منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   وأمرهم شورى بينه (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24554)

زهرة الروسان 04-01-2018 06:48 PM

وأمرهم شورى بينه
 
في غابة كبيرة مترامية الأطراف، كانت أيام عجاف، وحل الجفاف. ماتت الأشجار، وخربت الديار. سكان الغابة مخنوقون، ومن أشعة الشمس هم محروقون... والثعلب ينعم بظلٍ ظليل تحت أشجار النخيل، بعد أن استوى على سوقه. وضباعه يحتفلون، بنصر مؤزر نتاجه معلوم. فجميع الغابات المحيطة يدركون حال المهزلةِ فوق تلك البسيطة.

معركة محسومة النتائج قبل أن يخوضها الخائضون، فهي مجرد مزحة يلقيها الثعلب على نفسه ويضحك الباقون. والخصماء اثنان: ثعلب مفترس، وانعكاسه "الشرس" باتت النتائج قريبة، وسكان الغابة يترقبون... فالقلوب وجلة، والأنفاس مقطوعة، وهم محتارون.

هل سينتصر الثعلب، أم ظله المحبب؟ هذا ما يقال. اثناء تلك اللحظات العصيبة، خرج الثعلب وقال بشكل مهذب، وابتسامة عريضة تعلو وجهه المدبب: لا تقلقوا يا رفاق، لن يأخذ هذا الكرسي أي أفاق. لن أسمح بالهزيمة ولن تلين العزيمة. تعلمون أنني حاكمكم الملهم، وقائدكم المخضرم... لا تقلقوا فشأنكم في يدي، وحالكم موصول بحكمي. حياتكم رغيدة طالما أنا مؤمن بهذه العقيدة. ولا سبيل لكم بدوني... لستم من يقاضيني، فقد قدتكم رغما عني، وهذا ليس من شؤوني السعيدة. فالتعلموا أنكم مهما تقدمتم ومهما ازدهرتم، فإن أمركم شورى بيني

.

.

.

.

وبيني.

ناريمان الشريف 04-02-2018 07:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الروسان (المشاركة 229746)
في غابة كبيرة مترامية الأطراف، كانت أيام عجاف، وحل الجفاف. ماتت الأشجار، وخربت الديار. سكان الغابة مخنوقون، ومن أشعة الشمس هم محروقون... والثعلب ينعم بظلٍ ظليل تحت أشجار النخيل، بعد أن استوى على سوقه. وضباعه يحتفلون، بنصر مؤزر نتاجه معلوم. فجميع الغابات المحيطة يدركون حال المهزلةِ فوق تلك البسيطة.

معركة محسومة النتائج قبل أن يخوضها الخائضون، فهي مجرد مزحة يلقيها الثعلب على نفسه ويضحك الباقون. والخصماء اثنان: ثعلب مفترس، وانعكاسه "الشرس" باتت النتائج قريبة، وسكان الغابة يترقبون... فالقلوب وجلة، والأنفاس مقطوعة، وهم محتارون.

هل سينتصر الثعلب، أم ظله المحبب؟ هذا ما يقال. اثناء تلك اللحظات العصيبة، خرج الثعلب وقال بشكل مهذب، وابتسامة عريضة تعلو وجهه المدبب: لا تقلقوا يا رفاق، لن يأخذ هذا الكرسي أي أفاق. لن أسمح بالهزيمة ولن تلين العزيمة. تعلمون أنني حاكمكم الملهم، وقائدكم المخضرم... لا تقلقوا فشأنكم في يدي، وحالكم موصول بحكمي. حياتكم رغيدة طالما أنا مؤمن بهذه العقيدة. ولا سبيل لكم بدوني... لستم من يقاضيني، فقد قدتكم رغما عني، وهذا ليس من شؤوني السعيدة. فالتعلموا أنكم مهما تقدمتم ومهما ازدهرتم، فإن أمركم شورى بيني

.

.

.

.

وبيني.

ياه !!!
رهيبة هذه القصة ..ساخرة لاذعة
من بدايتها حتى ( أمرهم شورى بينه وبين نفسه )
واقع مؤلم وسخيف حد البكاء عبرت عنه ببراعة
لك التحية

زهرة الروسان 04-02-2018 08:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 229750)
ياه !!!
رهيبة هذه القصة ..ساخرة لاذعة
من بدايتها حتى ( أمرهم شورى بينه وبين نفسه )
واقع مؤلم وسخيف حد البكاء عبرت عنه ببراعة
لك التحية

يسرني أنها نالت إعجابك 😊

ريما ريماوي 04-06-2018 10:27 PM

فعلا جميلة..
هذه الديمقراطية الوهمية.

دمت والابداع.

تقديري.

زهرة الروسان 04-14-2018 01:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 229770)
فعلا جميلة..
هذه الديمقراطية الوهمية.

دمت والابداع.

تقديري.

شكرا استاذتي

أشرف حشيش 05-20-2018 01:25 AM

نهايتها (الفقرة الأخيرة) أكجمل بلاغة وبديعا , وأقوى صقلا , وأكثر تعبيرا برمزية عن الواقع

دمت رائعة

صبا حبوش 06-29-2018 05:19 AM

من أجمل قصصك زهرة .. فعلاً النهاية جزلة ..
استمري :)

زهرة الروسان 07-01-2018 02:54 PM

شكرا لمرورك صديقتي صبا
كل الشكر لتلبيتك الدعوة استاذ أشرف


الساعة الآن 08:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team