منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   دشّ حاااارق ! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9708)

[/tabletext]
ـــــ
[tabletext="width:60%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/114740/kiss-rain-falling-animated.gif');border:7px groove sandybrown;"]
[/tabletext]
.
عُلا الصيّب 09-02-2012 11:34 PM

دشّ حاااارق !
 
[tabletext="width:50%;background-image:url('http://www.mnaabr.com/vb/backgrounds/11.gif');"]

على الرغم من وعدي للأستاذة المكرمة " جليلة ماجد " ، أن يكون نشري القادم من جديدي
إلا أن هذا البوح من القديم أيضا
جاء بناء على رجاء كريم من الأستاذ الفاضل " حسام الدين بهي الدين " ، أن أدرج ردي هذا ، في صفحة مستقلة
عذرا منكِ هذه المرة فقط أ. جليلة
كرم الرجاء الراجع للطف الأستاذ حسام فقط
يجبرني على التلبية
القادم إن شاء الله سيكون جديدا


.



.
لم يكن ليدور بخلدي بأنه سيكون عليّ طوال عبوري ، أن أركب الصبر ما دمت أريد خوض عنابر الدنيا .. بسلامة .
ما كان ليدور بخلدي بأن أقصر الطرق إلى الموت هي التخلي عن ضعفي ، عُلّـمتُ بأن طرقي لم تكن الطرق الصائبة، ما إن إنتهت باستمرار إلى الخيبة ،...
كان لا بد من أخذ القرار السريع .. كيف أريد أن يكون شكل الخيبة الأخير !؟
ولأن القرارات لا بد وأن يصاحبها الخوف والقلق ، داومت أن أفكر بأمر ثم أفعل عكسه !
آمنت بأن التردد المؤقت عاقل ، ألم يكن نتيجة سلسلة طويلة من ممارسة الحياة على الجمر ؟
كان يخيّل إليّ بأن جناحين صغيرين من الأمل ، يستطيعان حملي إلى الغيوم .. إلى النجاة .. إلى الأحلام ، كنت بإستمرار أختار غرفتي الصغيرة وإن اعتقد الغير بأنها ضيقة .. كانت بعيوني وبخيالاتي عظيمة الحجم ، كان كل العالم يدخل إليها من ضوء روحي ، روحي البسيطة حد التعقيد !
استمرت حياتي تتشكل أمامي كما وأنها كتاب " الفصول الخمسة/ كليلة ودمنة " .. فعلا !
فعفويتي البسيطة كانت لا بد مُحرِجة لي ولغيري ممن يتعاملون معي لزاما ، وكأنني أمامهم لغة " سنسكريتية " إن ترجمت فستترجم إلى " الفهلوية " ، وكلتاهما بحاجة إلى الترجمة إلى " المفهومة " العربية !!
كنت كما هذا الكتاب ، خرافة طويلة تتداخل فيها ومنها وعليها .. خرافات قصيرة ، ولكن الجميع لطالما اتفق بأنني لا بد كتاب هادف كثيره فلسفة !
لم أكن يوما على درجة من الحمق كي أشارك الآخرين عزمهم على الإخفاق من خلال التشابه والإتفاق !
لست على درجة من السخف بحيث أصدق بأن الإخفاق .. خيارا !
وبقيت أوجّه فكري أن لا أعترف يوما بشيء إسمه : الخسارة .
اعتقدت بأن هناك وجه ربح في كل هزيمة ، اعترفت مرارا .. نعم ، بأنني خسرت وأخسر مجموعة مهمة من أحلامي ، ولكنني لم ولن أعترف بأنني خسرتها كلها ، هذا الصبر المؤمن .. يأتي من إدراكي العميق بأنني إن أردت كسب المعركة كلها ، لا بد وأخسر نفسي ، ذاتي هذه التي لم ولن يحدث أن أتنازل عنها وهي رأس مالي !
فكان أن توترت باستمرار الأمور بيني وبين الأيام ، إلى درجة صرت أعتقد بأنه لا يمكنني إلا الإنسحاب .. فما دمت لا أهتم بإستعادة ما أفقده ، عليّ دوما خلق جديد أقرر أن أحافظ عليه مقدما .. كي لا أعود فأقده هو الآخر !
عَلّـمتُ نفسي أن الحرق ، يعالج بالحرق !!
واخترعت خلوتي تحت الماء !
أقف بصمود تحت كمية هائلة من جريان الماء الساخن على رأسي .. بلا أي كسر لهذه السخونة بماء بارد !
صوت الماء على جسمي يشعرني وكأن الماء يغني ليسليني !
كلما ارتفعت درجة حرارة الماء ، كلما هبطت قدرتي على الإحتفاظ بالغضب .. فيهبط تباعا إحساسي بالظلم والقهر والحزن والألم ، الماء الساخن لدرجة السلق ، يغسلني من القدرة على الإحساس !
ويستمر يمارس عليّ سلبه لقواي ، حتى أصل إلى لحظة الغثيان والدوار والغشاوة والتعب .. وما إن يصعب عليّ الإتيان بأي حركة .. أراقب نزيف أنفي يملأ نقاء الماء باللون الأحمر الحزين ، أدرك بأن دماغي اغتسل من الوجع !
وأعرف بأنني إن بقيت أكثر من هذا تحت الماء .. سأفقد الوعي وأدخل إلى إغماء يسرق مني الحياة .. وإن مؤقتا !
الدشّ الحااارق ، احدى وسائل مصادرة الأوجاع ، أمارسها كلما فقدت قدرتي على تحمّل الصبر ، كي ينتقل الخلاص عبر الماء الساخن إلى قلبي المحترق ، فأشعر ببعض العزاء وأنا أراقب النزيف الغفران !
تحت الماء .. في الداخل كان الحزن والصمت ثقيلين ، قطرات الماء ترسل على جلدي المحمّر شعاعا من لهب تلتمع فيه جزيئات من احتراق الروح والدمع ، وقلب بدأ يفقد صوته في أذني وكأنه الصدى !
واختار إما أن أخرج .. أو أن أذهب إلى موت مؤقت
عندما استيقظت، شعرت بالبرد والغضب والقهر !
شعرت بأنني بحاجة إلى دشّ حااااارق ، من جديد .






ريم بدر الدين 09-03-2012 07:42 AM

تميز هذا البوح بتلقائيته و لغته عالية الأداء في آن معا
نص بهي حقا
أ. علا الصيب
أبدعت
تحيتي لك

[/tabletext]مميز
عجيب
يعبر بنا مواطن
وشواطئ
وحرائق
وانكسارات
ومتاهات
واوهام
واحلام
وتوقعات
لم نمر بها من قبل
صور مكثفة
كلمات مجسدة
معاني واضحة
موسيقى تتفق مع الاجواء
شد للانتباه منذ الحرف الاول وحتى الاخير
وهكذا يجب ان يكون النص اي نص

استاذتى / علا الصيب
هنيئا للحرف بك
وهنيئا للابداع روعتك
وهنيئا للصدق وجودك
استعمرنصك فكري وعقلي ساعات وساعات
لك المجد
يانقاء
[/tabletext]
حسام الدين بهي الدين ريشو 09-03-2012 08:09 AM

[tabletext="width:70%;background-color:purple;"]

ما أجمل قولك سيدتى :
خرافات طويلة .. تتداخل فيها
[tabletext="width:70%;background-color:purple;"]

ومنها
وعليها خرافات قصيرة !!

لا شك انها الدنيا بكل زيفها حين نكتشفها
ونكتشف حقيقتها
ومرارتها
ربما الهمك الله العلاج الناجع لحظة هذا الاكتشاف ..
الدوش الحارق
وكان جميلا انه أكد فلسفة ( وداونى بالتى كانت هي الداء )
حرقة تعالج حرقة
نص فريد

[/tabletext]
عُلا الصيّب 09-03-2012 07:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 126163)
تميز هذا البوح بتلقائيته و لغته عالية الأداء في آن معا
نص بهي حقا
أ. علا الصيب
أبدعت
تحيتي لك

[tabletext="width:50%;background-image:url('http://www.mnaabr.com/vb/backgrounds/12.gif');"]

الأستاذة ريم بدر الدين ،
شهادة أعتز بها إن شاء الله
وإطراء أثلج الصدر
جزاكِ الله خيرا
احترامي أختي ، وتحياتي أيضا

فاطمة جلال 09-03-2012 08:21 PM

أكرر اعجابي بهذا الحرف
وهذا الجمال
وهذا الدر المنثور

تحيتي لك يا علا

وأنتظر جديدك

محبتي

مازن الفيصل 09-04-2012 01:23 PM

السلام عليكم ..
اعجبتني كثيرا الموسيقى الحالمة التي تتخلل السطور فقد كانت تعزف باسهاب لتروي حكايات وحكايات ...
اسلوب جميل زاده الق اختيار اللوحة الخلفية التي اعجبتني كثييييييييرا واتمنى لو ارسلتِها لي اكن ممتنا وشاكرا واعترف انك لو ارسلتِها فقد لا اعرف ان اتعامل معها ومثيلاتها بنفس اسلوبك الرائع المعبر
تحياتي(دعني أعدك بأنني قريبا إن شاء الله ..........................)
لم أنسَ الدشَ الحارق ولا الوعد ابدا

جليلة ماجد 09-04-2012 01:35 PM

عِند انكشاف الذات ...

تكون الحقيقة عادةً [ عارية ]

الجميلة ..عُلا

أبدعتِ بحرفية في هذا النص الجميل ...

أبدعتِ في محاورة ذاتِك فتزخرفت لغتُك ...

أنتظر جديدك و قديمك [ معاً ]

فأنت حرف و روحٌ محلقة .. تحتاجُ لحُضن بحجم وطن ..

مودتي الخالِصة


الساعة الآن 06:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team