توثيق ( رأيكم في الأسلوب وطريقة طرح الفكرة)
 

قرر أن يندمج بينهم ليبين لهم خطأهم.
اعتاد على أن يجوب البلاد ليقتنص مشاهد ومواقف لم يسبقه إليها أحد. يسلط الضوء على عينات من المجتمع تحتاج للتغير بشكل مازح فكاهي. دون أن يؤذي مشاعر للناس ولا يتطرق للمشكلة بشكل مباشر.
يوما ما مر على أهل قرية صغيرة في مكان بعيد. وقد سمع أن أهل هذه القرية سيقيمون احتفالا في ذلك اليوم. فقد جرت العادة عندهم أن يقيموا احتفالا بمناسبة مولد أحد الصالحين. فيحضرون أطعمة ويقيمون طقوسا يتغنون فيها بسعادة شكرا ومدحا لذلك الرجل الصالح. ويقومون عند قبره يطلبون منه العون على قضاء حوائجهم.
قرر أن يندمج بينهم ويرى مدى معرفتهم بما يفعلون. سجل مواقف طريفة لرجال طيبين.
وفي أثناء تنقله في أرجاء القرية استقبله رجل ودعاه الى جلسة مع مجموعة من الرجال. وافق على دعوته ليجد نفسه بين مجموعة من الرجال البسطاء... بسطاء أكثر من اللازم ينقادون وراء ما يقال لهم دون منطق.
سأل الموثق أحد الجالسين: لم تحتفلون؟
الرجل: أنه مولد أحد الصالحين... لقد من الله علينا بجعل قبر هذا الرجل في بلدتنا.
الموثق: هل تحتفلون بمولد رجل مات منذ زمن؟ ما الفائدة؟
-هذا ما اعتدنا عليه وتوارثناه جيلا بعد جيل. نحن نطعم الفقراء ونتغنى ونتشارك معا لحظات الفرح. ثم نذهب الى ضريح ذلك الصالح لنطلب منه اعانتنا على تحمل أعباء الحياة.
-دعني أفهم، أنتم تطلبون من رجل ميت مساعدتكم لتنجزوا شيء هو غير قادر على إنجازه!
-ليس تماما نحن نفعل كل هذا لنتقرب من خالقنا عبر بر قبر هذا الرجل.
-ولم لا تسأل الخالق بشكل مباشر؟
-ومن أكون لأسأله مباشرة! ما الذي تقوله! أنا مجرد رجل بسيط كثير الخطأ. وهو رجل صالح صاحب فضائل وأعمال خير.
-يا رجل، الأمر أبسط من ذلك. لم يجعل ربنا شروطا أو صفات خاصة لكي يستجيب! هلا أخبرتني لم سمي المولد بهذا الاسم؟
-نحن نحتفل بانتقال الرجل الصالح الى خالقه.
-لكن هذا لم يعد مولدا... لقد صار دار عزاء. ولم لا تحتفلون بمولد أخيه؟
-أخوه لم يدفن في قريتنا.
-هل يتعلق الأمر في ما اذا دفن هنا أو في مكان آخر؟
-لا أخوه في قلوبنا.
-ما الذي تتحدث عنه.
أشار الموثق الى رجل آخر يجلس في الجلسة وسأله: ما رأيك أنت؟
رد الرجل بعفوية: كما قال لك.
ضحك جميع الحضور على عفوية الرد ثم عاود الأول لينصح الموثق ليعمل أعمالا صالحة عله يكون يوما ما وليا صالحا ليحتفل بمولده بعد وفاته... والأمر كله في سبيل التوثيق.

مستوحاه من فيديو قدمه مذيع الشارع المصري أحمد رأفت