قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

ذاع خبر تفشي "كورونا" ، وبدا للناس في تلك القرية النائية من خلال ما يروج من أخبار، أن المسألة أشبه بأشرطة الرعب وأفلام الخيال العلمي.!!،حتى ظهرت على امرأة من الأهالي أعراض الوباء ، فبدأ القلق يسيطر عليها والوساوس تخامرها.!..كتمت الأمر، وعقدت العزم على الذهاب إلى المشفى ،لعمل فحص حتى تقطع الشك باليقين..جلست في قاعة الانتظار تنتظر دورها...وكانت الأمور لحدود تلك اللحظة تسير سيرا عاديا ، ولكن ما أن عطست ،حتى انفض كل المرضى من حولها، وفَرَّ الأطباء والممرضون وحراس الأمن الخاص بجلودهم .!!!... أصيبت السيدة بحالة من الهلع الشديد وقد بقيت وحيدة هناك ،فهربت هي الأخرى والخوف يكاد يقتلها ،ودخلت بيتها وغَلَّقَت الأبواب !..أُعْلِنْت حالة الطوارئ، ودخل الأمن على الخط سريعا واستنفر أجهزته .!.وما هي إلا لحظات قليلة حتى حضرت سيارة إسعاف بداخلها رجال يبدون بلباسهم المنفوش كرواد الفضاء، ترافقها سيارة شرطة كانت كل عناصرها ملثمة ، تتلوها شاحنة عسكرية كبيرة تحمل فرقة من قوات التدخل السريع ، يرتدي أفرادها أقنعة واقية وهم مدججون بأسلحة مطاطية، وقنابل مسيلة للدموع .!!.
وبدأ البحث عن الهاربة..!.استعانوا في تحرياتهم بشهود عيان لتحديد الطريق التي سلكتها.!.. وأخيرا تم الوصول لمقر سكناها بمعونة عون سلطة تعرف عليها من خلال لون جَلاّبيّتها.!!.
سُمِعَ طرق قوي على الباب، وأصوات مزلزلة تنبعث من مكبرات الصوت، تنادي بخروج المشتبه بها من البيت وتسليمها لنفسها،، وإلا تم اقتحامه بالقوة ..!.استرق زوجها نظرة خاطفة من خلال فُرُجات النافذة الموصدة فصدمه الخَطْب..التفت إلى زوجته قائلا : ماذا هناك ؟؟؟؟
قالت وهي ترتجف : عطست في المشفى..!
قال لها : الدولة كلها هنا بسبب عطسة.!.هل يمكن تصديق هذا الهراء.. ؟؟
قالت : أقسم إنها الحقيقة...!
قال : أخرجي إليهم إذن وسلمي نفسك ولنرَ. !
خرجت السيدة وتم الزج بها في سيارة الإسعاف، وتمت المناداة على الزوج.
- هل أنت زوجها ...؟؟!
- نعم ،ولكني بريء منها والله ..وأنا الآن أرفع القيد أمامكم عنها.!.
- سترافقها أنت أيضا للتَّحَقُّق.!..
صعد السيارة مرتعبا وهو يقول : يا ستار..!!. يا رب..!!...و بينما يستعد الموكب للتحرك بعد إنجاز المهمة بنجاح، انفجرت عجلة من العجلات الخلفية للمركبة التي تقل الظنينة وزوجها ..!! نزل رجال الإسعاف لإسعافها !...استغلت السيدة انشغالهم ، فانسلت خلسة واختفت .!..تمت ملاحقتها من جديد ، وإلقاء القبض عليها متخفية في هيئة امرأة متسولة ،وتم توثيق رسغيها وكاحليها بالأصفاد هذه المرة.!..وهناك في قاعة التحقيق، تم إخضاعها للفحص الذي جاءت نتيجته - بعد أيام من الحجز - سلبية ...!!
الطبيب المختص : بختك حسن .!.."مجرد نزلة برد وهتعدي إن شاء الله وتفوت"..!!!!:22-41:

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

عطسة امرأة استنفرت كل أجهزة الدولة وأصابت بالرعب مجتمعا مريضا بالخوف والشك والأنانية

قصة جميلة بأسلوب سلس وحدث يتطور بإتقان
وإثارة ممتعة

بورك قلمك أخي محمد
تحياتي وتقديري

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

شكرا جزيلا للناقد والأستاذ الرائع عبد الكريم الزين على ما نثره هنا ..قراءة ماتعة مانعة ،واختزال يغني عن المقال..
سررت جدا بهذا الحضور الذي يشرح الصدر دوما بالحبور..
تحياتي والمحبة..
:31:

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

حياك الله أستاذتنا الفاضلة ثريا..
مشكورة على القراءة المميزة والحضور المشرق..
تحياتي والود:43:

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

شكري وامتناني على تصويب الهنات التي قد يغفل عنها الكتاب في كثير من الأحيان ،رغم اجتهادهم في فحص نصوصهم قبل نشرها، وهذه من حسنات القراءات النقدية وخصوصا إذا كانت بأقلام محترفة ومتمكنة، مثل قلم الأستاذة المعلمة ثريا وقد تم التصويب بحمد الله .." بالنسبة ل " ساتر" فقد نقلتها مثلما تنطق في العامية المصرية ومن حسن الحظ أنك هنا من أجل التصحيح وللاشارة فالمعلومة أسمع بها لأول مرة فلك الشكر الجزيل..
بقيت مسألة كنت قد احترت في أمرها وهي : هل نكتب لنرى أو لنر ؟؟ .. لأنها إذا كانت لام أمر وجب حذف الألف المقصورة واذا كانت لام تعليل يحتفظ بها...فهل اللام في الجملة لام أمر أم لام تعليل ؟؟ وهل يجوز في هذه الحالة الوجهان ؟؟
بانتظار ردك تقبلي خالص التحايا و:30:

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

رد: قصص من زمن كورونا.4 - العَطْسَةُ المرعبة..!!
 

لعلي لم أنتبه للشرح جيدا...نعم اتضحت القاعدة... سأحتفظ بالواو .." ولنر"وقد تم تصويب الشرطتين في الجملة الاعتراضية ورفعهما...رفع الله قدرك وجعل أجر وعناء ما تقدمينه لنا من دروس مع حسناتك..
مبلغ شكري وخالص احترامي
:43: