبس (15 عشر) سنة . - الشيخ محي الدين من عاصمة خراسان: حيث اعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى محكمة أو يوجه إليه تهمة إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة واتهمته الدولة بالوهابية يريد الفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في السجون الخميني نفوه إلى محافظة اصفهان لسبع سنوات، والآن منفي في بلوشستان . - والأستاذ إبراهيم صفي زاده خريج جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض قبل ثلاث سنوات اتهموه بأنه وهابي وضربوه سبعين جلدة في وسط السوق، وأدخلوه في السجن، وحكموا عليه سبع سنوات في السجن، وقد أطلق سراحه أخيرا بعد التعهد على أن لا يتكلم عن الدين . - الشيخ نـظر مـحمد البلوشي وهو كان عضوا في البرلمان ومندوبا لإحدى مناطق بلوشسان الإيرانية وكان الشيخ سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني، وأخذ منه اعترافا زورا وجبرا بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل يعمل لهم في إيران رغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة معروف لدى الناس،وقد هاجر الشيخ أخيرا إلى باكستان فارا بدينه . - الشيخ المجـاهد دوست مـحـمد البلوشي الذى يبلغ من عمره أكثر من ثمانيـن سنة، قبض عليه لدفـاعه عن صحـابـة رسول اللّه (ص) في رسائل عدة وبعد أن قضى سنتين في أشد التـعذيب في سـجون الخـميني نفوه إلى محـافظة اصفهـان ، و بعد سنة أطلقـوه، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع الخروج من البلد إلا بإذن خاص . - والشيخ السيد عبد الباعث القتالي إمام وخطيب في بندر خـمير في السّاحل حـد كثر من ثلاث سنوات لأنه أعلن به رؤية هلال عيـد الفطر بدون إذن الحكومة واتـهم بـأنه عـميل للوهابيين ومتابعهم فى الفطر. - الشـيخ المجـاهد مـولوي إبراهيم دامني من علمـاء بلوشستان سجِن لأكثر من ثلاث مرات وفي المرة الأخيرة أعطوه سـجن خمس عشـرة سنة لأنه تجرأ أن يجيب على وسـاوس وتهم كتاب ( ثم اهتديت) للتيجاني الشيعي ولم يزل مسجونا في مشهد أى أنه كل جريمته أنه حاول الرد على شبهات المتشيع التيجانى والدفاع عن الإسلام الصحيح - الشيخ عبد المجيد من مدرسي المعهد الديني في زاهدان بدون أي جريمة . - الشيخ محمد قاسم من مدرسي المعد الديني في زهادان بدون أي جريمة . - الشيخ أحمد ناروئي من مدرسي المعهد الديني في زاهدان بدون أي جريمة . ومولانا عبد الله قهستاني ، ومولانا عبد الغني شيخ جامي ومولانا سيد أحمد الحسيني ومولانا عبد الباقي شيراني ومولانا جوانشير داودي ومولانا غلام سرور بريزي ومولانا سيد محمد موسوي ومولانا نور الدين نيك كردار ومولانا عبد اللطيف وآخرين من مناطق مختلفة لا نعرف أسماءهم ،وقد أطلق عن بعض وبقى الأكثر في السجن بدون أي جريمة إلا أنهم يريدون التمسك بعقيدتهم الصحيحة والتجنب عن الخرافات والبدعات التي تريدها الآيات أن تنشرها ولم تقتصر وجوه الإضطهاد التي مارسها الخمينى ونظامه ضد السنة على الإغتيال والاعتقال فقط بل انجرفت أيضا إلى تقديم مئات الناشطين من أبناء السنة وعلمائها إلى المحاكمة الهزلية التي تمثلت في محاكم القضاء الشيعي برعاية الخمينى , وكانت الأحكام لا تصدر إلا بالإعدام وفى فترة قياسية , والقضاة الذين كانوا يحكمون بذلك كانوا يجدون شيئا من المتعة عبرت عنه تصريحاتهم الشامتة والحاقدة تجاه هؤلاء الأبرياء ( وكل هذه الأسماء تم ذكرها فى تقارير المركز الإسلامى بباكستان ) وقد نقلت مجلة باري ماتش الفرنسية تصريحات آية الله صادق خلخانى رئيس المحاكم الإسلامية الشيعية في إيران أن كثيرا ممن حكم عليهم خلخانى بالإعدام من أول جلسة جيئ بهم وهم جرحى محمولون على النقالات ! وحكم في إحدى جلساته بالإعدام على أربعمائة شخص دفعة واحدة ونقلت الصحف تصريحا له بعد الحكم على شابور بختيار أحد المعارضين بالإعدام أنه قال ( لو أتيحت الفرصة لى فسأخنق شابور بيدى الإثنتين ! ) ورغم استمرار تلك السياسة الوحشية حتى اليوم وقيام المركز الإسلامى للبلوش من باكستان وغيره من أنحاء العالم بإصدار التقارير الموثقة التي تفاعلت معها بعض منظمات المجتمع المدنى في العالم , إلا أن العالم الإسلامى في حالة صمت وسكون وغفلة متعمدة عما يجرى لأهل السنة أشقاء العقيدة وليت الأمر اقتصر على السكوت بل لا زال دعاة التقريب والتشيع من العلماء والدعاة مفتقدى حمرة الخجل تعلو أصواتهم بتأييد إيران والدعوة للتقارب معها !! وهذا الذى شرحناه سابقا عن الشيعة الإثناعشرية هو ذاته نفس المعتقد الإخوانى مع اختلاف أشخاص الأئمة .. فمن ناحية تكفير كافة المخالفين بلا تمييز , فهذا ثابت من نصوصهم المفضوحة من خلال كتبهم ومراجعهم المعتمدة التى يقصرون تبادلها على أجيال الإخوان فى حلقات دروسهم الخاصة , ولولا المنشقون من الإخوان لما عرفنا شيئا عن حقيقة معتقدهم من أنهم جماعة المسلمين الحقيقية وليسوا مجرد جماعة من المسلمين .. وهذه الأفكار المسمومة كانت الدافع الرئيسي والحقيقي أن كبار الأئمة الذين التحقوا بالإخوان فى مرحلة ما من حياتهم , هرعوا خارجها على الفور عقب اكتشاف هذه المهازل , وأصدق مثالين هما الإمام الشعراوى والإمام الغزالى رحمهما الله , بخلاف الحرب التى شنها عليهم كبار المفكرين وعلماء الأزهر أيضا مثل عباس العقاد وأحمد كمال أبو المجد وشيخ الأزهر السابق الشيخ حسن مأمون والشيخ محمد المدنى والشيخ عبد اللطيف السبكى والشيخ عبد الله المشد .. وهذه الأسماء بالغة الثقل والتأثير من المستحيل أن تجتمع على كلمة واحدة فى هذا الشأن ما لم يكن قد رأوا بأعينهم أبعاد هذا الفكر .. هذا بخلاف الخفايا وكشف المستور الذى قاده المنشقون عن الجماعة من أيام حسن البنا نفسه , فقد انشق أحمد السكري ــ شريكه فى تأسيس الجماعة ــ وأعلن فى خلفيات انشقاقه أن ما رآه من فكر حسن البنا كان يختلف تماما عما اتفقوا عليه فى شأن الدعوة , واستمر مسلسل الإنشقاقات يتوالى عبر العصور حتى بلغ ذروته فى العصر الحالى عقب تمكن الإخوان وانكشاف عريهم بالعمل العلنى فجاء الخرباوى ومختار نوح وهيثم أبو خليل وعبد الستار الميلجى ومحمد حبيب وسامح عيد والهلباوى , بالعجائب المثيرة عن مجتمع الإخوان المغلق .. ومن الطرائف حقيقة , أن موقف الإخوان من الأئمة الكبار أمثال الشعراوى والغزالى ومن فى مكانتهما لم يكن مختلفا عن نظرتهم لبقية المسلمين , فوفقا لشهادة سامح عيد فإنهم اعتبروا هؤلاء العلماء الكبار من المتفلتين من الجماعة , والذين ينطبق عليهم وصف ( السائبة ) أو وصف القاصية من الغنم !! فإذا كانت هذه هى نظرتهم لأمثال الشعراوى والغزالى فلك أن تتخيل ــ عزيزى القارئ ــ موقفهم من المخالفين والمحاربين لأفكارهم والمنشقين عنهم !! والأدلة على التكفير عند الإخوان أكثر من أن تحصي ونكتفي منها بالآتى : * قول حسن البنا فى مذكراته عن الشيخ الإخوانى المنشق عليه , وهنا لا يعنينا قول البنا بقدر ما يعنينا استشهادات البنا من القرآن والسنة والتى أنزلها لمعالجة موقفه من المنشق حيث اعتبر ــ بوضوح ــ أن الإخوان هم جماعة المسلمين وأن الإنشقاق عنهم هو انشقاق عن جماعة المسلمين يستحق الضرب بالسيف تجاه أى كائن من كان .. وهذا نص كلامه : يقول البنا عن الشيخ الأزهرى المنشق عليه : ( زين له الشيطان ان فى ذلك مصلحة الدعوة وانه يتشدد لا لنفسه وإنما للدعوة وكان هذا هو المنفذ الذى ينفذ منه الشيطان للمؤمنين ليفسد عليهم إيمانهم وكان الإسلام حكيما فى وصيته بأخذ هؤلاء الخوارج على رأى الجماعة بمنتهى الحزم من أتاكم وأمركم جميعا يريد ان يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) ويقول البنا أيضا فى كتابه ( دعوتنا ) : ( نحن ندعو الناس إلى مبدأ والفرق بيننا وبين قومنا بعد اتفاقنا فى هذا المبدأ أنهم عندهم إيمان مخدر فى نفوسهم لا ينزلون على حكمه ولا يعملون بمقتضاه على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل يقظ قوى فى نفوس الإخوان ) ويقول ايضا فى نفس الكتاب أن الإخوان المسلمين يرون الناس إلى قسمين .. قسم معهم فهؤلاء تربطه بهم أقدس الروابط وقسم آخر لم نرتبط معهم بهذا الرباط فهؤلاء نسالمهم ما سالمونا ونحب لهم الخير ما كفوا عدوانهم عنا فمن اعتدى منهم علينا رددنا عدوانه بأفضل ما نرد به عدوان المعتدين مصداقا لقوله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ) وهنا يلفت نظرنا الأستاذ ثروت الخرباوى فى لقائه على قناة النهار مع محمود سعد إلى طبيعة استشهاد البنا فى كلامه عن المخالفين له من المسلمين حيث ذهب إلى آيات الكفار التى أمرنا الله فيها بأن نعامل الكفار معاملة المهادنة أو القتال حسب معاملتهم لنا فيأتى بهذه الآيات وينزلها على المسلمين هكذا صراحة ! * اعترف مصطفي مشهور فى كتابه الذى يتم تدريسه فى حوزات الإخوان لشبابهم أن الإخوان هم المسلمون وهم الجماعة ومن سواهم كافر كفرا صريحا , فيقول : ( تحت عنوان تفجير حقل الدعوة , فى كتابه ( على طريق الدعوة ) : إن المسلمين الذين نعيش بينهم وندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم وأن يعملوا له وأن يعملوا به هم حقل الدعوة الذى نعمل ونستخرج منه العناصر المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوته ) * شهادات المنشقين وأبرزهم الشيخ محمد الغزالى , هذه القامة الدعوية الكبيرة , وهو الذى انفصل عن الإخوان عقب تولى المرشد الثانى حسن الهضيبي لولاية الإخوان , واختلف معهم ومع برنامجهم المرسوم والموسوم بالشرك ــ على حد قول الغزالى ــ حيث جعلوا المرشد شريكا لله فى سلطانه عليهم بالطاعة المطلقة , وصرح الغزالى أيضا فى كتابه ( من معالم الحق فى تاريخنا الإسلامى ) أن الإخوان واجهوه علنا بالتكفير لخروجه عن جماعة الإخوان , وأن أحدهم قال له مستغربا : هل تظن نفسك مسلما وقد خرجت من الجماعة !! وشن عليهم الغزالى حربا ضروسا فى كتابه تحت تأثير التنظير الإخوانى لمفهوم الطاعة العمياء التى يطلبها القيادات الإخوان من أفرادهم فضلا على أفاعيل النظام الخاص .. هذا فى مجال تشابه الفكر الإخوانى والشيعى فى منطلق التكفير , أما فى مبدأ الإغتيال فحدث ولا حرج .. وقد يري البعض أن الشيعة هم الذين أخذوا فكرة تكوين الميلشيات المسلحة عن الإخوان وليس العكس , حيث كونها الخمينى فى الثمانينات قياسا على النظام الخاص الذى أسسه حسن البنا من قبل فى الثلاثينيات , ولكن هذا الكلام غير دقيق فالشيعة هم أصحاب قصب السبق فى ذلك أيضا والإخوان هم من قلدوهم تقليد الأعمى .. فالشيعة كما رأينا فى كتبهم الأصولية المؤلفة قبل تسعة قرون تقر وتشجع القتل بالغيلة والخفية ــ على عكس الخوارج ــ ولا تقر القتل العلنى إلا فى أوان التمكن والقوة , وقد طبق الشيعة مبدأ خلق فرق خاصة للإغتيال على النحو الذى قامت به العصابات المسلحة العالمية كالمافيا , وأول تنظيم مافيا فى التاريخ كان مسجلا باسم حسن الصبّاح صاحب فرقة الحشاشين التابعين للشيعة الإسماعيلية الباطنية , وبعودة بسيطة لتاريخ حسن الصباح وكيفية إنشائه للشيعة الباطنية سنجد أن حسن البنا حذا حذو الصباح خطوة خطوة إلى حد يثير الدهشة .. فقد بدأ الصبّاح أولا بالدعوة لأفراد الناس بالتقية , ثم أفصح عن فكر التكفير واعتبار جماعته هى جماعة المسلمين , ثم أسس تنظيما مسلحا خاصا فى زمن الدولة السلجوقية , وجعل هذا التنظيم تابعا له وحده , واشترط فى الإلتحاق به الطاعة العمياء بالمعنى الحرفي للكلمة , وبلغت الطاعة حد أن قام أحد أعضاء فرقة الإغتيالات بإلقاء نفسه من فوق جبل القلعة , وانتحر آخر باستخدام السيف طاعة لأوامر الصباح على مرأى ومسمع من رسول السلاجقة الذى جاء للتفاوض معه , وذلك ليوضح الصبّاح للرسول السلجوقي مدى إيمان أتباعه به .. وقد اتخذ من قلعة ( ألموت ) مقرا له , وهى قلعة وعرة المسالك وعلى جبل صخرى صعب , ثم وجّــه فرقة الإغتيالات إلى أول مهامها باغتيال الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك , والذى كان فى ذلك الوقت رأس الحكومة السلجوقية وبمثابة رئيس الوزراء , ثم حاول اغتيال أمير السلاجقة باركيارق وفشل وحاول اغتيال العلامة الإمام أبي حامد الغزالى أيضا وفشل وذلك بسبب الحرب الفكرية التى شنها الغزالى على فكر الباطنية وانحرافاتهم العقدية .. كما برع حسن الصباح براعة مذهلة فى أعمال التجسس والتخابر وزرع عيونهم فى بلاط الحكام ومختلف أنحاء البلاد وإذا تأملنا تاريخ البنا سنجد أن قام بتكوين جماعته وابتدع لهم نظام البيعة كما لو كان أميرا أو خليفة له حق السمع والطاعة المطلق , وبلغ من حرصهم على تكريس مبدأ الطاعة المطلقة أن دعاة الإخوان كانوا يرددون على مسامعهم أن الطاعة للأمير تكون تعبدا لله وأن الطاعة للأمير تمحق الذنوب وتربي الفضائل , والجدال ــ مجرد الجدال فى الأوامر ــ يمحق الفضائل ويربي الذنوب !! ثم قام البنا بتكوين النظام الخاص المدرب تدريبا عاليا على استخدام السلاح , وجعل تبعية الجهاز له وحده بعيدا عن مكتب الإرشاد , بل إن أعضاء الجهاز ووجود الجهاز نفسه كان سرا مغلقا حتى على أعضاء الإخوان أنفسهم , ثم كلف البنا النظام الخاص بالقيام بعمليات اغتيالات واسعة النطاق لخصوم الجماعة , تأسيسا على أن خصوم الجماعة هم خصوم الدعوة والإسلام وبالتالى يحل قتلهم أى أن القتل بالإغتيال هنا لم يكن مبنيا على أثر الخصومة السياسية ــ وهذا هو معيار الخطورة ــ بل كان مبنيا على استحلال دماء المسلمين واعتبارهم كفارا حربيون وجب قتلهم والتخلص منهم .. ونجح النظام الخاص فى اغتيال النقراشي باشا وأحمد ماهر وسليم زكى حكمدار العاصمة والمستشار الخازندار الذى لو تأملنا كيف عالج الإخوان وحسن البنا مسألة مقتله لقلبنا الكف تعجبا , ذلك أن البنا ادعى أن اغتيال الخازندار تم باجتهاد شخصي من عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز والذى ادعى أنه فهم ــ بالتعريض ــ أن الإمام البنا يقصد قتله !! ثم خلصت المحاكمة الهزلية إلى توجيه اللوم إلى السندى واعتبار قتل المستشار قتلا خطأ !! ولكى تكتمل المهزلة قال البنا أن الحكومة دفعت تعويضا لأهل الخازندار وهذا المال يقوم مقام الدية !! هكذا وبمجرد اللغو يستهين حسن البنا بدماء المسلمين ويكتفي بلوم تابعه السفاح على هذا القتل الذى قال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه أبشع من هدم الكعبة حجرا حجرا أن يُـقتل المسلم مسلما بغير ذنب , والأمر المثير للدهشة أن الإخوان تدافع عن حادثة مقتل الخازندار بأن البنا لم يكن يعلم واعتبروها عذرا ! , رغم أن البنا لو كان صادقا لاقتص من القاتل على الأقل لكنه ــ ويالمهزلة ــ كلف المحامين بضرورة الترافع عن القتلة المقبوض عليهم والحصول على البراءة لهذين الأخوين البريئين ــ على حد زعمه ــ !! ولو كان قتل الخازندار تم خطأ فماذا عن اغتيال رئيس الوزراء النقراشي وأحمد ماهر , وماذا عن لجوء حسن البنا لتفجير أقسام الشرطة فى أنحاء القاهرة لمجرد تثبيت قدم الإخوان وإظهار ضعف الحكومة !! فضلا على العملية البشعة التى نفذها النظام الخاص فى محاولة نسف محكمة الاستئناف بهدف القضاء على مستندات قضية السيارة الجيب المدان فيها النظام الخاص وهى المحاولة التى فشلت لأن القنبلة تم اكتشافها ولكنها انفجرت خارج المحكمة ليسقط عشرات الضحايا الأبرياء نظير ذلك وفداء لرقاب الإخوان الموجودين بالسجون على خلفية تهمة ثابتة عليهم وهى حيازة السلاح والمفرقعات !! فهذه العمليات ــ فى نظرى ــ تثبت بما لا مجال لأى شك , أن الإخوان يعتقدون كفر وحل دماء غيرهم من المسلمين بلا أى مناقشة وإلا كيف استحلوا القيام بهذه العمليات البشعة باسم الإسلام بينما الإسلام جعل أكبر العذاب والنكال على قاتل النفس بغير الحق وتوعد الله القاتل بالعذاب الأبدى .. واعتبر قتل النفس الواحدة قتلا للناس جميعا أما عن طبيعة منهج الإغتيال الذى اتبعه الإخوان فى الفترة الحالية بعد تمكنهم من الحكم فى مصر , والسؤال الحائر الذى أثير حول ترك الإخوان لألد أعدائهم وخصومهم من المنشقين مثلا الذين كرسوا كتبهم لفضح معتقد الإخوان , أو من المفكرين والكُتاب مثل إبراهيم عيسي ورفعت السعيد وبلال فضل وغيرهم من الإعلاميين .. فلماذا تركهم الإخوان دون اغتيال بينما نالوا بالإغتيال النشطاء السياسيين من شباب الثورة , فهذا تفسيره وحله موجود أيضا فى طبيعة سياسة الإخوان القمعية , فلأنهم أهل سراديب فى الأصل فلا يمكن لهم اللجوء للإغتيال العلنى للمشاهير إلا عند استشعار القوة وعدم خوف العاقبة , تماما مثل الشيعة , فقد احتملوا فى إيران قبل الثورة حتى تمكنوا من الحكم بالمداهنة والتلون ثم نصبوا المشانق فعليا لكافة شباب الثورة ومفكريها وكتابها من خارج النطاق الشيعى , وأسسوا الحرس الثورى الإيرانى والذى كانت مهمته فقط حفظ أمن النظام ضد أهل السنة والأعراق الأخرى من البلوش والأكراد وغيرهم , وفى العراق انتظروا حتى تمكنوا من الحكومة ودانت لهم القوة بمعاونة الأمريكيين فعليا بالتواجد الأمريكى العسكري داخل العراق وبحجة مقاومة الإرهاب ــ الذى صنعه الشيعة بالأساس ليتخذوه ذريعة ــ فأبادوا السنة وهجّروا عشرات القري السنية لتغيير التركيبة السكانية فى العراق .. أما الإخوان فى مصر فقد بنوا إستراتيجية المواجهة بالقوة على مراحل .. كالتالى أولا : استخدموا الإغتيال المعنوى ضد المشاهير المعروفين سواء من المنشقين أو الصحفيين والكتاب والمفكرين والسياسيين لإدراكهم تماما أن المساس بواحد منهم سيعنى هذا تحميل الإخوان مباشرة تبعات هذا الإغتيال , وبالتالى ليس هذا وقت الخلاص من هؤلاء بل يحين الوقت عند التمكين الكامل من مفاصل الدولة وهذا ما لم يتأتى لهم حتى اليوم فالجيش يقف مترقبا والداخلية مستعصية , والجماهير وكافة الإئتلافات السياسية ضدهم والدولة أكبر من احتواءهم لها مما يجعل الإخوان مضطرون للانحناء للعاصفة , حتى يتحقق لهم التمكين وعندئذ يحين موعد الإغتيال والدفع بهؤلاء للسجون والمعتقلات وقتلهم بالقانون هذا فضلا على أن اغتيال المشاهير لا داعى له لأن الإغتيال المعنوى سيكفل لهم إبطال تأثيرهم على شباب الإخوان وبقية التيارات الإسلامية , وهذا هو كل ما يهم الجماعة حاليا .. ثانيا : قد يكون غريبا أن نعلن أن اهتمام الإخوان بشباب الثورة ونشطاء الإنترنت أكبر كثيرا من اهتمامهم بالإعلاميين المشاهير , ذلك أن الإنترنت ساحة مشتعلة بالغة الإتساع وغير قابلة للسيطرة وهى المحرك الفعلى للمظاهرات التى لا يستطيع السياسيون والإعلاميون توجيهها أو السيطرة عليها , هذا بخلاف نقطة بالغة الخطورة وهى أن الشباب المناهض للإخوان يتتبع عثرات وأخطاء قيادات الإخوان ويفضحها بجدال وأسلوب ساخر فعال ومرير مع أتباع الجماعة من الشباب خصيصا , وهذا ما يؤثر بشكل كبير على انتماء شباب الإخوان للجماعة ويشككهم فى حقيقة ما يعتقدون , خاصة فى ظل انعدام الحجة خلف قرارات الإخوان وعدم اقتناع الشباب البسيط القادم من مجاهل الريف والصعيد بمبررات قياداتهم للتصرفات الغير مسئولة التى تنافي كل المبادئ الثورية التى رفعها الإخوان من قبل .. أيضا تسبب الإنترنت فى فاجعة للإخوان عندما احتك شباب الإخوان بشباب الثورة على النت فكانوا مثار سخرية محرقة من نظام الطاعة العمياء خاصة عندما تساءل شباب الثورة فى دهاء عن مبرر عدم نزول أبناء قيادات الإرشاد فى مظاهرات شباب الإخوان البسطاء للدفاع عن الإتحادية ومكتب الإرشاد تاركين المهمة لأبناء الريف والصعيد وحدهم !! لهذا أعطى مكتب الإرشاد للإنترنت أهمية قصوى وشكّل اللجان الإلكترونية بشكل أخطبوطى مهمتها الرد على الإتهامات والتشنيع على المعارضين بشتى الإتهامات حتى لو خاضوا فى الأعراض , ولما لم يؤثر هذا بشكل كامل وتزايدت الإنشقاقات من شباب الإخوان بشكل ملحوظ , لجأ الإخوان للإغتيال المباشر لأشهر أصحاب الصفحات الإحتجاجية المناهضة للإخوان على النت وهو الأمر الذى استشهد بسببه هؤلاء النشطاء باستهداف مباشر سواء فى مظاهرات التحرير أو الإتحادية أو من بيوت النشطاء مباشرة وتم الإغتيال بنفس الأسلوب على نحو يقطع بانعدام المصادفة لا سيما وأن الشهداء فى عصر الإخوان جميعا كانوا من أصحاب الصفحات الثورية المناهضة للإخوان بالذات .. أما إن قال قائل لماذا لم يخش الإخوان مغبة اغتيال النشطاء كما فعلوا مع المشاهير , فالجواب واضح لكل ذى عينين لأن شهرة النشطاء الشباب غير موجودة من الأصل بل إن معظم مشرفي الصفحات الثورية فى الإنترنت ظلوا غير معروفين حتى تم استشهادهم فتم نشر سيرهم الذاتية بعد ذلك , حيث لا يعرفهم إلا منتسبي الصفحات على الإنترنت وزملاءهم وجمهور الفيس بوك وتويتر .. بالإضافة إلى أن اغتيال النشطاء كان من السهل على الإخوان أن يتنصلوا منه بسهولة , لأن الإغتيال تم فى فعاليات المظاهرات ومن الطبيعى أن يتفرق دم النشطاء بين القبائل كما يقولون , لأنه من المستحيل إثبات تعمد استهداف هؤلاء النشطاء بالذات , ولولا أن الإغتيال تم بالذات تجاه كل أدمنز الصفحات الثورية لما أمكننا استنتاج مسئولية الإخوان عن ذلك وكان من الممكن أن يصدق الناس أن هؤلاء النشطاء ماتوا بمحض الصدفة خلال أحداث العنف التى لا يدرى أحد من أطلق فيها الرصاص ومن تلقاه .. يتبع .. |
|
ومضي الإخوان حتى عصرهم الحالى فى هذا الغلو المتواتر , والذى لم يقف عند حد , فاتخذوا من مؤلفات البنا قدس الأقداس وأصبحت عندهم بديلا للقرآن والسنة وأقوال العلماء على مر العصور , ولم يخل الأمر من صفاقة فى بعض الأحيان , |
فعندما واجهت التشيع الفارسي مشكلات الدعوة لهذا المذهب أمام العامة وأهل السنة , ابتكروا لها الحلول المسبقة وكانت أول المشكلات هى كيفية الدعوة للمذهب بكل شناعته وكفره الصريح وفى نفس الوقت الحفاظ على نطاق السرية والكتمان المضروب حوله , |
الأستاذ محمد جاد الزغبي تحية تقدير إليك أستاذنا العميد ورجاء أن يتم نشر هذه الدراسة الهامة (ولو مختصرة) على أوسع نطاق ولكم جزيل الشكر والثناء |
الشقيق الحبيب أسامة ..
بارك الله فيك وشكرا لتقديرك .. اقتباس:
أما من حيث النشر بالنت , فهمتك معنا وانا انشر فى عدد من المنتديات بقدر إمكانى فاكون شاكرا لو ساهمت فى نشرها وفق استطاعتك بارك الله فيك |
الأستاذ محمد جاد الزغبي
جزاك الله خيراً على هذا البحث لكنك أغفلت نقاط تماس أخرى مهمة لعل من أخطرها : قال ابن تيمية عن الرافضة " كالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين أهل القرآن كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام" فحال الرافضة أنهم يتعاونون مع أعداء الإسلام إذا حدث غزوٌ -فتوى السيستاني ومراسلته مع بريمر مثال على ذلك- وكذلك حال الإخوان على سبيل المثال الغزو لأفغانستان أتصل رباني وهو أحد قيادات الإخوان في أفغانستان وعضو في التنظيم الدولي للجماعة مع قناة الجزيرة وعبر عن استغرابه لأن امريكا لم تطلب مساعدته في إسقاط حركة طالبان ! , والفرع العراقي للجماعة شارك في مؤتمر الخيانة في لندن قُبيل غزو بغداد ودخلوا على ظهور الدبابات الأمريكية ..... والكلام يطول في هذا وسأقوم بإضافة المزيد بإذن الله في موضوعك .... |
اقتباس:
اقتباس:
أهلا وسهلا أخى الكريم إيهاب بارك الله فيك وشكرا جزيلا لاضافتك .. وهى نقطة بالغة الأهمية بالفعل ولهذا تناولتها فى فصل مستقل سيتم نشره بكتاب سفراء جهنم ( الطبعة الثانية إن شاء الله ) وهى عن العلاقة الإخوانية الأمريكية منذ ثلاثينات القرن الماضي بخلاف نقاط تماس أخرى مثل اشتراكهم فى إدعاء المظلومية وانتمائهم للتنظيم أكثر من إنتمائهم للوطنية .. الخ ولكن لم أورد بقية نقاط التماس طلبا للإختصار وأرحب بمشاركتك القادمة فى ذات النقطة لكونها إضافة مهمة عن نشاط الإخوان فى العراق حيث أن حديثي فى الفصول السابقة عن الإخوان بمصر وفقط .. ولهذا أرحب بإضافتك ولك الشكر |
الساعة الآن 12:53 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.