منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   مسجد بابري بالهند (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29135)

عبد الكريم الزين 09-27-2021 12:20 PM

مسجد بابري بالهند
 
http://alnabanews.com/wp-content/upl..._1-938x535.jpg

يقع مسجد بابري في مدينة أيوديا في موقع متنازع عليه بين المسلمين والهندوس. وكان يعد من أكبر المساجد في ولاية أوتار براديش الهندية. ووفقا لنقوش المسجد، فقد بني سنة 1528 م من قبل مير باقي، بناء على أوامر الإمبراطور المغولي ظهير الدين بابر مؤسس سلطنة المغول في الهند، والذي سمي المسجد باسمه.

موقع المسجد

يقع المسجد على هضبة راماكوت وهي الهضبة التي يؤمن الهندوس أنها مكان المعبد الذي ولد فيها إلههم راما. وأن المسجد بني على أنقاض المعبد، وهو الأمر الذي لم يستطع علماء الآثار الهنود إثباته تحديدا، ولكن بالمقابل أثبتت الحفريات الأثرية الهندية الأخيرة أن المسجد أقيم على أنقاض معبد شيفا، وتم إثبات ذلك بأدلة من بقايا أساسات وجدت تحت أنقاض مسجد بابري ويستند الهنود على ذلك الإكتشاف الأثري الجديد كدليل إضافي على وجود معبد راما في الموقع أو على الأقل أن المسجد تمت إقامته على أساسات معبد هندوسي.

نبذة تاريخية

يسمى مسجد "بابري" نسبة إلى "بابر" أول إمبراطور مغولي حكم الهند، وقد أنشأه نائبه في عام 1528 م، وكانت توجد على مختلف أجزاء المسجد نقوش عربية وفارسية تدل على هذا الأمر. ولكن الهندوس يعتقدون أن المسجد أقيم على مسقط رأس الإله راما، وأن الإمبراطور بابر هدم معبدًا هندوسيًا كان قائمًا على المكان ثم بنى مسجدًا عليه. ظل المسلمون في مدينة أيوديا يصلون في هذا المسجد من دون انقطاع لأربعة قرون إلى أن بدأت المشاكل عام 1855 م خلال عهد الأمير واجد علي شاه حاكم إقليم أوده حين ادعى الهندوس للمرة الأولى أن جزءًا من فناء المسجد يحتوي على المكان الذي ولد فيه الإله الهندوسي راما. وكان الإنكليز آنذاك يثيرون القلاقل في الإقليم ليبرروا استيلائهم عليه، خصوصًا إبان ثورة الهند الكبرى في عام 1857م، فشجعوا على وضع كتب تاريخية تدعي أن بابر هدم المعبد الهندوسي الذي كان قائمًا في المكان حيث مسقط رأس الإله راما، ثم أنشأ عليه مسجدًا. وثارت المشكلة مرة ثانية عام 1885 م حين حاول كاهن هندوسي أن يقيم سقفًا فوق المنصة التي كان الأمير واجد علي شاه قد سمح بإنشائها في فناء المسجد. واعترض المسلمون على ذلك ولجأوا إلى المحكمة العليا التي أصدرت في عام 1886 م حكمًا لصالحهم. وكان رئيس المحكمة هندوسيًا من البراهمة. وفي عام 1934م ثارت اضطرابات طائفية بين الهندوس والمسلمين في أيوديا، ونتجت عنها أضرار بالمسجد أصلحتها الحكومة البريطانية. وفي عام 1936 م ثار خلاف بين المسلمين أنفسهم، فزعم الشيعة أن المسجد لهم بينما زعم أهل السنة أنه لهم، وحكم مدير الأوقاف حينذاك أنه "مسجد سني" لأن منشأه كان "سنيًا" والمسجد من الناحية القانونية يتبع هيئة الأوقاف السنية في ولاية أوتار براديش.

الجذور القريبة لمشكلة المسجد الحالية

وأما قضية مسجد بابري الحالية فتعود إلى حادثة وقعت ليلة 22-23 كانون الأول عام 1949 م، حين توجه كاهن هندوسي، اسمه أبهيه رام داس، ومعه نحو خمسين من تلامذته ومريديه، فتسلقوا جدران المسجد تحت جنح الظلام ووضعوا تماثيل راما داخل المسجد، وانطلقوا في الصباح يبشرون بأن "الإله راما ظهر في المسجد". واستغل مأمور البلدة القضائي سلطاته فعين حارسًا هندوسيًا على مبنى المسجد وكاهنًا رسميًا على نفقة الحكومة، وأمر المسلمين بألا يقتربوا أكثر من مسافة 200 ياردة من المسجد "خوفًا على الأمن". ولم تلغِ الحكومة قرار المأمور القضائي، واكتفت بمنع المسلمين والهندوس من المساس بالمبنى وتغيير معالمه. لجأ المسلمون إلى المحاكم، وأيدت الحكومة موقفهم في المحكمة كما يتضح من ملفات القضية. ولكن المحكمة اكتفت بوضع قفل على باب المسجد دون إصدار حكم حول ملكية المسجد. وظل المسجد تحت وصاية الكاهن الهندوسي.

هدم المسجد

في 6 ديسمبر عام 1992 م قام 15.000 هندوسي متطرف بهدم المسجد أمام أنظار العالم وهم من أتباع منظمة بهارتيه جنتا بارتي الهندوسية المتعصبة التي وصلت لحكم الهند سنة 1998 م.
وظل المسلمون منذ ذلك الحين يطالبون بإعادة بناء المسجد، بينما واصل الهندوس المطالبة ببناء معبد في الموقع الذي يقولون إنّ معبودهم راما قد ولد فيه. وتم الطعن في حكم المحكمة الإبتدائية الخاص بتقاسم الموقع بين الهندوس والمسلمون فكان قرار المحكمة العليا بتسليم كامل الموقع لهيئة تكون مسؤولة عن إنشاء معبد هندوسي عليه، وبالمقابل أمرت المحكمة العليا الحكومة الهندية بمنح المسلمين قطعة أرض بنفس المساحة لإقامة مسجد عليها

تقسيم موقع المسجد بين المسلمين والهندوس

في سبتمبر 2010 أصدرت محكمة هندية قرارًا يقضي بتقسيم موقع المسجد إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، وثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة. وعقب الحكم، قال محامي أحد المدعين الهندوس للصحفيين إن "أغلبية القضاة حكموا بأن المكان هو الذي شهد جلوس راما على العرش، إنه مكان ميلاد راما".
أما قبل صدور الحكم، فقد سيطرت حالة من القلق والترقب على مناطق مختلفة في الهند، وبقي كثيرون في منازلهم وخزنوا المواد الغذائية. وقد وصف رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الحكم بأنه أحد أكبر التحديات التي تواجه بلاده. في هذه الأثناء، نشرت السلطات الهندية أكثر من 200 ألف شرطي في شتى أنحاء الهند تحسبًا لوقوع أي أحداث عنف طائفي.
وتوقعت رويترز أن يساعد هذا الحكم على تهدئة الطرفين المتنازعين في واحدة من أكثر الدعاوى القضائية إثارة للانقسام في تاريخ الهند، الذي بلغ ذروته عام 1992 م حينما هدم الهندوس المسجد، حيث وقعت أعمال شغب أسفرت عن سقوط نحو ألفي قتيل.

تسليم الموقع للهندوس

قضت المحكمة العليا في الهند في نوفمبر 2019 بمنح ملكية الموقع للهندوس، وتخصيص مكان آخر لبناء مسجد المسلمين، زاعمةً أن المكان وجدت فيه آثار لبناء غير إسلامي قبل بناء المسجد، وأنه لا طائل من نفي اعتقاد الهندوس بأن الموقع هو مكان ميلاد راما. عقب صدور الحكم فرضت السلطات الهندية حصاراً في المدينة، وأغلقت المتاجر والمدارس، لكن المسلمون رفضوا الحكم وطالبوا باستئنافه.

منقول بتصرف

محمد أبو الفضل سحبان 09-28-2021 12:36 AM

رد: مسجد بابري بالهند
 
شكرا لك مشرفنا القدير على المقال الجدير بالاطلاع وعلى المعلومات التاريخية المُتضمَّنة والتي تهم كل مسلم ومسلمة.
بارك الله في قلمك.
تحياتي والمحبة:31:

عبد الكريم الزين 09-28-2021 02:54 PM

رد: مسجد بابري بالهند
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أبو الفضل سحبان (المشاركة 315321)
شكرا لك مشرفنا القدير على المقال الجدير بالاطلاع وعلى المعلومات التاريخية المُتضمَّنة والتي تهم كل مسلم ومسلمة.
بارك الله في قلمك.
تحياتي والمحبة:31:

يسعدني مرورك مشرفنا وأديبنا المبدع

تحياتي وتقديري:31:


الساعة الآن 03:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team