منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   التفاؤل ومترادفاته (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8831)

سناء محمد 05-06-2012 10:50 PM

التفاؤل ومترادفاته
 
للتفاؤل وقع ساحر في اذن كل نفس طموحة , تحب الحياة و تحب السعادة
وقد تكون مبهمة لكل انهزامي ... يائس لم ولن يدرك قيمته الحقيقية في هذه الحياة ...

قد تكون متفائلاً لموقف معين أو لحدث جميل في حياتك ولكن كن على ثقة أن هذا لا يكفي أبداً لتحقق ذاتك وثقلك في منظومة النجاح ... ولن تجعلك تترك أثراً واضحاً لجمال روحك قبل جمال إنجازاتك ....

للتفاؤل مترادفات جزئية تشترك وعديد من الصفات التي قد يتحلى بها المتفاؤل ..... أولها القوة :

لكي تكون متفائلاً عليك أن تدرك حجم القوة الحقيقية التي تؤهلك للإندفاع في وجه كل أزمة , والرد على كل هزيمة تواجهك , قد يكون المصاب جلل ولكن نظرتك المتفائلة تحيل هذا المصاب ترويض للذات و كسر لمخلفات الماضي , وقد تحول عواصف مشاعرك إلى هدوء الأسد الجريح الذي لا يلبث أن يثب مرة أخرى ليستعيد مكانته و شأنه , فلطائف الرضى والصبر عند المصائب سعادة ما بعدها سعادة ...

من مترادفات التفاؤل كذلك : الإنسانية التي تنضوي بين كلمات المتفائل من تشجيع و تركيز على جماليات كل ما حوله مهما تواضعت المتواجدات , فيجعلك تعيش في الجنة وأنت في مكان مظلم , ينير حياتك من غير شمس أو قمر , بل يجعلك ترى قيمة كل ما تقع عيناك عليه مهما قل ...

الجمال من أجمل مترادفات التفاؤل , ترى الحياة من منظور آخر لا يدانيه اي بعد تصويري , تنظر لسنواتك القادمة وهي تحمل الخير كله , وما تلبث أن تساير كل من حولك بجمال تفاؤلك وظنك الحسن و كذلك جمال سيرتك فتنشر جمال روحك وقلبك وتأسر من حولك قبل أي جمال , فالكل ينشد مع المتفائلين جمال حياتهم القادمة مهما كانت صعوبتها ...

آخر ما أضيف للتفاؤل هو معنى من روائع المعاني التي دلنا عليها كتاب الله على لسان يعقوب _ عليه السلام _ : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه ولا تأيسوا من روح الله , إنه لا يايئس من روح الله الا القوم الكافرون ) هو الايمان العميق برحمة الله - عز وجل - والذي لا يضاهيه أي إيمان على وجه الأرض .. في عز المصيبة وفي استيقان الهلاك نستشعر رحمة الله التي ستفك الكرب وتجعل بعد العسر يسر و ستقلب كل حياتك من أسوأها الى أحسنها وتجعلك توقن ليس فقط بعين اليقين بل بحق اليقين .... ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )


التفاؤل لا يكفي أن يكون شعوراً آنياً بل هو منهج قويم وركيزة من ركائز الإيمان التي اتصف بها جميع أنبياءنا عليهم السلام , ابتداءاً من آدم - عليه السلام - الذي استدل على طريق الغفران والنجاة فنجا : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه , إنه هو التواب الرحيم ) انتهاءاً بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الذي عاش حياته بالتعب والصبر والمكابدة فوصل إلى أعلى مراتب الرفعة التي كانت نتيجة مستحقة لصبره وكفاحه وتفاؤله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا , فسبح بحمد ربك واستغفره , أنه كان توابا ) نعم عاش حياته صلى الله عليه وسلم , وفي كل لحظة من تعب أو ألم من استهزاء الكفار به الى ضربه ... إلى فرض الحصار عليه وأهله و أتباعه ... إلى حربه وقتاله , وهو كل همه الدعوة لله ... فلم ييئسه ذلك كله من إكمال طريقه في الحق , نعم لقد قال : ( عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله ) فأجاب الله دعوته , وكيف لا وهو يحسن الظن بخالقه واسع الرحمة ؟؟


نسأل الله ان يرزقنا الخير والاحسان والنظر بعين الحب والتفاؤل والرحمة الى جل امورنا ...



بقلمي ...

ماجد جابر 05-07-2012 09:48 PM

تألق يدعو إلى الإعجاب ،،،،، ويبعث على الاقتداء

حقاً ،،،إنها تحفة فنية رائعة

دام عطاؤك ،،،، ونفع الله بك وبعلمك


الساعة الآن 11:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team