منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30484)

عبد السلام بركات زريق 10-03-2022 09:21 AM

فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
فقه اللغة وسرُّ العربية
تأليف الإمام اللغوي
أبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي

عبد السلام بركات زريق 10-03-2022 09:27 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
هذه رسالة جعلها أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي
النيسابوري رحمه الله، مقدمة على فقه اللغة وسر العربية، الذي ألَّفه
لمجلس الأمير السيد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، عفا الله عنه.

عبد السلام بركات زريق 10-03-2022 11:26 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
..
..
مقدمة المؤلف
..
..


بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعدَ حمدِ الله على آلائِهِ، والصلاة والسلام على محمد وآلهِ، فإن من
أحبَّ اللهَ تعالى أحب رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ
الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها
نزلَ أفضلُ الكُتُبِ على أفْضَل العَجَم والعرب، ومَنْ أحبَّ العربية عُنيَ
بها، وثابَرَ عليها، وصرَفَ هِمَّتَهُ إليها، ومَنْ هداهُ الله للإسلام، وشرحَ صدرَهُ
للإيمان وآتاه حُسنَ سريرةٍ فيه، اعتقد أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم
خيرُ الرسل، والإسلامَ خيرُ الملل، والعرب خيرُ الأممِ، والعربية خير اللغاتِ
والألسِنَةِ، والإقبالَ على تفهُّمِهَا من الديانة، إذْ هيَ أداةُ العلم، ومِفْتَاح
التَّفقُهِ في الدين وسبَبُ إصْلاحِ المعاش والمعادِ، ثم هي لإحرازِ الفضائلِ،
والاحتواءِ على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزَّندِ للنار،
ولو لم يكنْ في الإحاطةِ بخصائِصها، والوقوفِ على مجارِيها ومصارفِها،
والتَّبحُّرِ في جلائها ودقائقها، إلا قوةُ اليقين في معرفةِ إعجازِ القرآنِ، وزيادةِ
البَصِيرَة في إثبات النُّبوَّةِ، الذي هو عُمْدة الإيمانِ، لكفى بهما فَضلًا يَحْسُنُ
أثره، ويطيبُ في الدارين ثمرُهُ، فكيف وأيسرُ ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ من
ضُروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكَتَبَة، ويُتْعِبُ أنامِلَ الحَسَبَةِ، ولِما شرَّفَها الله
عزَّ اسمُه وعظَّمها، ورفع خَطَرَها وكرَّمها، وأوحى بها إلى خير خَلْقِهِ، وجَعَلَها
لسانَ أمِينهِ على وَحْيِه، وأسلوبَ خُلَفَائه في أرْضِهِ، وأراد بقاءها ودوامَها
حتَّى تكونَ في هذه العاجِلَةِ لخير عبادِهِ، وفي تلك الآجلَةِ لساكني جنانه
ودار ثوابه، قيَّضَ لها حَفَظَةً وخَزَنَةً من خواصِّ الناسِ وأعيانِ الفَضْلِ
وأنْجُمِ الأرض، فَنَسُوا في خِدمتِها الشهواتِ وجابوا الفلواتِ، ونادَمُوا
لاقتنائها الدفاتِرَ، وسامرُوا القَمَاطِر والمحابرَ*، وكَدُّوا في حَصْرِ لغاتِها
طباعَهُم، وأسْهَرُوا في تقييْدِ شواردِها أجفانَهم، وأجَالُوا في نَظْمِ قلائدِها
أفكارَهُم، وأنفقُوا على تخليدِ كتبها أعمارَهم، فعظُمَتِ الفائِدةُ، وعمَّت
المصْلَحَة وتوافَرَتِ العائدةُ، وكلّما بدأَتْ معارفُها تَتَنكَّر، أو كادت معالمُها
تتستَّرُ أو عَرَض لها ما يُشْبِهُ الفَتْرَة ردَّ اللهُ تعالى عليها الكَرَّةَ فأهبَّ
رِيحها ونفق** سُوقَها بِفردٍ من أفراد الدَّهرِ أديبٍ ذي صَدْرٍ رحيبٍ،
وعزيمةٍ راتبةٍ ودِرايةٍ صائبةٍ، ونَفْسٍ ساميةٍ، وهِمَّةٍ عاليةٍ، يحبُّ الأدَبَ
ويتعصَّب للعربيةِ، فيجمعُ شَمْلَهَا، ويُكرم أهْلَها، ويحرِّكُ الخواطِرَ
الساكِنَةَ لإعادة رَوْنَقِهَا، ويَسْتَثِيرُ المحاسِنَ الكامِنَةَ في صُدُورِ المتحلِّين
بها، ويَسْتَدعي التألِيفَاتِ البارعة في تجديدِ ما عَفَا مِنْ رُسُومِ طَرائِفِها
ولطائِفِها، مِثْلُ الأمير السيِّدِ الأوحدِ، أبي الفَضْل عُبيدِ اللهِ بن أحمد
الميكَالي***، أَدَامَ اللهُ تعالى بَهْجَتَهُ، وحرسَ مهجتَه، وأَينَ لا أين مثله،
وأصلُهُ أصلُهُ، وفضلُهُ فضلُهُ

هيهاتَ لا يأتي الزّمانُ بِمثلِهِ
إنَّ الزّمانَ بِمِثلِهِ لَبَخيلُ



*القماطر: أوعيةٌ من جلدٍ لحفظ الكُتُبِ، والمحابر جمع محبرة، وهي دواةُ المِدادِ.
**نفق: يقال: نفقت السوق راجت وكثرَ ربحُها.
***جميع تراجم الأعلام سنوردها مُلْحَقَةً في فهرس ترتيب المعجم.


>>>>>

ثريا نبوي 10-04-2022 06:30 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
حيّاك الله مُشرفنا وشاعرَنا القدير
وبُورِكَ العطاءُ والثراء .. وسوف أتابع معك بمشيئة الله

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 09:58 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 351069)
حيّاك الله مُشرفنا وشاعرَنا القدير
وبُورِكَ العطاءُ والثراء .. وسوف أتابع معك بمشيئة الله

سنا الأماكن أنت أمي الغالية

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 09:59 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
<<<<<

وما عَسِيْتُ أن أقُولَ فِيمَنْ جمع أطرافَ المحَاسِنِ، ونَظَمَ أشتاتَ
الفضائلِ، وأخذ برقاب المحَامِدِ، واسْتَولى على غاياتِ المَناقبِ، فإن
ذُكِرَ كَرَمُ المنصِبِ، وشَرَفُ المُنْتَسَب كانتْ شجرتُهُ الميكاليةُ في قرارة
المجْدِ والعَلَاءِ، أصْلُها ثابتٌ وفَرْعُها في السماءِ، وإن وُصِفَ حُسنُ
الصُّورةِ الذي هو أوَّلُ السَّعادةِ، وعُنْوَانُ الخَيرِ وسِمَةُ السيادة، كان
في وجهه المقبول الصَّبيحِ ما يستنطق الأفواه بالتسبيحِ، لا سِيمَا
إذا تَرَقرقَ ماءُ البِشْرِ في غُرَّته وتَفَتَّقَ نُورُ الشَّرفِ من أسِرَّتِه، وإن
مُدِحَ حُسْنُ الخُلُقِ، فله أخلاقٌ خُلِقْنَ من الكرم المحْضِ، وشِيَمٌ تُشَامُ
منها بارقةُ المجدِ، فلو مُزِجَ بها البحر لعَذُبَ طعمُهُ، ولو استعارَها
الزمان لما جار على حرٍّ حُكْمُهُ، وإن أُجرِيَ حديثُ بُعدِ الهِمَّةِ ضربْنا
به المَثَلَ، وتَمثَّلْنَا همَّته على هامَةِ زُحَلِ، وإن نُعِتَ الفِكرُ العميقُ،
والرأيُ الزَّنِيقُ* فَلَهُ مِنْهما فَلَكٌ يُحِيطُ بِجوامعِ الصَّوابِ، ويدور بكواكب
السَّدادِ، ومرآةٌ تُرِيهِ ودائع القُلوبِ، وتكشف عنْ أسرارِ الغُيُوب، وإن
حُدِّثَ عن التَّواضعِ كان أوْلَى بقول البُحْتُريِّ مِمَّنْ قالَ فيه:

دَنَوْتَ تواضعًا وعَلوتَ مَجدًا
فَشَأناكَ انخفاضٌ وارْتِفاعُ

كذاكَ الشّمسُ تَبعُدَ أن تُسامَى
ويدنو الضَّوءُ مِنها والشُّعَاعُ


وأما سائر أدواتِ الفَضْلِ، وآلاتِ الخير، وخِصالِ المجدِ، فقد قسمَ اللهُ
تَعالى له منها ما يُبارِي الشّمسَ ظُهورًا، ويجاري القَطْر وُفورًا، وأما
فُنُونُ الآدابِ فهو ابنُ بَجدَتِها*، وأخو جُمْلتِها، وأبو عُذرتِها ومالكُ
أزِمَّتِها، وكأنّما يُوحَى إليه في الاستئثارِ بمحاسِنِها والتفرُّدِ ببدائعها، واللهِ
هو إذا غَرَسَ الدُّرَ في أرض القِرْطَاس***، وطرَّزَ بالظَّلام رِداءَ النَّهار، وألْقَتْ
بِحارُ خَوَاطِرِهِ، جواهِرَ البَلَاغةِ على أنامِلِهِ، فهناك الحُسْنُ برُمَّتِهِ، والإحسانُ
بِكُلِّيَتِهِ، وله ميراثُ التَّرسل بأجْمَعِهِ، إذْ قدِ انتهتْ إليهِ بلاغَةُ البُلغاءِ

*الزنيق: كأمير: الرصين المُحكم.
**بجدتها: باطنها، وابن بجدة الأمر العالم به.
***تشبيه معكوس لسيل المداد على القرطاس يفسره ما بعده من
تشبيه المداد بالظلام وبياض القرطاس بضوء النهار.



>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 11:01 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
<<<<<


فما تُظلُّ الخضراءُ*، ولَا تُقِلُّ الغبراء* في زمننا هذا أجْرَى منهُ في
مِيدانِها، وأحْسَنَ تصريفًا لعِنانِها، فلو كنتُ بالنُّجوم*** مُصدِّقا لقلتُ:
قد تأنَّق عُطَارِدُ في تدبيرِهِ وقَصَر عليه مُعْظَمَ هِمَّتِهِ، ووَقَفَ في طاعَتِهِ
عند أقصى طاقتِهِ، ومن أراد أن يسمعَ سرَّ النَّظْمِ وسحر النثر ورُقية****
الدَّهرِ، ويرى صَوْبَ العقلِ، وذَوْبَ الظُّرف، ونَتِيجَةَ الفَضْلِ، فليَسْتَنْشِد
ما أسفَرَ عنهُ طبعُ مجدِه وأثمَرَهُ عالي فِكْرِهِ


*الخضراء: السماء.
**الغبراء: الأرض.
***النجوم: التنجيم وكشف الغيب.
****رقية: الرقية التعويذة.

>>>>>

ثريا نبوي 10-04-2022 11:07 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
إذا تَرَقرقَ ماءُ البِشْرِ في غُرَّته وتَفَتَّقَ نُورُ الشَّرفِ من (أسِرَّتِه)
:
صباحُك الخيرُ مُشرفنا البليغ:
هل تُجمعُ السريرةُ على أسِرةٍ وسرائر؟
أم أنه الانغماسُ في المُحسِّناتِ البديعية؛ بينما لُغتُهُ غنية؟

ثريا نبوي 10-04-2022 11:14 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
كذاكَ الشّمسُ تَبعُدَ أن تُسامَى
:
أظنه: تَبعُدُ .. بضم الدال، وهو خطأ الرقن السريع

لم أشأ تعديله حتى أتأكد

تحياتي وتقديري

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 04:37 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 351075)
كذاكَ الشّمسُ تَبعُدَ أن تُسامَى
:
أظنه: تَبعُدُ .. بضم الدال، وهو خطأ الرقن السريع

لم أشأ تعديله حتى أتأكد

تحياتي وتقديري

أهلا أستاذة ثريا
هو كما تفضلت
لا شك بذلك
أشكر تفضلك يالتعديل
أينما وجدت خطأ
مع تقديري

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 04:40 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 351074)
إذا تَرَقرقَ ماءُ البِشْرِ في غُرَّته وتَفَتَّقَ نُورُ الشَّرفِ من (أسِرَّتِه)
:
صباحُك الخيرُ مُشرفنا البليغ:
هل تُجمعُ السريرةُ على أسِرةٍ وسرائر؟
أم أنه الانغماسُ في المُحسِّناتِ البديعية؛ بينما لُغتُهُ غنية؟

أهلا أستاذة ثريا
والله لا أدري بالضبط
لكنني ناقل

عبد السلام بركات زريق 10-04-2022 05:18 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>


من مُلَحٍ* تَمْتَزِجُ بأجْزاءِ النُّفُوس لِنَفاستها وتَشرَبُ القلوب لِسَلَاسَتها:

قَوافٍ إذا مَا رَوَاها المَشُو
قُ هزّتْ لها الغانياتُ القُدُودَا

كَسَونَ عبيدًا ثيابَ العَبيدِ
وأضْحَى لبيدٌ لَدَيْها بَلِيدَا

وأيْمُ اللهِ ما مِنْ يومٍ أسعفني فيه الزمانُ بمواجهةِ وجهِهِ، وأسعدني
بالاقتباسِ مِن نُورِهِ، والاغْتِرافِ من بَحرِهِ، فشاهدتُ ثمارَ المجدِ والسؤدُدِ
تَنْتَثِرُ مِنْ شَمَائِلِهِ، ورأيتُ فضائِلَ أفراد الدَّهرِ عِيالًا على فضائِلِهِ، وقرأت
نُسخَةَ الكَرَمِ والفَضْلِ من ألحاظهِ، وانتَبَهْتُ فرائِدَ الفوائِدِ من ألفاظِهِ
إلا تذكّرتُ ما أنْشَدَنِيهِ أدام اللهُ تأييدَهُ، لعلي بن الرومي:

لولا عجائبُ صُنْعِ اللهِ ما نَبَتَتْ
تلكَ الفَضائِلُ في لحمٍ ولا عَصَبِ


وأنشَدتُ فيما بَيني وبين نفسي وردَّدتُ قولَ الطائِيّ:


فلوْ صَوَّرتَ نَفسكَ لمْ تَزِدْها
على ما فِيكَ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ


وثَلَّثتُ بقول كُشَاجِم:

ما كانَ أَحْوَجَ ذَا الكَمال إلَى
عَيْبٍ يُوَقِّيهِ مِنَ العَيْنِ

وربَّعْتُ بقول المتنبي:

فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهمْ
فإنَّ المِسْكَ بعضُ دَمِ الغَزَالِ

ثمَّ اسْتَعَرْتُ فيه لسانَ أبي إسحاقَ الصَّابي حيثُ قالَ للصَّاحِبِ، ورَّثه
اللهُ أعمارَهُما كما وَرَّثَه في البلاغةِ أقدارَهُما:

اللهُ حسبي فيكَ مِنْ كلِّ مَا
يُعَوِّذُ العبدُ بِهِ المَولَى**

ولا تَزَلْ تَرفُلُ في نِعْمَةٍ
أنتَ بِها من غيركَ الأَوْلَى


وما أنسَ لا أنسَ أيامي عنده بفيروزأباد إحدى قراه برُسْتَاق جُوَين
سقاها الله ما يَحْكي أخلاقَ صاحِبِها من سَيل القَطرِ فإنها كانت
بطلعته البدريَّة، وعشرته العِطريَّة، وآدابِه العلْويَّة، وألفاظه اللؤلؤيةِ،
مع جلائلِ إنعامه المذكورة، ودقائق إكرامِهِ المشكورَةِ، وفوائد مجالسه
المعمورةِ، ومحاسن أقوالِهِ وأفعالِهِ التي يَعيا بها الواصفون أُنْمُوذَجاتٍ***
من الجنّة التي وُعِدَ المتّقُون، فإذا تذكرتُها في تلك المرابعِ التي هي
مراتعُ النواظِرِ والمصانِعِ التي هي مطالعُ العَيشِ النَّاضِرِ، والبَساتينِ التي
إذا أُخِذَتْ بَدائعُ زَخَارِفِهَا، ونُشِرَتْ طرائفُ مَطارِفِها، طُوِيَ لها الديباجُ
الخُسرَواني**** ونُفيَ معها


*الملح: الطرف والفكاهات.
**يعوذ الخ: التعويذ التحصين، وعوذه الله حصنه به، وتعوذ بالله
طلب منه الوقاية.
***الأنموذج ونموذج ونماذج وأنموذجات: المثل من الشيء، والكلمة
ليست عربية بل فارسية معربة.
****الديباج: الحرير، والخسواني نسبة إلى بلد فارسي اشتهر بحريره.


>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-14-2022 08:05 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

>>>>>

الوَشيُ الصَّنعانيُّ*، فلم تُشَبَّه إلَّا بِشِيَمِهِ، وآثار قلمه، وأزهار
كَلمِه، تذكرت سِحْرًا وسِيمًا وخيرًا عميمًا وارتياحًا مُقيمًا، ورَوْحًا
ورَيحانًا ونعيمًا، وكثيرًا ما أحكي للإخوان والأصدقاء أني استغرقتُ
أربعةَ أشهرٍ هناك بحضرتِهِ، وتَوفَّرْتُ** على خدمتِهِ، ولازمتُ في
أكثر أوقات الليلِ والنهار عَاليَ مجلِسِهِ، وتعطّرتُ عند رُكُوبه بغبار
موكبه، فبالله أقسمُ يمينًا قد كنتُ عنها غنيًّا وما كنتُ أوْليها***
لو خِفتُ حِنْثًا فيها: إني ما أنكرت طَرَفًا من أخلاقه، ولم أشاهد إلَّا
مجدًا وشرفًا من أحواله، وما رأيته اغتابَ غائبًا أو سَبَّ حاضرًا أو
حَرَم سائِلًا أو خيَّبَ آملًا، أو أطاعَ سلطانَ الغضبِ والحَرَدِ أو تَصَلَّى
بنَارِ الضَّجَرِ في السفر، أو بَطَشَ بَطْشَ المُتَجَبِّر، وما وجدت المآثرَ
إلا ما يتعاطاهُ، ولَا المآثم إلّا ما يتخطّاه، فعوَّذتُهُ بالله، وكذلك
الآن، من كلِّ طَرْف عائِنٍ**** وصَدْرِ خائنٍ*****.


* الوشي: الزركشة على الجوانب. والصنعاني: نسبة إلى صنعاء حاضرة بلاد اليمن.
** توفرت: اقتصرت، أما توافر بألف بعد الواو فمعنته كثر.
*** أوليها: أقسم بها.
**** عائن: الطرف العائن الحاسد والمصاب به معين ومعيون.
***** الصدر الخائن: المنطوي على الغل والحفيظة.

>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-15-2022 08:34 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>

هذا ولو أعارتني خُطباءُ إيادٍ أَلْسِنَتِهَا وكتَّابُ العراقِ أيديها في وصفِ
أياديهِ الّتِي اتَّصلت عندي كاتّصالِ السُّعودِ، وانتظمتْ لديَّ في حالَتيْ
حُضُوري وغَيبتي كانتظامِ العُقُودِ، فقلتُ في ذكرها طالبًا أمَدَ الإسْهاب،
وكتبتُ في شكرها مادًّا أطنابَ الإطْنابِ، لَما كنتُ بعدَ الاجتهاد إلا مائلًا
في جانب القُصور* متأخرًا عن الغرضِ َلمقصودِ، فكيفَ وأنا قاصِرُ سَعْيِ
البلاغةِ قصيرُ باعِ الكتابةِ، وعلى هذا فقد صَدِئَ فَهْمي مع بُعْدٍ كان عن
حضرتِهِ، وتكدَّر ماء خاطري لتطاوُل العهد بخدمته، وتكسَّر في صدري
ما عَجزَ عنِ الإفصاح به لساني، فكأنَّ أبا القاسم الزّعفرانيّ، أحدَ شعراء
العصر الذين أورَدْتُ مُلَحَهم في كتاب "يتيمةِ الدّهرِ، قد عبَّر عن قلبي
بقولِهِ:

لي لسان كأنّهُ لي معادي
ليس يُنبي عن كُنْه ما في فؤادي

حَكَمَ اللهُ لي عليهِ فلو أُنـ
ـصَفَ قلبي عَرَفْتَ قَدْرَ وِدَادِي



فإلى من جمَّل الزمانَ بمجْدِهِ، وشرَّفَ أهلَ الآدابِ بمناسبة طَبْعِهِ، ونظر
لذوي الفَضْلِ بامتدادِ ظِلِّه، ودَاوَى أحوالهم بطبِّ كرمه، أرغبُ في أن
يجعل أيامَهُ المَسْعودَةَ أعظمَ الأيام السالفةِ يُمنًا عليهِ، ودُونَ الأيام
المُسْتَقْبَلَةِ فيما يُحِبُّ ويحبُّ أولياؤُهُ لهُ، وأن يديمَ إمتاعَه بظلّ
النعمةِ، ولباسِ العافيةِ، وفِراشِ السلامة، ومركبِ الغِبْطَةِ، ويُطيل بقاءه
مَصُونًا في نفسه وأعِزّتِهِ، متمكنًا مما يقتضيهِ عالي همَّته، وأن يَجمعَ له
المدَّ في العُمر إلى النفاذِ في الأمرِ، والفوزَ بالمثُوبَةِ مِنَ الخالقِ، والشكرَ
من المخلوقين، ويجمع آماله من الدنيا والدين.

>>>>>

*القصور: العجز.

عبد السلام بركات زريق 10-17-2022 11:22 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>

وأعود -أدام اللهُ تأييدَ الأميرِ السَّيّدِ الأوحدِ- لِما افتتحت لهُ
رسالتي هذه فأقولُ: إنّي ما عَدَلْتُ بمؤلّفاتي إلى هذه الغاية
عن اسمِهِ ورسمِهِ، إخْلالًا بما يلزَمُني مِنْ حَقِّ سُؤْدَدِهِ، بل إجلالًا
له عمّا لا أرضاه للمرور بسمعِهِ ولحظه، وتَحَامِيًا لِعَرضِ بضاعتي
المُزْجَاةِ على قوة نَقدِهِ، وَذَهَابًا بنفسي عنْ أن أهدِي للشمسِ
ضوءًا أو أن أزيدَ في القمرِ نورًا، فأكونَ كجَالِبِ المِسكِ إلى أرْضِ
التُّركِ، أو العُود إلى بلاد الهنود، أو العَنْبر إلى البحر الأخضر.
وقد كانت تجري في مجلسِهِ -آنسه الله- نُكَتٌ من أقاويل أئمَّة
الأدب في أسرار اللغة وجَوَامِعِها ولطائِفِها وخصائِصها، مما لم
يتنبَّهوا لجمع شمله ولم يتوصَّلوا إلى نظمِ عِقْدِهِ، وإنّما اتَّجهتْ
لهم في أثناءِ التأليفاتِ، وتَضَاعيف التصنيفات لُمَعٌ يسيرة
كالتوقيعاتِ، وفِقَرٌ خفيفة كالإشارات، فيُلَوِّح لي -أدام الله دولته-
بالبحث عن أمثالِهَا وتحصيل أخواتِها وتَذْييلِ ما يتّصلُ بها
ويَنْخَرِطُ في سِلكها وكسر دَفترٍ جامعٍ عليها وإعطائِها من النِّيقة*
حَقَّها. وأنا ألوذُ بأكنافِ المُحُاجَزَةِ وأحُومُ حولَ المدافعةِ، وأرْعَى
رَوْضَ المُماطلة! لا تهاوُنًا بأمره الذي أراهُ كالمكتوبات، ولا أُميّزه
عن المفروضاتِ، ولكِنْ تَفَادِيًا من قُصُور سَهمي عن هَدَفِ إرادَتِهِ
وانْحرافًا عن الثّقة بنفسي في عملِ ما يَصْلُحُ لِخِدمتِهِ، إلى أن
اتَّفَقَتْ لي في بعضِ الأيامِ التي هِيَ أعيادُ دهري وأعيانُ عُمْرِي
مُوَاكَبَة القمرين بمُسَايَرَة رِكابِهِ، ومُوَاصَلَةِ السعدَيْن بصلة جنابِهِ
في مُتَوجَّههِ إلى فَيْروزأبادِ إحدى قُراهُ من الشاميات ومنها إلى
(خُذاي داذ) عَمَّرها الله بدوامِ عمره، فلمّا:

أخذْنا بأطْرافِ الأحاديثِ بَيْنَنا
وسَالتْ بأعناقِ الجيادِ الأباطحُ**


وعُدنا للعادةِ عند الإلتقاء في تَجاذُب أهدابِ الآدابِ، وفَتْقِ نوافجِ***
الأخبار والأشعار، أفْضَتْ بنا شجونُ**** الحديثِ إلى هذا الكتابِ
المذكورِ، وكونِه شريفَ الموضوعِ أنِيقَ المسموعِ، إذا خرج من العَدَمِ
إلى الوجودِ، فأَحَلتُ في تأليفِهِ على بعضِ حاشِيتِهِ من أهلِ الأدبِ،
إذا أعاره -أدام الله قُدرتَهُ- لمحةً من هدايتِهِ وأمدَّهُ بشُعبةٍ من
عنايتِهِ، فقال لي، صدّقَ اللهُ قولَهُ، ولا أعدمَ الدنيا جماله وطَوْلَه
كما أذاقَ العِدا بأسَهُ وصَولَهُ: إنك إن أخَذْتَ فيه أجدتَ وأحسنتَ،
وليس له إلا أنتَ، فقلت له: سَمْعًا سَمعًا، ولم أسْتَجِزْ لأمره دَفعًا، بل
تَلَقّيْتُهُ باليدين، ووضعتُهُ على الرأسِ والعين. وعاد -أدام الله تمكينه-
إلى البلدة عَوْدَ الحُليِّ إلى العاطلِ***** والغيثِ إلى الرَّوض

*وفي لسان العرب: النّيقة: من النّيوق. تنوق فلانٌ في مطعمه
وملبسه وأموره، إذا تجوّد وبالغَ.
**الرواية الموثوق بها بأعناق المطي بدل الجياد.
***النوافج: أوعية المسك، وقيل النوافج السُّحب الغزيرة، والأول المراد هنا.
****الشجون: جمع شجن بسكون الجيم الطريق وبفتحة الحزن.
*****العاطل: المرأة غير المتزينة.

>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-18-2022 09:00 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>

الماحِل* فأقام لي في التأليفِ معالمَ أَقِفُ عندها، وأقفوا حدَّها،
وأهابَ** بي إلى ما اتخذتُهُ قِبلًة أُصلِّي إليها وقاعدة أبني عليها
من التمثيل والتنزيلِ، والتّفْصيلِ والترتيبِ، والتّقْسيم والتّقْريب
وكنتُ إذْ ذاك مُقيمَ الجسمِ، شاخصَ العَزْمِ، فاستأذنته في الخروجِ
إلى ضَيْعةٍ لي مُتَناهيةِ الاختلالِ بعيدة المزارِ، فأجْمَعُ فيها بين
الخَلْوَة والتأليفِ وبين الاستعمارِ، فأذِنَ لي -أدام اللهُ غِبطتَهُ- على
كُرهٍ منه لفُرْقَتي، وأمر -أعلى الله أمره- بِتَزْويدي من ثِمارِ خزائنِ
كُتُبِهِ، عَمَّرَها الله بطول عُمْرِهِ ما أستَظهِرُ به على ما أنا بصدَدِهِ،
فكان كالدليلِ يُعينُ السَّفْرَ بالزادِ، والطّبيب يُتْحِفُ المريضَ بالدواءِ
والغِذَاءِ، وحين مَضَيت لِطِيَّتي*** وأَلْمَمْتُ بمقْصَدِي، وجدتُ بركة
حُسْنِ رأيِهِ، ويُمْنَ اعتزائي إلى خدمتِهِ، قد سَبَقَاني إليه وانْتَظَرَاني بِهِ
وحَصَلت مع البعد عنْ حضْرتِهِ، في مَطْرَحٍ من شُعاعِ سعادتِهِ يُبَشِّرُ
بالصُّنع الجميل، ويؤذنُ بالنُّجحِ القريبِ، وَتُرِكْتُ والأدبَ والكتبَ
أنتقي منها وأنْتَخِبُ، وأفَصِّل وأبَوِّب، وأقَسِّم وأرَتّب، وأنْتَجِعُ من
الأئمة مِثْل الخليل والأصْمَعي وأبيْ عَمْرٍو الشيبانيّ والكِسَائِي والفرَّاء
وأبي زيدٍ وأبي عُبيدة وأبي عُبيد، وابن الأعرابي والنَّضْر بن شُمَيل
وأبي العبّاس وابن دُريدٍ ونِفطَويْهِ وابن خالَوَيْهِ والخارْزَنْجي
والأزهري، وَمَنْ سِواهم من ظُرفاء الأُدباء****، الذين جمعُوا فصاحَةَ
البُلَغاء إلى إتقانِ العُلَمَاء، ووُعُورة اللغةِ إلى سُهُولةِ البلاغة كالصاحب

*الماحل: المكان القفر المجدب.
**أهاب بي: دعاني، وناداني.
***طيتي: غايتي وحاجتي.
***جميع تراجم الأعلام سنوردها ملحقةً في فهرس مرتب ترتيبًا معجميًا.


>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-18-2022 11:33 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>

أبي القاسم وحمزَةَ بن الحسن الأصبهانيّ وأبي فتح المراغي وأبي بكر
الخوارزمي والقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجُرجاني وأبي
الحُسَين أحمد بن فارس بن زكريا القَزْويني، وأجْتلي من أنوارهم،
وأجْتني من ثِمارِهم، وأقتفي آثارَ قومٍ قد أقْفَرَتْ منهم البقاعُ وأجمع
في التآليف بين أبكارِ الأبوابِ والأوضاعِ، وعُونِ اللغاتِ والألفاظِ كما
قال أبو تمّام:

أمّا المعانِي فهي أبكارٌ إذا افـ
ـتُضَّتْ ولكنَّ القوافِيَ عُونُ*


ثم اعترضَتْني أسباب وعَرَضتْ لي أحوالٌ أدَّت إلى إطالة عِنانِ الغَيبة
عن تلك الحضرة المسعودة، والمُقامِ تحت جَناحِ الضَّرورةِ مِنَ الضَّيعة
المذكورة بِمَدْرَجَةٍ من النوائب تَصُكُّني فيها سفاتِجُ الأحْزانِ، وتُرسلُ
عليَّ شُواظًا من نارِ القُفْص الذين طَغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد:

ولا ثَبَاتَ على سمِّ الأساوِدِ لي
ولا قَرَارَ على زَأْرٍ مِنَ الأسدِ

إلّا أن ذِكرَ الأميرِ السيد الأوحد -أدام الله تأييده- كان هِجِّيرَايَ** في تلك
الأحوالِ، والاستظهارَ بِتَمَيُّز الاعتزَاءِ إلى خدمتِهِ شِعَارِي في تلك الأهوال،
فلم تَبْسُط النكبةُ إليَّ يَدَها إلا وقد قَبَضتَها عنّي سعادَتُه، ولم تمتدَّ بي
أيام المِحْنَة إلا وقد قصَّرَتْها عني بَرَكتُه، وكانت كُتُبُهُ الكريمةُ الواردةُ
عليَّ تكتبُ لي أمَانًا من دَهْرِي، وتُهْدِي الهدوء إلى قلبي، وإن كانت
تَسْحرُ عقلي، وتُثْقِلُ بالمِننِ ظهري، إلى أن وافق ما تفضَّل اللهُ بهِ منْ
كشفِ الغُمَّةِ، وحلِّ العقدةِ وتيسيرِ المسيرِ ورفْعِ عوائق التّعسير،
اشتمال النظامِ على ما دبَّرتُهُ من تأليف الكتاب باسمِهِ، ومشارفَة
الفَرَاغ من تشيّيد ما أسَّسته بِرَسمه، راجيًا أن يُعِيْرَهُ نَظَرَ التهذيبِ،
ويأمرَ بإجَالةِ قلمِ الإصلاحِ فيهِ، وإلحاقِ ما يَرْقَعُ خَرْقَه، ويجبرُ كَسْرَه
بحواشِيهِ، ولمّا عاودتُ رُواقَ العِزِّ واليُمن من حضرتِهِ، وراجعتُ رُوحَ
الحياة ونسيمَ العيشِ بخدمتِهِ، وجاوزتُ بحر الشَّرفِ والأدب من
عالي مجلسه - أدام الله أنْسَ الفضل به - فتح لي إقبالُهُ رِتاجَ*** التّخَيُّر،
وأزهرَ لي قربُهُ سِراجَ التَّبَصُّر في استتمام الكتاب، وتقريرِ الأبوابِ،
فبلغت بها الثلاثين على مَهَلٍ ورَويَّةٍ، وضمَّنْتُها من الفصولِ ما يُناهِزُ
ستَّمئة فصل. وهذا ثَبَتُ الأبواب:

*العون: جمع عوان، وهي المتوسطة في السن، وهي التي ولدت مرة بعد
مرة، أي أن القوافي يشترك فيها الشعراء، أو أن الشعر قد قيل في السالف
من الآباد، والناس في قوله مشتركون، فأبياته عون لذلك، ديوان أبي تمام
3/330-331.
**هجيراي: عادتي ودأبي.
***الرتاج: الباب المغلق، وفي فقه اللغة: الرتاج: الباب العظيم ص 50.

>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-18-2022 01:31 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
>>>>>

البابُ الأولُ: في الكلِّيات، وفيهِ أربعةَ عشرَ فصلًا.
الباب الثاني: في التنزيل والتمثيلِ، وفيه خمسة فُصولٍ، (في متن الكتاب
سبعة فصول)؟
الباب الثالثُ: في الأشياءِ تختلفُ أسماؤُها وأوصافُها باختلافِ أحوالِها،
وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ الرابعُ: في أوائلِ الأشياءِ وأواخرِهَا، وفيه ثلاثةُ فصولٍ.
البابُ الخامسُ: في صِغَارِ الأشياءِ وكبارِها وعظامِها وضِخامها، وفيه
عشرةُ فصولٍ.
البابُ السادسُ: في الطولِ والقِصَرِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ السابعُ: في اليُبْسِ واللّينِ والرُّطُوبةِ، وفيهِ أربعةُ فصولٍ.
الباب الثامنُ: في الشِّدَّة والشديدِ من الأشياءِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ التاسعُ: في الكثرةِ والقِلَّةِ، وفيه ثمانيةُ فصولٍ.
البابُ العاشرُ: في سائر الأوصافِ والأحوالِ المتضادّة، وفيه تسعةٌ
وثلاثونَ فَصْلًا، (والموجود فيه ثمانية وثلاثون فصلًا).
البابُ الحادي عشرَ: في المَلء والامتلاءِ والصفورةِ والخلاءِ، وفيهِ عَشَرة فصولٍ.
الباب الثاني عشرَ: في الشيء بينَ الشيئينِ، وفيه ستةُ فصولٍ.
البابُ الثالثَ عشرَ: في ضروب الألوانِ والآثارِ، وفيه ثمانيةٌ وعشرون فصلًا،
في متن الكتاب تسعة وعشرون فصلًا لا ثمانية وشرون!.
البابُ الرابع عشرَ: في أسنان الناس والدوابِّ وتنقلِ الحالات بها، وفيه سبعةَ
عشرَ فصلًا.
البابُ الخامس عشرَ: في الأصولِ والأعْضَاءِ والرؤوسِ والأطْرافِ وأوصافِها وما
يتولدُ منها ويتصلُ بها ويُذكرُ منها، وفيه خمسةٌ وستونَ فَصلًا.
البابُ السادس عشرَ: في الأمْراضِ والأدْواءِ وما يتلوهُما وما يتعلق بهما، وفيه
أربعةٌ وعشرونَ فصلًا.
الباب السابع عشر: في ضُروبِ الحيوانِ وأوصافِها، وفيه تسعةٌ وثلاثونَ فصلًا.
ما جاء في متن الكتاب أربعون فصلًا.
الباب الثامن عشرَ: في الأحوالِ والأفْعالِ الحيوانيةِ، وفيه ثمانيةٌ وعشرونَ فصلًا.
البابُ التاسع عشر: في الحركاتِ والأشكالِ والهيئاتِ وضُرُوب الضَّرب والرمي،
وفيه أربعونَ فصلًا.
الباب العشرون: في الأصوات وحكاياتها، وفيه أربعةٌ وعشرونَ فَصْلًا، في متن
الكتاب ثلاثة وعشرون فصلا!.
الباب الحادي والعشرون: في الجماعات، وفيه أربعةَ عشرَ فَصْلًا.
البابُ الثاني والعشرون: في القَطْعِ والانْقِطَاع والقِطَع وما يقاربها منَ الشّقّ
والكسر وما يتّصلُ بها، وفيه ستةٌ وعشرون فصلًا، في متن الكتاب سبعة
وعشرون فصلا!.
البابُ الثالثُ والعشرونَ: في اللِّباس وما يتّصلُ بِهِ والسّلاحِ وما يُضافُ إليه
من سائر الأدواتِ والآلاتِ، وما يأخذُ مأخذَهَا، وفيه سبعةٌ وأربعون فصلًا،
في متن الكتاب تسعةٌ وأربعونَ فصلًا.
الباب الرابعُ والعشرون: في الأطْعِمةِ والأشربَةِ وما يناسِبُها، وفيهِ سبعةَ
عشَرَ فصلًا.
البابُ الخامسُ والعشرونَ: في الآثار العُلويَّة وما يتلو الأمطارَ من ذكر المياه
وأماكنها، وفيه سبعة عشر فصلًا، في متن الكتاب ثمانية عشر فصلًا!.
الباب السادسُ والعشرونَ: في الأرضِينَ والرمال والجبال وسائر الأماكن
والمواضِعِ وما يتَّصل بها، وفيه سبعةَ عشرَ فصلًا.
الباب السابعُ والعشرون: في الحجارة، وفيه ثلاثةُ فُصُولٍ.
الباب الثامنُ والعشرون: في النبتِ والزرع والنخلِ، وفيه سبعةُ فصولٍ.
الباب التاسعُ والعشرون: فيما يَجْرِي مَجْرَى الموازنَةِ بين العربيةِ
والفارسيّة، وفيه خمسةُ فُصُولٍ.
البابُ الثلاثونَ: في فنون مختلفة الترتيبِ من الأسماءِ والأفعالِ
والأوصافِ، وفيه تسعةٌ وعشرونَ فصلًا.

>>>>>

عبد السلام بركات زريق 10-18-2022 01:46 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
<<<<<

وقد اخترتُ لترجمتِهِ* وما أجعلُه عُنوانَ معرفتِهِ ما اختارَهُ أدامَ الله
تَوفيقَه من "فِقْهِ اللغة" وشَفَعْتُهُ بـ "سِرِّ العربيّة" ليكونَ اسمًا يوافقُ
مُسَمَّاه، ولفظًا يطابِقُ معناهُن وعهدي به -أدامَ اللهَ تَأييدَه- يَسْتَحْسِن
ما أنشدته لصديقه أبي الفتح علي بنِ محمدٍ البُستيّ ورَّثه الله عُمُرَهُ:

لا تُنكِرَنَّ إذا أَهْدَيتُ نحوَكَ مِنْ
عُلومِكَ الغُرَّ أو آدابكَ، النُّتَفا**

فَقَيِّمُ الباغِ قد يُهدِي لمالكِهِ
برسْمِ خِدمَتِهِ، من بَاغهِ التُّحَفَا

وهكذا أقولُ لهُ بعدَ تقديم قول أبي الحسن بن طَبَاطَبَا فهو الأصلُ
في معنى ما سُقتُ كلامي إليهِ:

لا تُنْكِرَنْ إهداءنا لك منطِقًا
مِنْكَ استَفَدْنا حُسنَهُ ونِظامَهُ

فالله عزَّ وجلَّ يَشكُرُ فِعلَ مَنْ
يَتْلو عليه وحيَهُ وكلَامَهُ


والله الموفق للصواب.
وهذا حينُ سياقة الأبواب.

* * *
* *
*

* الترجمة: العنوان.
**النتف: جمع نتفة وهي القليل من الشيء، والباغ: كلمة فارسية معناها الحديقة
أو البستان، وقيمه هو الحارس أو البستاني، والتحف: الهدايا المستطرفة.

عبد السلام بركات زريق 10-18-2022 04:46 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الباب الأول

في الكليّات

(وهي ما أطلق أئمة اللُّغة في تفسيره لفظة كلّ)

الفصل الأوّل

(فيما نَطَقَ بِهِ القرآنُ منْ ذلكَ وجاءَ تفسيرُهُ عنْ ثِقاتِ الأئمةِ)

كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء

كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد

كلُّ حاجِزِ بَينَ الشَيْئينِ فَهو مَوْبِق

كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة

كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ

كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ

كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلًا في القُلوبِ فهو غَيْبٌ

كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرةٌ

كلُّ ما امْتِيرَ* عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِيرٌ

كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو مَاعُونٌ

كلُّ حرامٍ قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْتٌ

كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَضٌ

كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقًا للحقِّ فهو فاحِشةٌ

كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكةٌ

كلُّ ما هَيَّجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَبٌ

كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَةٌ

كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ

كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللِّينُ واحدتُه لِينَةٌ

كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقَةٌ والجمع حَدَائق

كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح** ، والجمعُ جَوَارِحٌ.

*امتير حمل عليه، الميرة: وهو الطعام يجلب للبيع.
**وفي نسخة جارحة.

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 08:41 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الثاني

(في ذِكْر ضُرُوبٍ مِنَ الحَيَوان)

(عن اللَّيث عنِ الخليلِ وعنِ أبي سعيدٍ الضرير وابنِ
السِّكِيتِ وابنِ الأعرابي وغيرِهم مِنَ الأئمّةِ)


كلُّ دابَّةٍ في جَوْفِها رُوح فهي نَسَمَةٌ

كُلُّ كرِيمَةٍ منَ النساءِ والإبلِ والخَيْل وَغَيْرِها فهي عَقِيلةٌ

كلُّ دابةٍ اسْتُعْمِلَتْ مِنْ إبلٍ وبقرٍ وحَميرٍ ورَقِيقٍ فهيَ نَخَّةٌ ولا صدَقَةَ فِيها*

كلُّ امرأةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِها** وكلُّ نَاقةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِها

كُلُّ أخْلاطٍ مِنَ الناس فَهم أوْزَاعٌ وأعناقٌ

كلُّ ما لَه ناب ويَعْدُو على النّاسِ والدَّوابِّ فَيفْتَرِسُها فهو سَبُعٌ

كلُّ طائرٍ ليسَ منَ الجوارحِ يُصادُ فهو بُغَاث

كلُّ ما لَا يَصيدُ من الطيرِ كالخُطّافِ والخُفّاش فهو رُهَامٌ

كلُّ طائرٍ له طَوْق فهو حَمَامٌ

كلُّ ما أشْبَهَ رَأسهُ رُؤُوس الحَيَّاتِ والحَرَابِي وسَوَامَّ أبْرصَ ونحوِها فهو حَنَش.

*النِّخّة: والنُّخة اسم جامع للحُمُر، وقيل النَّخَّة البقر العوامل والنَّخة: الرقيق
من الرجال والنساء، وقال أبو سعيد: كل دابة استعملت من إبل وبقر ورقيق،
فهي ونُخَّة وإنما نخخها استعمالها. (لسان العرب جـ3 ..59-60)
**البعل: الزوج "الصحاح".

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 09:15 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصل الثالث


(في النَّبَاتِ والشَّجَرِ)

(عن الليثِ عنِ الخليلِ ، وعنْ ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ ، وعنْ
سَلْمَةَ عن الفرَّاءِ ، وعن غيرِهم)


كلُّ نَبْتٍ كانتْ ساقُه أنابِيبَ وكُعُوبًا فهو قَصَبٌ

كلُّ شجرٍ لهُ شَوك فهو عِضاهٌ*

وكلُّ شجر لا شَوْكَ له فهو سَرْح

كلُّ نبْتٍ لهُ رائحةٌ طيِّبةٌ فهو فاغيةٌ

كلُ نَبْتٍ يَقَعُ في الأدْوِيةِ فهو عَقَّار والجمع عَقاقيرُ

كلُّ ما يُوكُل منَ البُقُولِ غيرِ مطبوخ فهو منْ أحْرَارِ البُقولِ

كلُّ ما لا يُسْقَى إلا بماءِ السماءِ فهو عِذْيٌ

كلُّ مَا وَارَاكَ من شجرٍ أو أكَمَةٍ فهو خَمَرٌ، والصّارُّ ما وارى مِنَ الشّجَرِ خاصّةً

كلُّ ريْحَانٍ يُحَيَّا به فهو عَمَارٌ، و منهُ قول الأعْشى: (من المتقارب)

فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الْكَرَى
سَجَدْنا له ورفَعْنا العَمَارا**


*انظر لسان العرب جـ 13 مادة عضه لتقف على كثرة استعمال
هذه اللفظة لمعانٍ كثيرة.
**وعادة تحية القادم بالريحان ليست من عادات العرب بل هي
إلى عادات الفرس أقرب وفيها أدخل.

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 09:53 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الرابع

(في الأمْكِنَةِ)

(عنِ اللّيثِ وأبي عَمْرٍو والمؤرِّجِ وأبي عُبيدةَ وغيرِهم)


كلُّ بُقْعةٍ لَيسَ فِيها بِناء فَهيَ عَرْصَةٌ

كلُّ جَبَل عظيم فهو أَخْشَبٌ

كلُّ موضع حَصِينٍ لا يُوصَلُ إلى ما فيهِ فهو حِصْنٌ

كلُّ شيءٍ يُحْتَفَرُ في الأرْضِ إذا لم يكُنْ من عَمَلِ النَاسِ فهو جُحْرٌ

كلُّ بَلَدٍ واسع تَنْخَرِق* فيه الرّيح فهوَ خَرْقٌ

كلُ مُنْفَرجٍ** بينَ جبالٍ أو آكامٍ يكونُ مَنْفذًا لِلسَّيلِ فهو وَادٍ

كلُّ مدينةٍ جامعةٍ فهيَ فُسْطَاطٌ ، ومنهُ قيلَ لِمدينةِ مصرَ التي بناهَا
عَمْرُو بنُ العاص "الفُسْطَاطُ" ومنه الحَدِيث: (عليكمْ بالجماعةِ فإنَّ
يدَ اللّه على الفِسْطاط)*** ، بكسرِ الفَاءِ وضَمِّها.

كل مقَامٍ قامَهُ الإِنسان لأمرٍ مَا فَهوَ مَوْطِن ، كقولِكَ: إذا أتيتَ مكةَ
فوقفتَ في تِلكَ المَواطِنِ فادْعُ الله لِي ، وُيقالُ: المَوطنُ المشْهدُ منْ
مَشَاهِدِ الحربِ ، ومنه قولُ طَرَفَة: (من الطويل):

على مَوطنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفرائِصُ تُرْعَدِ

*وفي نسخة تنضغط فيه.
**وفي نسخة منعرج بالعين المهملة بدل الفاء المعجمة.
***ذكره الإمام ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث، وروى
الترمذي قريبا من هذا اللفظ (يد الله مع الجماعة)

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 10:09 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الخامس

(في الثِّيَابِ)

(عنْ أبي عَمْرو بنِ العَلاءِ والأصْمَعِي وأبي عُبيدةَ واللّيثِ)

كلُّ ثَوبِ منْ قُطنٍ أبيضَ فهو سَحْلٌ

كلُّ ثوب منَ الإبْريسَمِ فهو حَرِيرٌ

كلُّ ما يلي الجسَدَ من الثيابِ فهو شِعارٌ

وكلّ ماَ يلي الشّعَار فهو دِثَارٌ

كلُ مُلاءَةٍ لَمْ تكنْ ذاتُ لِفْقَيْنِ* فهي رَيْطةٌ

كلُّ ثوب يُبتَذَلُ فهو مِبْذَلَة ومِعْوَزٌ

كلُّ شيءٍ أودَعْتَه الثّيابَ من جُوْنةٍ** أو تَخْتٍ أو سفَطٍ فهو صُوانٌ
وصِيَان ، بضمّ الصّاد وكسرها.

كلُّ ما وَقَى شيئًا فهو وِقاءٌ لَهُ.

*اللفقان: القطعتان المتضامتان.
**والجُوْنة: سُلَيلةٌ مستديرة مُغَشّاة تكون مع العطارين. لسان العرب جـ13 ص 103.

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 10:13 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصل السادس

(في الطَّعَامَ)

(عنِ الأصْمَعِي وأبي زيدٍ وغيرِهما)


كلُّ ما أذيبَ من الألْيَةِ فهو حَمٌّ وَحَمَّةٌ

وكلُّ ما أذِيبَ مِنَ الشّحْمِ فهو صُهارة وجَميلٌ

كلُّ ما يؤَتَدَمُ بِهِ منْ سَمْنٍ أو زيتٍ أو دهْنٍ أو وَدَكٍ أو شَحْم فهو إهَالَةٌ

كلُّ ما وَقَيْتَ بِهِ اللحمَ مِنَ الأرضِ فهو وضَمٌ

كلُّ ما يُلْعَقُ مِن دَوَاءٍ أو عَسلٍ أو غيرِهما فهو لَعُوقٌ

كلُّ دواءٍ يُؤخذُ غيرَ معجونٍ فهو سَفُوفٌ.

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 03:44 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل السابع


(في فُنُونٍ مُخْتَلِفَةِ التّرْتِيبِ)


(عن أكثر الأئمة)


كلُّ ريحٍ تَهُبُّ بينَ رِيحَينِ فهي نَكْباءُ

كلُّ ريح لا تُحرِّكُ شَجَرًا ولا تُعْفِي أثَرًا، فهي نَسيمٌ

كلُّ عظْمٍ مستدَيرٍ أجْوَفَ فهو قَصَبٌ

كلُّ عظْمٍ عريضٍ فهو لَوْحٌ

كلُّ جِلْدٍ مدْبُوغٍ فهو سِبْتٌ

كلُّ صانعٍ عندَ العَرَبِ فهو إسكافٌ

كلُّ عاملٍ بالحديدِ فهو قَيْنٌ

كلُّ ما ارتَفَعَ منَ الأرضِ فهو نَجْدٌ

كلُّ أرْضٍ لا تُنْبِتُ شيئًا فهي مَرْتٌ

كلُّ شيءٍ فيهِ اعْوِجاجٌ وَانْعِرَاجٌ كالأضْلاع والإِكافِ والقَتَبِ والسَّرْجِ
والأودية فهو حِنْوٌ ، بكسر الحاء وفتحها

كلُّ شيءٍ سَدَدْتَ به شيئًا، فهو سِدَادٌ ، وذلك مِثْلُ سِدادِ القارورةِ ،
وسِدادِ الثَّغْرِ، وسدادِ الخَلَّةِ

كلُّ مالٍ نفيسٍ عنْدَ العربِ فهو غُرَّةٌ: فالفَرَسُ غُرَّةُ مالِ الرجلِ ، والعبدُ
غُرَّةُ مالِهِ ، والنَّجِيبُ غُرَّةُ مالِهِ ، والأمَةُ الفَارِهةُ مِنْ غُرَرِ المالِ*

كلُّ ما أَظَلَّ الإِنسانَ فوقَ رَأْسِهِ من سَحَابٍ أو ضَبَابٍ أو ظِلّ فهو غيابٌ**

كلُّ قِطْعَةٍ من الأرضِ على حِيالَها من المَنَابِتِ والمزارِع وغيرِها فهي قَرَاحٌ

كلُّ ما يرُوعُكَ منه جَمالٌ أو كَثْرَة فهو رائع

كلُّ شَيْءٍ اسْتَجَدْتَهُ فَأَعْجَبَكَ فهو طُرْفَةٌ

كلُّ ما حلَّيْتَ بهِ امرأةً أو سيفًا فهو حَلْيٌ

كلُّ شيءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فهو خِفُّ

كُلُّ مَتاعٍ من مالٍ صامتٍ أو ناطقٍ فهو علَاقَةٌ

كُلُّ إناءٍ يُجْعَلُ فِيهِ الشَرَابُ فهو ناجُود

كلُّ ما يَسْتَلِذُّهُ الإِنسانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ طَيِّبٍ فهو سَمَاعٌ

كلُّ صائتٍ مُطْرِبِ الصَّوتِ فهو غَرِدٌ*** ومُغرِّدٌ

كلُّ ما أَهْلَكَ الإِنْسانَ فهو غُولٌ

كل دُخانٍ يسْطَعُ مِن ماءٍ حارٍّ فهو بُخَارٌ وكذلك من النَّدَى****

كلُّ شَيْءٍ تَجَاوَزَ قَدْرَهُ فهو فاحِشٌ

كلُّ ضَرْبِ من الشَّيْءِ وكلُّ صِنْفٍ منَ الثّمارِ والنّبَاتِ وغَيرِها فهو نَوْعٌ

كلُّ شَهرٍ في صَمِيمِ الحرِّ فهو شَهْرُ نَاجِرٍ. قال ذو الرُّمّة: (من الطويل):

صَرًى آجِن يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وَجْهَهُ
إذَا ذَاقَهُ الظَّمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ

وكلُّ ما لا رُوحَ لَهُ فهو مَوَاتٌ

كلُّ كلام لا تفهَمُهُ العربُ فهو رَطَانَةٌ

كلُّ ما تَطَيّرْتَ بِهِ فهو لُجْمَةٌ، ومنهُ قول العَرَبِ للرَّجلِ إذا ماتَ:
عَطَسَتْ بِهِ اللُّجَم***** وأنشد أبو بكرٍ بنُ دُريد: (من الرجز):

(ولا أخَافُ اللُّجَمَ العَوَاطِسا)

واللُّجَمُ أيضًا دُوَيْبَّةٌ.

كلُّ شيءٍ يُتَّخذُ رَبًّا وُيعبَدُ مِنْ دُونِ اللهّ عزَّ وجل فهو الزُّورُ والزُّونُ

كلُّ شيءٍ قليلٍ رقيقٍ مِن ماءٍ أو نَبْتٍ أو عِلْم فهو رَكِيكٌ

كلُّ شيءٍ لَهُ قَدْرٌ وَخَطَرٌ فهو نَفِيسٌ

كلُّ كَلِمَةٍ قَبِيحَةٍ فهي عَوْرَاءُ

كلُّ فَعْلَةٍ قبيحةٍ فَهي سَوْآءُ

كلُّ جَوْهَرٍ مِنْ جَواهِرِ الأرضِ كالذّهَبِ والفِضَّةِ والنُّحاسِ ، فهو الفِلِزُّ

كلُّ شَيْءٍ أحاطَ بالشَّيءِ فهو إطارٌ له ، كإطارِ المُنْخلِ والدُّفِّ ، وإطارِ
الشَّنَة وإطارِ البيتِ كالمِنْطَقَةِ حَوْلَه

كلُّ وسْمٍ بمكوًى فهو نارٌ، و ما كانَ بغيرِ مِكْوًى فهو حَرْقٌ وَحزٌّ

كلُّ شَيْءٍ لانَ مِنْ عُودٍ أو حَبْلٍ أو قناةٍ فهو لَدْنٌ

كلُّ شيءٍ جَلَسْتَ أو نِمتَ عَلَيهِ فوجدتَهُ وطيئًا، فهو وثِيرٌ.


*جاريةٌ فارهةٌ: إذا كانتْ حسناءَ مَليحة "لسان العرب"
**في نسخة بالياء وفي نسخة بالباء، وغيابة كل شيء ما سترك منه: ومنه
غيابة الجب، والغيابة: ضوء شعاع الشمس وقعر البئر، وكل ما أظل
الإنسان من فوق رأسه كالسحابة ونحوها، والأنسب هنا أنها الغياية
بياءين مثناتين لمطابقتها للتعريف المذكور.
***وغرد أيضًا بسكون الراء مع كسر الغين قبلها.
****وفي نسخة من البدن وفي أخرى من ماء جار.
*****واللجم هنا الخيل، والمراد ذوات اللجم.


عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 03:46 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الثامن


(عن أبي بكر الخُوَارَزْمِيّ عن ابنِ خالويهِ)


كلُّ عِطْرٍ مائِعٍ فهو المَلَابُ

وكلُّ عِطْرٍ يابِس فهو الكِبَاءُ

وكلُ عِطْرٍ يُدَقُّ فهو الألَنْجُوجُ

عبد السلام بركات زريق 10-19-2022 04:41 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصلُ التاسع


(يُنَاسِبُ ما تَقَدَّمَهُ في الأفْعَالِ)


(عَنِ الأئمَّةِ)


كُلُّ شَيْءٍ جاوزَ الحَدَ فقدْ طَغَى

كلُّ شيءٍ توسَّعَ فقدْ تَفَهَّقَ

كلُّ شيءٍ علا شيئًا فقدْ تَسَنَّمهُ

كلُّ شيءٍ يَثُورُ للضّررِ يُقالُ له قَدْ هَاجَ ، كَمَا يُقالُ: هَاجَ الفحْل ، وهاجَ
به الدَّمُ ، وهَاجَتِ الفِتْنَةُ ، وهَاجَتِ الحَرْبُ ، وهَاجَ الشَرُّ بين القَوْمِ ،
وهَاجَتِ الرِّياحُ الهُوجُ.

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 08:14 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصل العاشر


(وجدتُهُ عن أبي الحسين أحمدَ بنِ فارس ثمّ عرضتُهُ على كُتُبِ اللُّغَةِ فَصَحَّ)


اقْتَمَّ ما على الخِوانِ إذا أكلَهُ كُلَّهُ

واشْتَفَّ ما في الإِناءِ إذا شَرِبَهُ كُلَّهُ

وامتكَّ الفَصِيلُ ضَرْعَ أمِّهِ إذا شَرِبَ كلَّ ما فيهِ

ونَهَكَ الناقةَ حَلْبًا إذا حَلَبَ لَبَنَها كُلَّهُ

ونَزَفَ البئرَ، إذا اسْتَخْرَجَ ماءَهَا كُلَّهُ

وسَحَفَ الشَّعَرَ عن الجلْدِ إذا كَشَطَهُ كُلَّهُ

واحْتَفَّ ما في القِدْرِ إذا أكلَهُ كُلَّهُ

وسمَّدَ شَعَرَهُ وسبَّدَهُ إذا أَخَذَهُ كُلَّهُ.

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 08:23 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الحادي عشر


(عَنِ ابنِ قُتَيبةَ)


وَلَدُ كلِّ سَبع جَرْوٌ

وَلَد كلِّ طَائِرٍ فَرْخٌ

وَلَدُ كُلِّ وحشيّةٍ طِفْلٌ

وكلُّ ذاتِ حافرٍ نَتوجٌ وعَقُوقٌ

وكلُّ* ذَكَرٍ يَمْذي ، وكُلُّ أنثى تَقذِي.


*وكل ذكر الخ: سقطت هاتان الجملتان
من مطبوعة الآباء اليسوعيين.

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 08:33 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الثاني عشر


(عن أبي علي لغدةَ الأصفهاني*)


كلُّ ضاربٍ بِمُؤخّرِهِ يَلسَعُ كالعقربِ والزُّنبُورِ

وكلُّ ضاربٍ بِفَمِهِ يَلْدغُ كالحَيَّةِ وسامِّ أبرصَ

وكلُّ قابضٍ بأسنانِهِ ينهشُ كالسِّباعِ.


*وفي نسخة لغزة بالزاي المعجمة بدل الدال المهملة، وفي بعض
النسخ التي بأيدينا لعثة بالعين المهملة والثاء المثلثة، وفي بعضها
بالغين المعجمة والذال، وصوابه لغدة بالغين المعجمة والدال
المهملة، وهو أديب نحوي أصبهاني.

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 12:03 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الثالث عشر


(وجدتُهُ في تعليقاتي عن أبي بكر الخوارزْمِي يليق بهذا المكان)


غُرَّة كُلِّ شيءٍ أولُهُ

كَبِدُ كُلِّ شيءٍ وَسَطُهُ

خاتِمةُ كُلِّ أمرٍ آخرُهُ

غَرْبُ كُلِّ شيءٍ حدُّهُ

فَرْعُ كُلِّ شيءِ أَعْلاَهُ

سِنْخُ كُلِّ شيء أصْلُهُ

جِذْرُ كُلِّ شيءٍ أصلُهُ ومثلُه الجَذْمُ

أزْمَلُ كُلِّ شيءٍ صَوتُهُ

تباشِيرُ كلِّ شيءٍ أوَّلُهُ ، ومنه تباشيرُ الصُّبْحِ

نُقايَة* كلِّ شيءٍ ضِدُّ نفايَتِهِ

غَوْرُ كلِّ شيءٍ قَعْرُهُ.


*وفي بعض النسخ نقاوة.

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 03:17 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصلُ الرابع عشر


(يُناسبُ مَوضوعَ البابِ في الكليَّاتِ)



(عَنِ الأئمة)


الجَمُّ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شيءٍ

العِلقُ النفيسُ مِن كُلِّ شيءٍ

الصَّرِيحُ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ

الرَّحْبُ* الواسِعُ من كلِّ شيءٍ

الذَّرِبُ الحادُّ من كلِّ شيءٍ

المُطَهَّمُ الحسنُ التَّامُّ منْ كلِّ شيءٍ

الصَّدْعُ الشَّقُّ في كلِّ شيءٍ

الطَّلاَ الصغير من ولدِ كُلِّ شيءٍ

الزِّرْيابُ الأصْفرُ من كلِّ شيءٍ

العَلَنْدَى الغليظُ من كلِّ شيءٍ.


*وفي نسخة والرحيب بياء بعد الحاء.
**العُلَنْدَى: البعير الضخم الطويل "لسان العرب".

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 05:15 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الباب الثاني


في التنزيل والتمثيل


الفصل الأوّل


(في طبقاتِ النَّاسِ وذِكْرِ سَائِرِ الحَيوَانَاتِ وأَحْوالِها وما يتّصِلُ بِها)


(عن الأئِمةِ)


الأسْباطُ في وُلْدِ إسحاقَ في منزلةِ القَبائلِ في وُلْدِ إسماعيلَ عليهِما السلامُ

أرْدَاف الملوكِ في الجاهليةِ بمنزلةِ الوزراءِ في الإِسلامِ ، والرّدَافَةُ كالوزارةِ ، قال
لبيد: (من الكامل):

وَشَهِدْتُ أنْجِيةَ الأُفاقةِ عَاليًا
كَعْبي ، وأَرْدَافُ المُلُوكِ شُهودُ

الأقْيالُ لِحِمْيرَ كالبَطَاريقِ للرُّومِ

المُرَاهِقُ مِنَ الغِلْمانِ بمَنْزِلَةِ المُعْصِرِ مِنَ الجَوَارِي

الكاعِبُ مِنْهُنَّ بِمَنْزِلَةِ الحَزَوَّرِ مِنْهُمْ

الكَهْلُ مِنَ الرِّجالِ بمنزلةِ النَّصَفِ مِنَ النَساءِ

القَارِحُ مِنَ الخَيْلِ بِمَنزِلةِ البازِلِ مِنَ الإبلِ

الطِّرْفُ مِنَ الخَيْل بمَنْزِلَةِ الكَرِيمِ مِنَ الرِّجالِ

البَذَجُ مِنْ* أَوْلادِ الضَّأْنِ مِثْلُ العَتُودِ مِنْ أَوْلادِ المَعزِ

الشّادِنُ مِنَ الظِبّاءِ كالنَّاهِضِ مِنَ الفِرَاخِ

العَجِيرُ مِنَ الخَيْلِ كالسَّرِيسِ مِنَ الإبِلِ والعِنِّينِ مِنَ الرِّجالِ

رُبُوضُ الغَنَمِ مِثْلُ بُرُوكِ الإِبِلِ وجُثُوم الطَّيرِ وجُلُوسِ الإنْسانِ

خِلْفُ النَّاقَةِ بِمَنْزِلَةِ ضَرْعِ البَقَرَةِ وثَدْيِ المَرْأَةِ

البَرَاثِنُ مِنَ الكَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الأصابِع مِنَ الإنْسانِ

الكَرِشُ مِنَ الدَّابةِ كالمَعِدَةِ مِنَ الإنسانِ والحوْصَلَةِ مِنَ الطّائِر

المهْرُ منَ الخَيْلِ بمَنْزِلةِ الفَصِيلِ مِنَ الإبِلِ ، والجَحْشِ مِنَ الحميرِ
والعِجْلِ مِنَ البَقَرِ

الحافِرُ للدَّابةِ كالفِرْسِنِ للبَعِيرِ

المَنْسِمُ للبعيرِ بِمنزلةِ الظُفْرِ للإنسانِ والسُّنْبُكِ لِلدَّابةِ والمِخْلَبِ للطَّيرِ

الخُنَان في الدَّوابِ كالزُّكام في النّاسِ

اللُّغَامُ للبعيرِ كاللُّعابِ للإنسانِ

المُخاطُ مِنَ الأنْفِ كاللُّعابِ من الفَم

النَّثِيرُ للدوابِّ كالعُطاسِ لِلنّاسِ

النَّاقَةُ اللّقُوحُ بمنزلةِ الشّاةِ اللَّبُونِ والمرأَةِ المرضِعةِ

الوَدْجُ للدَّابةِ كالْفَصْدِ للإنسان

خِلَاءُ البعيرِ مثلُ حِرانِ الفَرَسِ

نُفُوقُ الدابّةِ مثْلُ** مَوْتِ الإنسانِ

الزَّهْلَقَةُ للحمارِ بِمنْزِلَةِ الهَمْلَجةِ لِلفَرَسِ

سَنَقُ الدابّةِ بمنزلةِ إتخامِ الإنسانِ ، وهوَ في شِعْرِ الأعْشى***

الغُدّةُ للبعيرِ كالطّاعونِ للاِنسانِ

الحاقِنُ للبولِ كالحاقبِ للغائطِ

الحَصْرُ مِنَ الغائِطِ كالأسْرِ مِنَ البولِ

الهَمَجُ فيما يطيرُ، كالحشراتِ فيما يَمْشِي

الصِّيقُ من الدابَةِ كالفَسْوِ مِنَ الإِنسانِ

النَّاتِجُ للإِبِلِ بمنزلة القابِلَةِ للنساءِ إذا وَلَدْنَ

صَبّارَة الشتاءِ بمنزلَةِ حَمّارَةِ القَيْظِ.

*وفي نسخة البذج بالدال والجيم المعجمتين بدل الدال والحاء المهملتين.
**وفي نسخة بمنزلة، بدل (مثل).
***والبيت الذي يتضمن الشاهد هو:
ويأمر لليحموم في كل ليلة
يتبن وتعليق ، فقد كاد يسنق

عبد السلام بركات زريق 10-20-2022 05:19 PM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الثاني


(في الإبل)


(عن المبرّد)


البَكْرُ بمنزلةِ الفَتى

والقَلُوصُ بمنْزِلةِ الجاريةِ

والجَمَلُ بمنزلة الرَّجُلِ

والنّاقةُ بمنزلةِ المرأةِ

والبَعيرُ بمَنزلةِ الإِنْسان.

عبد السلام بركات زريق 10-22-2022 08:17 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصل الثالث



(علّقْتُهُ عَنْ أبي بكرٍ الخُوارَزْمي)


المِخْلافُ لليَمنِ كالسّوَادِ للعراقِ والرُّسْتَاقِ لخُراسَان

والمِرْبَدُ لأهلِ الحِجَازِ كالأَنْدَرِ لأهلِ الشّامِ والبَيْدَرِ لأهلِ العراقِ

والإِرْدَبُّ لأهلِ مِصْرَ كالقَفِيزِ لأهل العرَاق.

عبد السلام بركات زريق 10-22-2022 08:42 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الرابع


(في أنواع مِنَ الآلاتِ والأدواتِ)



(عَنِ الأئِمةِ)


الغَرْزُ لِلْجَمَلِ كالرِّكَابِ للفرسِ

الْغُرْضَةُ للبعيرِ كالحِزام للدّابة

السِّناف للبعيرِ كاللَّبَبِ للدابّةِ

المِشرَطُ للحجَّامِ كالمِبضَعِ للفَاصِدِ والمِبْزَعِ للبَيْطار.


*البيطري في عرف الناس اليوم.

عبد السلام بركات زريق 10-22-2022 10:01 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 

الفصل الخامس


(في ضُرُوبٍ مُخْتَلفةِ التَّرتِيبِ)



(عَنِ الأئِمَّةِ)



الرُّؤبةُ للإِناءِ كالرُّقْعَةِ للثَّوبِ

الدَّسَمُ مِن كلِّ ذي دُهْنٍ كالوَدَكِ من كلِّ ذِي شَحْمٍ

العَقَاقِيرُ فيما تُعالجُ بِهِ الأدويهُ كالتّوابِلِ فيما تُعالجُ بِهِ
الأطعمةُ ، والأفْوَاهِ فيما يُعالجُ به الطِّيبُ.

عبد السلام بركات زريق 10-22-2022 10:11 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل الخامس


البذْرُ لِلْحنْطَةِ والشَّعيرِ وسائِر الحبُوبِ كالبزْرِ للرَياحينِ والبقولِ

اللّفْحُ مِنَ الحرِّ كالنَّفْحِ مِنَ البَرْدِ

الدَّرَجُ إلى فوْقُ كالدَرَكِ إلى أسْفَلِ ، ومنهُ قيلَ: إنّ الجَنَّةَ دَرَجَاتٌ والنَّارَ دَرَكاتٌ

الهَالَةُ للقَمَرِ كالدَّارَةِ للشَمْسِ

الغَلَتُ في الحسابِ كالغَلَطِ في الكلامِ

البَشَمُ مِنَ الطَعَام كالبَغَرِ مِنَ الشَّرَابِ والماءِ

الضُّعْفُ في الجسم كالضَّعْفِ في العَقْلِ

الوَهْنُ في العظمِ والأمرِ كالوَهْي في الثّوْب والحبْلِ

حَلَا في فَمِي مثلُ حَلِيَ في صَدْري

البصيرَةُ في القلْبِ كالبَصَرِ في العَينِ.

عبد السلام بركات زريق 10-22-2022 10:15 AM

رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
 
الفصل السابعُ


الوُعُورَةُ في الجبَلِ كالوُعُوثَةِ في الرَّمْلِ

العَمَى في العَينِ مثلُ الْعَمَهِ في الرَّأي

البَيْدَرُ لِلحنْطَةِ بمنزلةِ* الجرِينِ للزّبِيبِ والمِرْبَدِ للتّمْرِ.


*في نسخة بإزاء بدل بمنزلة.


الساعة الآن 08:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team