منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر شعر التفعيلة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28391)

ثريا نبوي 03-24-2021 05:31 AM

والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 

والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ


البَغيُ أرصِفةٌ تُمَدُّ إلى الغِوايةْ

والفَقْدُ يُوغِلُ في تفاصيلِ الحِكايةْ

نمضي يُدَحرِجُنا الطريقُ إلى النِّهايةْ

فنَصُبُّ لوعَتَنا على وجْهِ السنينْ

تِسعٌ عِجافٌ والحَمامُ مُشَرَّدٌ والبُرجُ يسكنُهُ الحنينْ

وصهيلُ أسئلةٍ يُزمجِرُ:

كيف هانتْ قصةُ الحبِّ البَهيِّ لأرضِ بابلْ؟

-أرضِ الحضارةِ والنّضارةِ والسّنابلْ-

وغَدَا يُطرِّزُها الشَّجَنْ

بخيوطِ أهواءِ الوثنْ

ودموعِ أزهارِ البنفسَجِ حين يحتدِمُ العِتابْ!

***
يا كُحلَ أعيُنِنا ومِرودَها إذا جَنَّت غِلالاتُ الغَسَقْ

القلبُ في نارِ الشّناشيلِ احترقْ

والآن يُشعِلُنا الحَنينُ مراكبًا ومرافئًا..

شجرًا خريفيًّا تُساكنُهُ حَساسينُ الهَوَى

ونبيتُ تجلِدُنا تباريحُ الجَوَى:

بغدادُ مِن كأسِ الخيانةِ أُشرِبَتْ

حتى تَخثَّرَ في دماها الكَرْمُ وانبثقتْ عناقيدُ النَّوَى

بغدادُ تنزِفُ مِن مآقيها النّخيلَ بل الحصونَ بل الدِّما

والوَأْدَ ما عادت تَرى زُمَرُ التّتارِ مُحرَّما!

بغدادُ والفيحاءُ.. جُوريٌّ يُهالُ على مَدامعِهِ التّرابْ!

***
مِن أيّ نافذةٍ تُداهِمُنا السِّهامُ؛

نَغوصُ في الجُرحِ المُلَبَّدِ بالحَسَكْ؟

وجراءةُ الأطماعِ حَطَّمَت المَرايا في خِضَمِّ المُعتَرَكْ

ورَذاذُها ينثالُ في عينِ الصبايا في غيابٍ للفَلَكْ

ربَّاهُ واتَّشحت بألوانِ الغروبِ قُدودُهُنَّ.. وأمنياتٌ تُرتَهَنْ

ومواسمُ التّغريبِ تلفحُ بالعذابِ خُدودَهُنَّ مُضرَّجاتٍ بالوطنْ

بغدادُ والفَيْحاءُ والقدسُ .. انكِساراتُ الضياءِ على مداراتِ الوهَنْ

وعلى كفوفِ الليلِ تَنتصبُ المِحَنْ

والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ!

***
حُلْماهُ يا شمسَ العراقِ لِمَشرِقٍ عُودي...

فإنَّ الشمسَ في وطنِ العروبةِ يبتدي إشراقُها...

إنْ فَتَّحَت أجفانَها بغدادُ وابتسمَ الرَّشيدْ

عُودي؛ ففيكِ تُرتِّلُ الأهدابُ أورادَ الهَوَى؛

بعد انشطارِ الليلِ عن فجرٍ وليدْ

ويُرَدِّدُ القلبُ النَّشيدْ:

بوَّابَةَ الشرقِ استعيدي مَجدَكِ الماضي التليدْ..

تَشْدُ العصافيرُ الجميلةُ بين أغصانِ الإيابْ!

***
بغدادُ إنَّ القادسيةَ في الطريقِ إلى عيونِكِ

- في تَحَدٍّ - ترتَقِبْ

قمرٌ عراقيٌّ رآها مِن جدائلِكِ الطويلةِ تقترِبْ

ورأى ابتساماتِ الصباحِ على نَخيلِكِ تنسكِبْ

وبيارِقَ النصرِ المُبينِ تشُقُّ أفئدةَ السحابْ!

*****
9/4/2012


من ديوان: للرَّافِدَينِ أُغنّي



https://www.youtube.com/watch?v=fTDf6UIThoM
إلقاء الشاعر د. علاء نعيم الغول

عبد السلام بركات زريق 03-24-2021 07:21 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
الأستاذة الشاعرة ثريا نبوي
الشام وبغداد والقدس
وتزدحم مشاعر الشجن حسرةً على
هذه المنطقة من العالم التي كانت حاضرةَ الدنيا
وتتناوشها الآن كلاب الأرض
نصٌّ بإحساسٍ مسرفٍ في الوجع
مموسقٌ باقتدار ومطرّزٌ بالقوافي كما ينبغي
لشاعرة تقطتف نجوم الألق

أثبت
الأربعاء 24/3/2019


إنه الوجع الذي ترفع له القبعات
وتنحني له هامات الرجال
تقديري

ابتسام السيد 03-24-2021 07:42 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 



ما أجملك
قصيدة قوية عميقة
سلم يراعك
وطاب الحرف بك
محبتي




حمزه حسين 03-24-2021 02:40 PM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 290709)
والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ


البَغيُ أرصِفةٌ تُمَدُّ إلى الغِوايةْ

والفَقْدُ يُوغِلُ في تفاصيلِ الحِكايةْ

نمضي يُدَحرِجُنا الطريقُ إلى النِّهايةْ

فنَصُبُّ لوعَتَنا على وجْهِ السنينْ

تِسعٌ عِجافٌ والحَمامُ مُشَرَّدٌ والبُرجُ يسكنُهُ الحنينْ

وصهيلُ أسئلةٍ يُزمجِرُ:

كيف هانتْ قصةُ الحبِّ البَهيِّ لأرضِ بابلْ؟

-أرضِ الحضارةِ والنّضارةِ والسّنابلْ-

وغَدَا يُطرِّزُها الشَّجَنْ

بخيوطِ أهواءِ الوثنْ

ودموعِ أزهارِ البنفسَجِ حين يحتدِمُ العِتابْ!

***
يا كُحلَ أعيُنِنا ومِرودَها إذا جَنَّت غِلالاتُ الغَسَقْ

القلبُ في نارِ الشّناشيلِ احترقْ

والآن يُشعِلُنا الحَنينُ مراكبًا ومرافئًا..

شجرًا خريفيًّا تُساكنُهُ حَساسينُ الهَوَى

ونبيتُ تجلِدُنا تباريحُ الجَوَى:

بغدادُ مِن كأسِ الخيانةِ أُشرِبَتْ

حتى تَخثَّرَ في دماها الكَرْمُ وانبثقتْ عناقيدُ النَّوَى

بغدادُ تنزِفُ مِن مآقيها النّخيلَ بل الحصونَ بل الدِّما

والوَأْدَ ما عادت تَرى زُمَرُ التّتارِ مُحرَّما!

بغدادُ والفيحاءُ.. جُوريٌّ يُهالُ على مَدامعِهِ التّرابْ!

***
مِن أيّ نافذةٍ تُداهِمُنا السِّهامُ؛

نَغوصُ في الجُرحِ المُلَبَّدِ بالحَسَكْ؟

وجراءةُ الأطماعِ حَطَّمَت المَرايا في خِضَمِّ المُعتَرَكْ

ورَذاذُها ينثالُ في عينِ الصبايا في غيابٍ للفَلَكْ

ربَّاهُ واتَّشحت بألوانِ الغروبِ قُدودُهُنَّ.. وأمنياتٌ تُرتَهَنْ

ومواسمُ التّغريبِ تلفحُ بالعذابِ خُدودَهُنَّ مُضرَّجاتٍ بالوطنْ

بغدادُ والفَيْحاءُ والقدسُ .. انكِساراتُ الضياءِ على مداراتِ الوهَنْ

وعلى كفوفِ الليلِ تَنتصبُ المِحَنْ

والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ!

***
حُلْماهُ يا شمسَ العراقِ لِمَشرِقٍ عُودي...

فإنَّ الشمسَ في وطنِ العروبةِ يبتدي إشراقُها...

إنْ فَتَّحَت أجفانَها بغدادُ وابتسمَ الرَّشيدْ

عُودي؛ ففيكِ تُرتِّلُ الأهدابُ أورادَ الهَوَى؛

بعد انشطارِ الليلِ عن فجرٍ وليدْ

ويُرَدِّدُ القلبُ النَّشيدْ:

بوَّابَةَ الشرقِ استعيدي مَجدَكِ الماضي التليدْ..

تَشْدُ العصافيرُ الجميلةُ بين أغصانِ الإيابْ!

***
بغدادُ إنَّ القادسيةَ في الطريقِ إلى عيونِكِ

- في تَحَدٍّ - ترتَقِبْ

قمرٌ عراقيٌّ رآها مِن جدائلِكِ الطويلةِ تقترِبْ

ورأى ابتساماتِ الصباحِ على نَخيلِكِ تنسكِبْ

وبيارِقَ النصرِ المُبينِ تشُقُّ أفئدةَ السحابْ!

*****
9/4/2012


من ديوان: للرَّافِدَينِ أُغنّي



https://www.youtube.com/watch?v=ftdf6uithom
إلقاء الشاعر د. علاء نعيم الغول


يا لروعة هذا النص
ولوعته

نعم ها هي أرض الرافدين
على مسرح أضواء الحضارة
وبين فكوك الدهر
منذ أن أشرقت على الأرض
وما رأيناه نحن لا أظنه يقل عما رآه من قبلنا

جميل سحرك
وجميلة أيتها الساحرة
الشاعرة ثريا

وجميل الإلقاء جدا

أحسنت

تحية ملفوفة بأوراق ورود الرافدين وسعفات النخيل هنا
وإعجابي الكبير

ياسَمِين الْحُمود 03-24-2021 10:46 PM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
تبكين العراق بقصيدةٍ مكتوبةٍ بمداد الألم
ولكنّ العراقَ حيٌ ويوشك أن ينتفض على آلامه .
نشاركك البكاء والأنين والحنين
على العراق وفلسطين وبلاد الشام
وكثير من بلاد المسلمين
ولكن يبقى رجاء
وأمل دفين
بوحك هُنا شديد الآه
دويهُ مزق الأوردة
دمتِ ودام العراق والوطن الكبير بكل خير:31:

ثريا نبوي 03-25-2021 05:27 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 290710)
الأستاذة الشاعرة ثريا نبوي
الشام وبغداد والقدس
وتزدحم مشاعر الشجن حسرةً على
هذه المنطقة من العالم التي كانت حاضرةَ الدنيا
وتتناوشها الآن كلاب الأرض
نصٌّ بإحساسٍ مسرفٍ في الوجع
مموسقٌ باقتدار ومطرّزٌ بالقوافي كما ينبغي
لشاعرة تقطتف نجوم الألق

أثبت
الأربعاء 24/3/2019


إنه الوجع الذي ترفع له القبعات
وتنحني له هامات الرجال
تقديري


نعم شاعرَنا القدير
هو نَصٌّ مُسرِفٌ في الإحساس بالوجع
ومثله نصوصٌ كثيرةٌ ينزفِ على شواطئها قلبي
أثناء الكتابة، ويبقى وجعُها حيًّا يُبكيني كلما قرأتُها
أو حتى شرَعتُ، فمِحورُها أو شريانُها الراعفُ
هو غيابُ مدائننا الغوالي وما أبشع الفقد
بعد روعاتِ الحضارةِ وبهاءِ الحضور

شرُفتُ بمرورِكَ الأنيق وكرمِ التثبيت
دُمتَ موصولَ الإبداعِ والعطاء

:43:

ثريا نبوي 03-25-2021 05:39 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسام السيد (المشاركة 290716)



ما أجملك
قصيدة قوية عميقة
سلم يراعك
وطاب الحرف بك
محبتي




وما أجمل أن تكوني هنا
وأن تُعطري الكلماتِ بأشذاءِ اهتمامِك
وأن تصِلي إلى عُمقِ الوجعِ العربيّ المسطور
بمداد الحنين في الذكرى التاسعة لغياب بغداد
ردَّها اللهُ القادرُ وكل المدائن الحبيبة مِن الغياب
طِبتِ وطاب عطاؤكِ ومسعاكِ النبيل
:45:

ثريا نبوي 03-25-2021 06:02 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزه حسين (المشاركة 290758)
يا لروعة هذا النص
ولوعته

نعم ها هي أرض الرافدين
على مسرح أضواء الحضارة
وبين فكوك الدهر
منذ أن أشرقت على الأرض
وما رأيناه نحن لا أظنه يقل عما رآه من قبلنا

جميل سحرك
وجميلة أيتها الساحرة
الشاعرة ثريا

وجميل الإلقاء جدا

أحسنت

تحية ملفوفة بأوراق ورود الرافدين وسعفات النخيل هنا
وإعجابي الكبير

بلِ الأجملُ والأروع شاعرَنا المُبدعَ المُرهف
هو حضورُكَ الوضَّاءُ كرائعةِ الضُّحى
يشُدُّ الأزرَ ويحفزُ على نُبل البَذل
حتى لَتَشهدَ بيادرُ القمحِ أقمارَ الحصاد

أما الحديث عن غُصةِ الفقد فيكفيه
ما خطّه اليراعُ لبغداد منذ بدءِ الحصار
أوائل التسعينيات مرورًا بأوقاتِ الحربِ والدمار
وبقيت لوعةُ الحنين تؤججها الأحداثُ والذكرى
وأملٌ بالعودة لا يخبو .. بل يتوهَّجُ
مع كل هبّةٍ ثوريةٍ لأبطالِ النضال

وإنَّ غدًا لناظرِهِ قريبُ

بُستانُ وردٍ مُندّى لألقِ المرور
:45:

ثريا نبوي 03-25-2021 08:01 AM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 290784)
تبكين العراق بقصيدةٍ مكتوبةٍ بمداد الألم
ولكنّ العراقَ حيٌ ويوشك أن ينتفض على آلامه .
نشاركك البكاء والأنين والحنين
على العراق وفلسطين وبلاد الشام
وكثير من بلاد المسلمين
ولكن يبقى رجاء
وأمل دفين
بوحك هُنا شديد الآه
دويهُ مزق الأوردة
دمتِ ودام العراق والوطن الكبير بكل خير:31:

الياسَمينُ النقاء
وكأنكِ رأيتني وأنا أكتبها وغيرَها الكثير من بُكائياتِ:
القُدسِ وغزة، كابُل وقندهار، مورو، بغداد والموصِل، الفلّوجة، دِيالَى والأنبار
دمشق والغوطة، حلب وحِمص، حماة وإدلب، بانياس ودوما، اليرموك ومضايا
بيروت وصنعاء، وهران في العشريةِ السوداء، طرابلس ودارفور
جروزني، سراييفو، بورما، كشمير، تركستان الشرقية (الأويغور) والأحواز
عُذرًا منكِ للاستفاضة؛ فقد تداعتْ مع سطرِكِ الذكيّ:
[وكثير من بلاد المُسلمين] ذلك الذي وَحَّدَ الجراح
وكأنما وضعتِ إصبعكِ على جُرحٍ لم يندمل
فضغطتِ زِنادَ البوحِ بكل المواجع
وما أروعَ وصفَكِ لهذا البوح الشاكي
بل ما أروع حضورَكِ الشافي بجرعاتِ الأمل
لعل الله الكريمَ يجعلُ لنا مما نحنُ فيه مخرجا
دُمتِ أيقونةً للتفاؤلِ والإشراق

:45:

عبدالحكم 03-25-2021 03:42 PM

رد: والقلبُ يعصِرُهُ الغيابْ
 
نعم إنها سمفونية الألم و الجراح التي تزداد على مر السنين كم هي مؤلمة وشجية بالغة عمق الوجدان ولكن يرطب حرارتها اشراقة الأمل نسأل الله العلي القدير أن يرفع عن أمتنا العربية جميعها كل عنت ومشقة وإن يعيد للأمة ترابطها ووعيها و لكل بلادنا حريتها وعزها ومجدها السابق ..نص آسر مؤثر بديع الصور زاخر ثري..دمت رافعة راية المعاني الراقية وافرة العطاء


الساعة الآن 03:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team