رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -باب الإسلام
*باب الإسلام
قال ابن قتيبة : الإسلام : الدخول في السلم ، وهو الانقياد والمتابعة ، قال الله تعالى : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) ، أي : انقاد لكم وتابعكم . وذكر أهل التفسير أن الإسلام في القرآن على خمسة أوجه : - أحدها : اسم للدين الذي تدين به . ومنه قوله تعالى في آل عمران : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وفي الحج : ( هو سماكم المسلمين من قبل ) . والثاني : التوحيد ومنه قوله تعالى في المائدة : ( يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ) . والثالث : الإخلاص . ومنه قوله تعالى وفي لقمان : ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن ) . والرابع : الاستسلام . ومنه قوله تعالى في آلعمران : ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ) ، وفي الصافات : ( فلما أسلما وتله للجبين ) . والخامس : الإقرار . ومنه قوله تعالى في براءة : ( وكفروا بعد إسلامهم ) . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -باب الإيمان
باب الإيمان
الإيمان في اللغة : التصديق . ويطلق في الشرع على ثلاثة أشياء : الإقرار باللسان ، والاعتقاد بالقلب ، وهو طمأنينة النفس إلى صدق ما حصل الإقرار به . والعمل بالأعضاء بمقتضى ما صدق به باقراره واعتقده بقلبه . وذكر بعض المفسرين أن الإيمان في القرآن على خمسة أوجه : - أحدها : التصديق . ومنه قوله تعالى في يوسف : ( وما أنت بمؤمن لنا ) . وفي غافر : ( وإن يشرك به تؤمنوا ) ، والثاني : الإقرار باللسان من غير تصديق القلب . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله )، فمعناه : آمنوا بألسنتهم ، فقال : من آمن بقلبه ، ونظيره في سورة النساء : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا )، قيل معناه : ( يا أيها الذين أقروا اعملوا واعتقدوا ) وفي سورة المنافقين : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا ) . والثالث : التوحيد . ومنه قوله تعالى في المائدة : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) ، وفي النحل : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )، وفي غافر : ( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) . والرابع : الإيمان الشرعي . وهو ما جمع الأركان الثلاثة المذكورة . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) . والخامس : الصلاة . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ، أي : صلاتكم إلى بيت المقدس . وقد ألحق بعض ناقلي التفسير وجها سادسا وهو : الدعاء . ومنه قوله تعالى : [ في سورة يونس ] : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا )، أي : دعوا . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب السحر
قال بعض أهل العلم : السحر : اسم لما لطف وخفي سببه . والسحر أنواع فمنه ، شعبذة : كإيهام سحرة فرعون أن العصي حيات . ومنه عقد ، ونفث ، ورقى ، وغير ذلك ، وربما أثر في الماء والهواء وقال ابن عقيل من أصحابنا : ولا ينكر أن يحدث الله شيئا عقيب شيء ، من غير تولد من ذلك الشيء . كما يحدث الشفاء عند التداوي . والجرب والجذام عند مقاربة أصحاب ذلك باطراد العادة لا من طريق العدوى . وذكر بعض المفسرين أن السحر في القرآن على خمسة أوجه : - أحدها : السحر المعروف الذي يأخذ بالعين والقلب . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( يعلمون الناس السحر) ، وفي الأعراف : (سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) . والثاني : العلم . ومنه قوله تعالى في الزخرف : ( أيه الساحر ادع لنا ربك ) . والثالث : الكذب . ومنه قوله تعالى في القمر : ( ويقولوا سحر مستمر ) . والرابع : الجنون . [ ومنه قوله تعالى في الاسراء ] : ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ، ومثله في الفرقان . والخامس : الصرف . ومنه قوله تعالى في المؤمنين : ( أنى تسحرون ) ، أي : تصرفون عن الحق . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب السلام
قال الزجاج : سمعت محمد بن يزيد يذكر أن السلام في اللغة أربعة أشياء ، فمنها : سلمت سلاما مصدر سلمت ، ومنها السلام : جمع سلامة ، ومنها السلام : اسم من أسماء الله عز وجل . ومنها السلام : شجر . قال الزجاج : ومعنى السلام الذي هو مصدر سلمت أنه : دعاء للإنسان أن يسلم من الآفات في دينه ونفسه وماله ، وتأويله : التخلص من المكروه . والسلام الذي هو اسم الله [ تعالى ] تأويله ذو السلام ، أي : الذي ملك السلام الذي هو تخليص من المكروه ، فأما السلام الشجر فهو شجر عظام قوي أحسبه سمي بذلك لسلامته من الآفات . وأما السلام : الحجارة فسميت بذلك : لسلامتها من الرخاوة . وسمي الصلح : السلام ، والسلم ، والسلم . لأن معناه السلامة من الشر . والسلم الذي يرتقى عليه سمي بهذا لأنه يسلمك إلى حيث تريد . وذكر بعض المفسرين أن السلام في القرآن على خمسة أوجه : - أحدها : اسم من أسماء الله عز وجل . ومنه قوله تعالى في المائدة : ( سبل السلام ) ، وفي الأنعام : ( لهم دار السلام ) ، وفي يونس : ( والله يدعو إلى دار السلام )، ، والثاني : التحية المعروفة . ومنه قوله تعالى [ في الأنعام ] : ) وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ) ، وفي الرعد : ( سلام عليكم بما صبرتم ) ، وفي النور : ( فسلموا على أنفسكم ) . والثالث : السلامة من كل شر . ومنه قوله تعالى في هود : ( اهبط بسلام منا وبركات ) ، وفي الحجر : ( ادخلوها بسلام ) ، وفي الأنبياء : ( كوني بردا وسلاما ) ، وفي الواقعة : ( فسلام لك من أصحاب اليمين ) . والرابع : الخير . ومنه قوله تعالى [ في هود ] : ( قالوا سلاما قال سلام ) ، وفي مريم : ( سلام عليك سأستغفر لك ربي ) ، وفي الفرقان : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ، وفي الزخرف : ( فاصفح عنهم وقل سلام ) ، وفي القدر : ( فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي ) ، قال ابن قتيبة : خير هي . والخامس : الثناء الجميل . ومنه قوله تعالى في الصافات : ( وسلام على المرسلين ) ، وفيها : ( سلام على إبراهيم ) ، وفيها :( سلام على إل ياسين ) ، وفيها : ( سلام على نوح في العالمين ) . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب : أنى
قال ابن قتيبة : أنى تكون لمعنيين : - أحدهما : بمعنى : كيف . والثاني بمعنى : من أين . والمعنيان متقاربان ، يجوز أن يتأول في كل واحد منهما الآخر . وذكر المفسرون أنه في القرآن على هذه الأوجه الثلاثة : فمن الأول : وهو كونه بمعنى " متى " ، قوله في البقرة : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) . ومن الثاني : وهو كونه بمعنى " كيف " . قوله في البقرة : ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، وفي آل عمران : ( أنى يكون لي ولد ) . ومن الثالث : وهو كونه بمعنى " من أين " . قوله تعالى في آل عمران : ( يا مريم أنى لك هذا ) . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب : إلا
إلا : موضوعة في الأصل للاستثناء .، وذكر أهل التفسير [ أن ] إلا في القرآن على أربعة أوجه : أحدها : الاستثناء . ومنه قوله تعالى في الفرقان : ( ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن )، وفي الزخرف : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) . والثاني : الاستئناف . ومنه قوله تعالى في الأنعام : ( ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا ) ، وفي الأعراف : ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ) والثالث : بمعنى غير . ومنه قوله تعالى في الأنبياء : ( لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) . والرابع : بمعنى لكن . ومنه قوله تعالى في هود : ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ) ، وفي الشعراء : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) . |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
جزاك الله خيرًا على هذه الوليمة الطيبة على مائدة القرآن الكريم
|
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
اقتباس:
|
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
- باب البأس
البأس في الأصل : الشدة . ومن ذلك قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) . وذكر أهل التفسير أن البأس في القرآن على وجهين : أحدهما : شدة العذاب . [ ومنه ] ، قوله تعالى في الأنبياء : ( فلما أحسوا بأسنا) ، وفي المؤمن : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ) ، وفيها : ( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ) . والثاني : الشدة في القتال . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( وحين البأس ) ، وفي سورة النساء : ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) ، وفي النمل : ( [ قالوا ] نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ( ، وفي الحشر : ( بأسهم بينهم شديد ) ، يعني : القتال بين المنافقين واليهود . وألحق بعضهم وجها ثالثا وهو : البأساء ، والبأساء : الشدة النازلة . ومنه قوله تعالى في البقرة : ( والصابرين في البأساء والضراء ) ، وفي الأنعام : ( فأخذناهم بالبأساء والضراء ) ، وفي الأعراف : ( إلا أخذنا أهلها بالبأساء ). |
رد: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد
باب البهتان
البهتان : الكذب . وقيل : إنه أعلى درجات الكذب وهو أن يكذب الرجل لمن يعلم منه انه يعلم كذبه . والعرب تقول يا للبهيتة ، أي : يا للكذب . ويقال بهت الرجل : إذا دهش . وذكر أهل التفسير أن البهتان في القرآن على ثلاثة أوجه - أحدها : الكذب . ومنه قوله تعالى في النور : ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) . والثاني : الزنى . ومنه قوله تعالى في الممتحنة : ( ولا يأتين ببهتان يفترينه ) . والثالث : الحرام . ومنه قوله تعالى في سورة النساء : ( أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ). |
الساعة الآن 11:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.