منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   الحن و البن (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28547)

أ محمد احمد 04-25-2021 11:02 PM

الحن و البن
 




بسم الله الرحمن الحيم



" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .


أول المخلوقات التي سكنت الأرض وفقاً لتفسير ابن كثير، وما تواردته الكتب السابقة كان هناك مخلوقات عاشت على هذه الأرض بهيئة أقرب إلى هيئة البشر، وهي ست مخلوقات (البِن، والحِن، والخِن، والمِن، والدِن، والنِس)، إلا أنّ المعلومة لا ترقى إلى مستوى الحقيقة وليس عليها دليل في القرآن الكريم أو السنة النبوية، أو العلم الحديث.


المخلوقات الستة

الِبن: هي عبارة عن كائنات بدائية قريبة من المسوخ، ولا تتكاثر بالطريقة الجنسية، بل تتكاثر عن طريق قطع جزء منها أو موتها من خلال تساقط خلايها على الأرض، وتتكوّن كائنات جديدة بنفس الهيئة، وقد انقرضت كائنات البِن بعد أن تكوّنت الطحالب والمفصليات وازدادت بقاع المياه على الأرض، وبعد انقراضها وجدت كائنات جديدة عُرفت بالحِن.

الحِن: تتكوّن من الطين ولحاء الشجر، وتنمو من قاع المياه، وتتكاثر بطريقة سريعة، وبمجرد لمسها للماء كانت تنمو جذورها لكي تكون كائنات قوية، وبمجرد امتصاصها المعادن من الأرض صارت جذوعها خشبية وقوية جداً؛ ولكي تمكنها من البطش بكائنات البِن حتى قاربت على الاختفاء.

الخِن: تكوّنت كائنات الخِن من الطين ولحاء الشجر والبروتين، وكانت أقوى من البِن والحِن، وقد كانت سبباً في اختفاء كائنات الحن؛ لأنها قضت عليها، وكانت تتغدى على الكائنات البحرية، وتعدّ من أولى الكائنات التي تحتوي على الدماء، وقادرة على التكاثر مثل الثديات، وكان شكلها مختلفاً عن غيرها، فتشبه بعضها الزواحف، وقد ظهرت الديناصورات قبل 250 مليون عام، ولم تستطع البقاء؛ لأنّ الديناصورات قامت بالقضاء عليها.

المِن: تكونت هذه الكائنات من البِن، وهي كائنات ضعيفة بالرغم من كبر حجمها وتتحرك بالأماكن المظلمة، وهي قادرة على التكاثر مثل كائن البِن أو التزاوج مع الكائنات الأخرى، أو التلقيح الخارجي، لكنه اختفى وتطور الى أنواع أخرى.

الدِن: تكون هذا الكائن من المِن وتطور إلى أن أصبح يمشي على أربع، وتعتبر من أولى الكائنات الروحية التي امتلكت عقلاً لكنها تطورت لكائنات أخرى في الأرض والجو والبحر.

النِس: كتب عن هذا الكائن بأنّه من أجداد فصائل القرود الكبيرة، ولكن يمتاز بأنّه يمتلك عقل حيوانيّ، وكانت هذه الكائنات تقتل بعضها البعض لكي تحافظ على بقائها، ولكنها انقرضت وأصبحت متحجّرة.


الجن

ذكر ذلك ابن الأثير في كتاب "الكامل في التاريخ"، بأنّ أوّل من سكن الأرض هم الجن، فسفكوا الدماء وقتلوا بعضهم بعضاً، فبعث الله سبحانه جنوده من الملائكة وأمرهم بغزو الأرض، وقاموا بقتل عدد كبير من الجن، وفرّ عدداً قليلاً منهم، اختبؤوا في الجبال والجزر.


الإنسان

بعد أن أنزل الله سبحانه آدم عليه السلام، تكاثر الإنسان وملأ الأرض، ميّزه الله بأنه يحمل عقلاً كاملاً، وخصّه بحمل الكتب السماوية المقدّسة التي أنزلها الله سبحانه على أنبيائه من البشر.



السؤال

هل كان يوجد قوم قبل آدم عليه السلام اسمهم جن وقوم اسمهم حن ؟

الجواب

الحمد لله.


لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :

القول الأول :

أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .

روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )

وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )

القول الثاني :

لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .

وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :

" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى .

أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/55) :

" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :

" إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ والبِنُّ ) بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول ، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ والرَّمُّ ) بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، وَلَعَلَّ هَذَا أَنْجَزُ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ( التيتان ) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم " انتهى .








مجمع و منقول

عبد الكريم الزين 04-26-2021 11:49 AM

رد: الحن و البن
 
تحية طيبة أخي محمد
جزيل الشكر لجمعك ونقلك هذا الموضوع المهم.
من المؤكد أن الجن أقدم من البشر، باعتبار أن إبليس كان من الجن وفسق عن أمر ربه، أما وجود باقي المخلوقات الأخرى كالحن والبن فلا يعدو الأمر أن يكون مجرد تخمينات واجتهادات بلا أساس نقلي أو عقلي.
وللدكتور عبد الصبور شاهين كتاب اسمه" أبي آدم " حاول فيه أن يربط بين خلق آدم وبين باقي الأجناس البشرية التي عثر على بقاياها.
وإن كان طرحه يحمل في طياته الكثير من الثغرات، فإنه يظل اجتهادا نظريا قابلا للنقاش لتفسير بدء الخليقة.
تحياتي وتقديري.

محمد أبو الفضل سحبان 04-27-2021 03:22 AM

رد: الحن و البن
 
ما يزال الجدل مستمرا بين من يؤيد وجود تلك الكائنات قبل خلق الإنسان وبين من يعارض الفكرة من أساسها على اعتبار أنها من الأمور التي تنتمي لعالم الغيب والتي يصعب الكلام فيها من غير دليل شرعي ثابت بالكتاب أو السنة وعليها إجماع من العلماء..بينما ذهب فريق ثالث إلى كونها من الخرافات والأساطير التي تم دسها في هذا الدين ...
و حتى لا ننصرف إلى أي اتجاه ، فإن مصدر معرفة أول المخلوقات وكيفية الخلق هو الخبر عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وما فَهمه أهل العلم منهما، إذ لا مصدر لذلك غير الوحي المعصوم والفهم المهتدي بهديه، وما عدا ذلك كما يقول الدكتور الليبي علي الصلابي فهو فرضيات وتوقعات، ولا تلبث في كثير من الأحيان أن يتراجع عنها القائلون بها ويكتشفون ما ينقضها مما يطلعهم الله عليه من علمه، وقد قال ابن كثير رحمه الله تعالى، في مقدمة كتابه البداية والنهاية: وكان من أعظم نعمه عليهم -أي على بني آدم- وإحسانه إليهم بعد أن خلقهم ورزقهم ويسر لهم السبيل، وأنطقهم، أن أرسل رسله إليهم، وأنزل كتبه عليهم؛ مبينة حلاله وحرامه، وأخباره وأحكامه، وتفصيل كل شيء في المبدأ والمعاد إلى يوم القيامة، فالسعيد من قابل الأخبار بالتصديق والتسليم، والأوامر بالانقياد، والنواهي بالتعظيم.
شكرا على المنقول الرائع بما زاد من فائدة وحقق من جدل..
شكرا لكل من ساهم في إثراء هذا النقاش العلمي الراقي..
تحية
أبو الفضل

ياسر حباب 04-30-2021 05:46 AM

رد: الحن و البن
 
قرأت في كتاب البداية و النهاية لابن كثير فوجدت فيه الكثير من الاسراءيليات
اضافة الى اساطير و قصص خرافية ماأنزل الله بها من سلطان !!
والحقيقة استغرب كيف تم الترويج لهذا الكتاب !!

عبد الكريم الزين 04-30-2021 01:13 PM

رد: الحن و البن
 
تحية طيبة أخي ياسر وكل الود لمرورك العطر.

أتفق مع طرحك أن البداية والنهاية يحتوي على الكثير من الأخبار اللامعقولة والإسرائيليات، إلا أنه كتاب ومرجع إسلامي مهم أثنى عليه الكثير من علماء وشيوخ الإسلام. وما دخل عليه من اسرائيليات وبعض الأخبار التي تناقض العقل والسنن الكونية وليست لها قيمة تاريخية أو سند علمي أو اعتبار ديني في الشريعة. فابن كثير وهو يروي أخبار بعض المؤرخين ، كان يشعر أنها خرافات وحكايات من تأليفهم. لكنه يذكرها اتباعاً للمؤرخين السابقين للرد والتنبيه عليها. و يسوق عذره قائلاً:
(لولا أنها مسطرة في كثير من كتب التفسير و غيرها من التواريخ وأيام الناس، لما تعرضنا لسقاطتها وركاكتها ومخالفتها للمعقول والمنقول).
والمحققون من العلماء بينوا أن الإسرائليات على ثلاثة أقسام:
- قسم يجزم بصدقه: وهو الموافق لما ثبت به الشرع.
- قسم يجزم بكذبه: وهو المخالف لنصوص الشرع.
- قسم لا يصدق ولا يكذب، وإن جازت روايته للاتعاظ، أو نحوه مع كونه ليس حجة في الدين بلا ريب.
قال ابن كثير ـ رحمه الله: صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم .
ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها: ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله.
ومنها: ما علمنا كذبه، بما دل على خلافه من الكتاب والسنة ـ أيضا.
ومنها: ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته، بقوله، عليه السلام: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وهو الذي لا يصدق ولا يكذب، لقوله: فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
تحياتي وتقديري

ياسَمِين الْحُمود 05-31-2021 10:20 AM

رد: الحن و البن
 
قوافل من الورود

:45::45::45::45::45::45::45:
لحين العودة😇

أ محمد احمد 06-09-2021 09:46 AM

رد: الحن و البن
 
الاخوه و الأخوات

كل الشكر والتقدير

ياسر حباب 07-04-2021 01:39 AM

رد: الحن و البن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 295599)
تحية طيبة أخي ياسر وكل الود لمرورك العطر.

أتفق مع طرحك أن البداية والنهاية يحتوي على الكثير من الأخبار اللامعقولة والإسرائيليات، إلا أنه كتاب ومرجع إسلامي مهم أثنى عليه الكثير من علماء وشيوخ الإسلام. وما دخل عليه من اسرائيليات وبعض الأخبار التي تناقض العقل والسنن الكونية وليست لها قيمة تاريخية أو سند علمي أو اعتبار ديني في الشريعة. فابن كثير وهو يروي أخبار بعض المؤرخين ، كان يشعر أنها خرافات وحكايات من تأليفهم. لكنه يذكرها اتباعاً للمؤرخين السابقين للرد والتنبيه عليها. و يسوق عذره قائلاً:
(لولا أنها مسطرة في كثير من كتب التفسير و غيرها من التواريخ وأيام الناس، لما تعرضنا لسقاطتها وركاكتها ومخالفتها للمعقول والمنقول).
والمحققون من العلماء بينوا أن الإسرائليات على ثلاثة أقسام:
- قسم يجزم بصدقه: وهو الموافق لما ثبت به الشرع.
- قسم يجزم بكذبه: وهو المخالف لنصوص الشرع.
- قسم لا يصدق ولا يكذب، وإن جازت روايته للاتعاظ، أو نحوه مع كونه ليس حجة في الدين بلا ريب.
قال ابن كثير ـ رحمه الله: صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم .
ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها: ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله.
ومنها: ما علمنا كذبه، بما دل على خلافه من الكتاب والسنة ـ أيضا.
ومنها: ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته، بقوله، عليه السلام: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وهو الذي لا يصدق ولا يكذب، لقوله: فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
تحياتي وتقديري

اشكرك الاخ الفاضل عبد الكريم الزين على ردك الذي فيه عدة نقاط قيمة و مهمة ،
كلامك فيه كثير من الحقائق لكن هناك اشكالية نعاني منها في كثير من كتب التراث ، وهي ان اسم الكاتب
يعطي حماية للمتن الموجود في مؤلفاته ، كنت اتمنى من علماء المسلمين تنقيح مثل هذا الكتاب
لفرز الغث من الثمين ، علما اني قرائته و عندي عليه كثير من الملاحظات بعضها تسبب الذهول ، و استغرب من علمائنا الافاضل
ان يستمروا في مدح الكتاب دون الاشارة الى الكوارث التي يحتويها ،،
كل التحية و التقدير


الساعة الآن 08:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team