منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أرشفة ذاتية..... (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=450)

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:20 PM

أرشفة ذاتية.....
 
رسائل مي و جبران

ماقال جميل في بثينة

و الصمة في ريا

و قيس في ليلى

و ما أنشده روميو تحت نافذة جولييت

وما مشى به التروبادور غناء في أوروبا

و..أساطين العشق في كل العصور السابقة و اللاحقة

اختبروا قوة اللحظة العشقية

و ما أدراكم ماذا تصنع قوة اللحظة؟

تحفر في الزمن مسارا لجندول يشد نحوه كل المتشابهات

غير أنهم ما أرشفوا لحظاتهم فــــــ ضاعت أدراج الرياح

لكنني لن أحكم على لحظاتي بالتشرد

اقتنصها هنا قبل أن تولي هاربة كما الدقائق و الساعات

لأقيدها بسطور أنشأت عمرانها على بياض الصفحة

لا يكون القيد حبا في السجن و الأسر

فالعطر الثمين نحفظه في قوارير

ربما رسائلي لن ترى الضوء قبل رحيلي


لكنها حتما ستكون في البؤرة عندما أرحل

فلأفتح الدفتر

و أدون....

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:23 PM

الأولى ...

هلا سمحت لي بالثرثرة ؟

محتارة في الوقت الفائض الذي يغمر وقتي

ساعاتي تأبى إلا أن تخسر السباق وهي تمشي وئيدة الخطى

و روحي تأبى إلا أن تظل معلقة بأستارك

هذا الصباح فتحت أرشيف الصور

لأجدك تحمل ذات الكتاب

تنظر ذات النظرة

اقتربت من الصورة وتنسمت عطرك الفريد الجامع لزهور العالم في تكاوينه

غزا جوانحي كإمبراطور روماني قديم

أتعرف؟؟

لو مت يوما قبل أن أنال أمنياتي

فسأعتبر أن كل حياتي كانت تلك الدقائق الهاربة من نسيج قدرنا المحتوم

أرجوك أسرع في إغماد مديتك عميقا

أو امنحني شربة من ماء الحياة

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:26 PM

هو العمر
رحلة نقطعها بخطى وئيدة حينا ..متسارعة حينا
عند مفترقات الطرق ينتظرنا الحزن بردائه المهيب المخيف و لحيته البيضاء و السنين التي ناء بكلكلها
و في سويعات مشاغبة يقفز الفرح في وجهنا
لأنه يباغتنا هكذا... نقرر أن ننتقم منه و نفوت هديته الأثمن
لا نلتفت إليها و لا نستوضح قيمتها إلا عندما نكون قد قطعنا مسافة أخرى من الطريق شاسعة المدى
لا يمكننا الرجوع و لا نستطيع أن نمضي دون أن تخاصرنا الحسرة و تحيطنا بذراعيها
نظنها صديقا حميما نبكي على كتفه لكنها من الطرف الآخر تضحك ملء شدقيها شماتة و سخرية
سؤالي صغير لا يحتمل إجابات كثيرة لكنه برأيي مهم :
لماذا نصر على أن نئد الفرح في سلال الحزن و نحن نعرف احتياجنا له
لماذا يكلل الشك مساحاتنا فيما نحن نعرف أنفسنا جيدا و من نكون ؟

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:26 PM

منذ الألف السابعة ماقبل الوجع و أنا أمارس طقسا غريبا

ستارة الاعتراف مازالت مسدلة بيني و بين كهنة طيبة ...أتلو صلواتي بصمت و تؤدة

أبحث عنك ..عن طيفك ...تشبه غودو بلا ملامح ...بلا اسم ...بلا

شخصية ...بلا كينونة

و أنت لا تأتي أبدا ..انتظار ممض دوما

و القمر يملأ سواد عتمتي حينا و يختفي في أكمام ثوبها الفضفاض حينا

ينير العابرون بمشاعلهم الليلية بعضا من الدرب القادم

لا أعرف سببا لتخفيك في طيات العدم

تتشبث بجدار يريد أن ينقض بكل ما فيك من قوة كما تتشبث علقة مصرة على الحياة

بأهداب جدار الرحم الأمومي

فمتى تشرق لي يوما يا أنت؟؟



ريم بدر الدين 08-11-2010 09:28 PM

شو بحب أسهر كون قنديلك
تغفى بعيني و غني لك
و آخر طريق الليل تغمرني
عـ دروب أحلامي تسفرني

أذكر كتاب العلوم للصف الأول منذ ابتداء تعارفي مع الحروف
كانت هناك صورة لا تزال محفورة في جدار الذاكرة
ليس لأن اللوحة متقنة فنيا
ففي الطفولة كل اللوحات متقنة ما دامت تقدم لنا متعة اللون و الارتحال
طريق شجري وارف تحفه أشجار السرو من جانبيه
مضاء في بقع ،مظلم في بقع أخرى و قد أرخى الليل سدوله
شابان يحملان قنديلين يضيئان بهما العتمة
وحشي منظر الشجر في الليل
و في كل مرة تتداعى الصورة إلى ذاكرتي
أتت ذات مرة بينما كنت في رحلة مع أصدقائي و جن علينا الليل قبل أن نصل إلى نصف الطريق نحو بيوتنا
أتت مع " نساء عاشقات" لـ د. هـ. لورنس
عندما اصطحبت أوفيليا حبيبها إلى عتمة الغابة ليلة إعلان خطوبتهما
أتت مع كوزيت " البؤساء" عندما وجدت فالجان في عتمة البرد و الزمهرير
مع " والدن" هنري ثورو عندما بات لوحده في ذلك الكوخ الغريب ينتظر السمار و الطارقين
و أتت أيضا مع ليل و أوضة منسية تلك التي ابتدعها رحبانيان و فيروزة ليضيئا بها سماء اللحن
و لو تدري كيف أتت أيضا!!
أتت عندما سألتني : كيف السبيل إليك؟
عندما أكون معك تحضرني صورة ذلك الليل
و القنديل الملون الذي أضأت به حياتي
و ما زلت تسألني عن السبيل إليّ؟
أظن أنني و أنت قد قطعنا نصف المسافة
لنلتقي على ذات الدرب الليلي الوارف في كتاب علوم الصف الأول


ريم بدر الدين 08-11-2010 09:30 PM

أما بعد..
امتلأت حتى لم يعد هناك حجيرة واحدة في خلاياي غير مشبعة بك
عصافيرا تطلقها كل صباح عند بكور النهار ...تسرح الفراشات الساكنة في قلبي في جولة صباحية كسجينات أتعبهن النوم ..و عندما يتوشح الليل قوس المجرة تأتي لتحبس العصافير في جوف القلب...كي تنام مطمئنا
سئمت زهورك البرية و زهور حديقتك تنسقها في باقات كثيرة ...مرة تجمع الياسمين في طوق حول عنقي و تارة تضم من الفل إضمامة بشريط وردي
و ثالثة تزاوج مابين حقل زهور في مزهرية عطر واحدة نسرين و جوري و نرجس و منثور
تكفيني منك هذه الكلمات...الفراشات ..العصافير
أعلم يقينا أنك تصوغها للأجمل و الأغلى و كلهن سواء
حقك يا شهريار أن تجلس على عرشك و تتداعى أمامك فاتنات الليل و النهار ... يقدمن عبقهن و عبيرهن
مولاي عند منبلج الصبح سيكون موعدي مع " مسرور"
سيفه مازال راقدا في غمده و لكن أمر إعدامي يسكن في طيات قميصه
وحدي أواجه قدري اليوم ..على مشارف مقصلة حدها فوق أرامقه يلتمع في شمس الضحى لكنه سيباشر هبوطه الخاطف ليحتز رأسي
مازلت أنثى لا يسعها التعبير عن حزنها إلا بكتابة سطور قضي عليها الاختباء في عتمة الدولاب أو صندوق البريد أو .....صندوق المهملات

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:31 PM

هل أعيدك قليلا لصفحات لم تكن فيها حاضرا ؟
عندما كنت في حضن الماضي أنتظر المستقبل بعيون ملأى بالرجاء
فيما تضفر لي جدتي شعري جدائلا ذهبية و ما عرفت كيف أضحت عندما كبرت جداول عطر!!
غابت تلك الجدة و ما عادت اليد الحانية تداعب شعري
اعتنيت أنت بإنشاء حدائق غير منظورة و أجريت فيها جداول العطر
منحتني طفولة إضافية فــــــ قررت أن ...أنسق الجداول في جدائل
جديلتي من ثلاثة ألوان ..لون يشتعل شوقا ...لون يتورد حبا ...لون يتمرد شقاوة
ضفرتها معا بيدي فوشوشت خاتمي الفضي
ضحك كفي و إذ فتحته نمت في راحتي بسرعة خرافية جورية حمراء أورقت و انتشت و بسقت قامتها حتى لامست شرفة القلب
مدت عنقا طرية لتتنسم من نافذة القلب أريج تكاوينه
هناك .. في العمق كانت الأشياء قرمزية كلون المساء عند الغروب و الأشياء مرتبة ..في الردهات تشغى الحركة الدؤوب ...تعبق رائحة المشمش و الدراق و الياسمين و الحبق ...أبو الحناء كان هناك أيضا ..طفلة بجدائل كستنائية كانت تفترش تربة القلب و كأنها نبتت منه كزهرة مجنونة تناغي لعبة ما في يدها ...تحنو عليها حينا و ترميها تارة ثم تعود لالتقاطها مرة أخرى
جدتها ترامقها من زاوية ما ...تحكي لها أسطورة حورية البحر
تبكي الطفلة كلما وصلت إلى مشهد موت الحورية و تحاول بجسدها الغض الطري أن تحاكي حركة الحورية عندما رمت بنفسها في البحر
أرأيت ..كيف أعادتني لحظة شغب إلى حضن جدتي؟

ريم بدر الدين 08-11-2010 09:32 PM

و الذكرى ...هي تعمل فينا كسكين مثلوم
يجرح من كلا الحدين بدم بارد ..و بلا دم أحيانا
نجالس الذكرى في حديقة المنزل الخلفية لأننا نخاف أن نجلس عند عتبة الباب الأمامي في ضوء المارين لنلعب معهم ألعابا طفولية ولنشرب معهم فنجان قهوة محرم
و الذكرى طير مشاغب نسمح له أحيانا بالخروج من قفص الصدر إلى شرفة الشفاه لننعم ببعض الرطوبة و البرودة التي تحضرها معها
و الذكرى أيضا طفل يرفض أن ينام في ساعة محددة يحاول دوما أن يسبغ على روحنا نعمة الطفالة المفرطة و نسهر معه حتى يغالبه النسيان تعبا أو مللا
قطار الذاكرة فارغ إلا مني ومنك
للحظات ربما
سأرافقك إلى حديقة ما ... حديقتنا
أعرف أنك ستصنع من شعري مزهرية
تشبك به كل وردة تخالسك النظر
على ذات المقعد الحجري في ظل ذات الشجرة الوارفة نجلس
تحاول النافورة أن تشاركنا الحديث فلا نأبه بها ، تثرثر بصوت أعلى كي تشعرنا بوجودها فنوصيها
أن تنتعل مياهها و ترقص بصمت كي يتسنى لنا أن نتم تقليم دفاترنا
نعقد معها معاهدة جميلة
لتثرثر ما تشاء فنحن سنحكي بالعيون فقط..!


ريم بدر الدين 08-11-2010 09:34 PM


صديقي أدرك أنك تحولت و الحزن صنوان لا يفترقان
توالي الهزائم و الآلام قد نال من روحك الكثير ،إدمانها المبيت في مهجعك قد ألصق من طباعها بطباعك
و أن الفرح يمشي الآن بعكازين مكسورين،تائه لا يعرف دربك مهما كانت الإضاءة غامرة و نور الشمس ساطعا
يستطيع طرق كل الأبواب إلا بابك و كأنه/ بابك/ ارتدى طاقية الإخفاء فلا يظهر إلا لسدنة مدن الأحزان و المصائب
و بالرغم من هذا أخبرك بيقين لا يدانيه أي إيمان :
إدلاج العتمة بشير الصبح القادم


ريم بدر الدين 08-11-2010 09:35 PM



من درب المجرة صنعت فتيلا لضوء ينير عتمتك
غزلت لك من النجوم لحافا أدفىء به قلبك المقرور
حمّلت الشهب رسائل شوق عابرة للقلب
تنفجر كلما لامستها النسائم كرنفال ألعاب عشقية
أحترف لك مراقبة إشراقة صبح نشيط مجتهد
و أمتهن تزيين ثوب المساء الأسود بأحزاني و أمنياتي الكبيرة



هناك في الأعالي سدرة
خضراء وارفة
و إذا جن الليل
اسّاقط من اوراقها
نجوم فضية
تستحيل عندما تلامس أديم السماء
جماعات عاشقين
مهلا
ممنوع المكوث هنا لغير المتسربلين بالنقاء
و الصدق
لا يبدد حلكة الليل إلا الأبيض
و الدكنة يبتلعها في جوفه



و مرت الغيمات من هنا
كانت حقائبها فارغة
ثرثرت مع البحر كثيرا
و نسيت أن تملأ جعبتها ..ماء
الغيمات ...
تواعدت مع الأصقاع بموسم ري
و حنثت بوعدها
احمرت خجلا
فـ عادت إلى حضن الموج




الساعة الآن 11:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team